تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - المأخذ السادس: أن المؤلف يذكر بعض العبارات التي قد يفهم منها القارئ أن المؤلف يمدح نفسه، وهذه العبارات لايكون لها علاقة ظاهرة بموضوع البحث بمعنى أنه يستقيم ذكر القصة بدونها.

كقوله في ص 109: جرت العادة بعد المحاضرات العامة أن يزدحم عليَّ بعض الشباب يصافحون ويشكرون.

وقوله في ص 123 ذاما أحد زملائه: أسأله عن كتاب ألفتُه، وقد أثنى عليه أناس كثيرا وطبع منه مئات الآلاف فيقول ببرود: والله جيد، ولكن فيه قصة غير مناسبة ...

وكحديثه عن نشاطه في إلقاء المحاضرات في عدة مواضع، كقوله في ص 204: كنت في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات، وكقوله في ص 119: سافرت إلى المدينة النبوية قبل مدة، كنت مشغولا بعدد من المحاضرات.

وكقوله في ص 323: دخلت قبل فترة في مشكلة بين عائلتين للإصلاح بينهما. مع أن القصة التي ذكرها ليستدل بها على المبحث الذي ذكرها فيه لاعلاقة لها بالجملة المذكورة.

وكقوله في ص353: في موسم الحج قبل ثلاث سنوات ذهبت لإلقاء كلمة في إحدى حملات الحج الكبرى في صلاة العصر. بعد الكلمة ازدحم الناس يسألون ويسلمون، حاولت التخلص السريع لارتباطي بمحاضرة بعدهم فورا في حملة أخرى.

وكقوله في ص 35 ناقلا قول صديقه له: ماذا فعلت بولدي؟ يسألهم مدرسهم قبل أيام عن أمنياتهم في المستقبل، فمنهم من قال: أكون طبيبا، والآخر قال: أكون مهندسا، وولدي قال: أكون محمد العريفي.

ولا يعني هذا اتهام الشيخ الدكتور العريفي في قصده ونيته، معاذ الله أن أقصد هذا، بل إنني أكاد أجزم أن الدكتور لم يَخطر بباله قط أن يفهم أحد من تلك العبارات أنه يمدح نفسه بها، ولكن الناقد بصير، والكتاب يقرؤه الألوف، ويستفيدون منه، ولا شك أن الدكتور العريفي يهمه أن يربي قراءه على الابتعاد عن كل مافيه مدح النفس والثناء عليها من غيرحاجة.

المحور الثالث: عبارات أطلقها المؤلف، وفيها نظر

من أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 66: " شاب في ريعان شبابه أعزب هل يتحدث [يعني النبي صلى الله عليه وسلم] معه عن أنساب العرب، والرفيع منها والوضيع. أم يتحدث عن الأسواق وأحكام البيوع؟ لا .. فهذا شاب له نوع خاص من الأحاديث يفضله على غيره ".

أقول: حاشاه عليه الصلاة والسلام أن يطعن في الأنساب، فماكان ليحدث أحدا شابا أوغيرشاب عن نسب وضيع، أو يصف نسبا بأنه وضيع، كيف وقد حذر من الطعن في الأنساب وعده من أمر الجاهلية، كما في الصحيح، بل قال صلى الله عليه وسلم:"اثْنَتَانِ في الناس هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ الطَّعْنُ في النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ على الْمَيِّتِ" رواه مسلم. قال الشيخ سليمان بن عبدالله: والطعن في الأنساب أي الوقوع فيها بالذم والعيب أو بقدح في نسب أحد من الناس فيقول: ليس هو من ذرية فلان، أو يعيره بما في آبائه من المطاعن ولهذا لما عير أبو ذر رضي الله عنه رجلا بأمه قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:" أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية " متفق عليه، فدل ذلك أن التعيير بالأنساب من أخلاق الجاهلية (تيسير العزيز الحميد /390).

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 49: القلوب لاتكسب بالقوة ولابالمال ...

أقول: إطلاقه القول بأن القلوب لاتكسب بالمال غير صحيح. بدليل أن الله تعالى جعل المؤلفة قلوبهم من مصارف الزكاة. وفي صحيح مسلم أن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أعطى يوم حنين صَفْوَانَ بن أُمَيَّةَ مِائَةً من النَّعَمِ ثُمَّ مِائَةً ثُمَّ مِائَةً، قال صَفْوَانَ: والله لقد أَعْطَانِي رسول اللَّهِ ما أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ الناس إلي فما بَرِحَ يُعْطِينِي حتى إنه لَأَحَبُّ الناس إلي. وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ما سُئِلَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْإِسْلَامِ شيئا إلا أَعْطَاهُ؛ قال: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بين جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ فقال: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا فإن مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير