تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى أبونعيم في حلية الأولياء 6/ 305 بسنده عن الربيع بن صبيح أنه قال: قلت للحسن: إن ههنا قوما يتبعون السقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا، فقال: لا يكبر ذلك عليك؛ فلقد أطمعتُ نفسي في خلود الجنان فطَمِعَتْ، وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا؛ لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم، فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.

وروى أيضا في 9/ 147 بسنده عن بحر بن نصر قال: قيل للشافعي: الناس يقولون إنك شيعي فقال: ما مثلي ومثلهم إلا كما قال نصيب الشاعر:

وما زال كتمانيك حتى كأنني لرجع جواب السائلي عنك أعجم

لأسلم من قول الوشاة وتسلمي سلمت وهل حي على الناس يسلم

ثم قال: ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر إلى ما يصلح دينك فالزمه.

وروى البيهقي في الزهد الكبير ص 105بسنده عن الشافعي قوله: إنك لا تقدر ترضي الناس كلهم فأصلح ما بينك وبين الله عز وجل، فإذا أصلحت ما بينك وبين الله عز وجل فلا تبال بالناس.

وروى في ص 101 بسنده عن مالك بن دينار أنه قال: منذ عرفت الناس ما أبالي من حمدني ولا من ذمني لأني لا أرى إلا حامدا مفرطا أو ذاما مفرطا.

3 - المأخذ الثالث أن المؤلف قد يذكر أدلة أوأمثلة ليستدل بها على أمر، ولايكون فيها دلالة على ذلك الأمر أو تكون دلالتها عليه غير واضحة.

من أمثلة ذلك قوله في ص 176، تحت عنوان (فر من المشاكل): " كان يدخل صلى الله عليه وسلم على أهله أحيانا في الضحى، وهو جائع، فيسألهم: هل عندكم من شيء، عندكم طعام؟ فيقولون: لا، فيقول صلى الله عليه وسلم: " إني إذاً صائم ". ولم يكن يصنع لأجل ذلك مشاكل، ماكان يقول: لِمَ لم تصنعوا طعاما، لِمَ لم تخبروني لأشتري .. إني إذا صائم، وانتهى الأمر ".

أقول: إنما يصح استدلال المؤلف بهذا الحديث لو كان عند أهل النبي صلى الله عليه وسلم طعام يمكنهم إعداده لكنهم لم يعدوه، لكن الواقع أنه ماكان عندهم شيء ليطبخوه، فاحتمال أن يعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم على عدم الطبخ غير وارد هنا، فالحديث الذي أشار إليه المؤلف رواه مسلم عن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قالت: قال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: يا عَائِشَةُ، هل عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قالت: فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما عِنْدَنَا شَيْءٌ. قال: فَإِنِّي صَائِمٌ، قالت: فَخَرَجَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُهْدِيَتْ لنا هَدِيَّةٌ أو جَاءَنَا زَوْرٌ، قالت: فلما رَجَعَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَتْ لنا هَدِيَّةٌ أو جَاءَنَا زَوْرٌ وقد خَبَأْتُ لك شيئا، قال: ما هو؟ قلت: حَيْسٌ، قال: هَاتِيهِ فَجِئْتُ بِهِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قال: قد كنت أَصْبَحْتُ صَائِمًا ".

وقد قالت عَائِشَةَ رضي الله عنها لابن أختها عروة: ابن أُخْتِي إن كنا لَنَنْظُرُ إلى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثم الهلال ثَلَاثَة أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ، وما أُوقِدَتْ في أَبْيَاتِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ، فقال عروة: يا خَالَةُ ما كان يُعِيشُكُمْ؟ قالت: الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إلا أَنَّهُ قد كان لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ من الْأَنْصَارِ كانت لهم مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَاه. متفق عليه

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 63: " هذا تعامله صلى الله عليه وسلم مع أعرابي بال في المسجد، ورجل تكلم في الصلاة، عاملهم مراعيا أحوالهم لأن الخطأ من مثلهم لايستغرب أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أكثرهم حرصا على طلب العلم فكان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أخطائه مختلفا عن تعامله مع غيره، ثم ذكر قصة إطالة معاذ القراءة في صلاة العشاء وقول النبي صلى الله عليه وسلم له "أفتان أنت يامعاذ" ثم قال المؤلف: فتأمل الفرق في طبائع الرجال ومقاماتهم وكيف أدى إلى اختلاف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معهم، بل انظر إلى تعامله صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد وهو حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير