تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن ابن عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا من أَهْلِ الْبَادِيَةِ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ على فِرَاشِي غُلَامًا أَسْوَدَ وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لم يَكُنْ فِينَا أَسْوَدُ قَطُّ؟ قال: هل لك من إِبِلٍ؟ قال: نعم، قال: فما أَلْوَانُهَا؟ قال: حُمْرٌ، قال: هل فيها أَسْوَدُ؟ قال: لَا، قال: فيها أَوْرَقُ؟ قال: نعم، قال: فَأَنَّى كان ذلك؟ قال: عَسَى أَنْ يَكُونَ نزعة عِرْقٌ، قال: فَلَعَلَّ ابْنَكَ هذا نزعة عِرْقٌ (سنن ابن ماجه ح 2003).

والحديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة بنحو حديث ابن عمر، وليس في أول الحديث كماترى ماذكره الدكتور العريفي من زيادات من ذكر الخيمة والمرأة التي تتأوه وغير ذلك مما ذكره ليحكم المشهد التمثيلي. وهذا لايجوز، فالواجب الاقتصار على مافي الرواية.

ومن أمثلة ذلك أن المؤلف ذكر في ص19 قصة إسلام عدي بن حاتم رضي الله عنه وأطال في ذكر تفصيلاتها في خمس صفحات وحين انتهى من ذكرها في ص 24 عزا القصة كلها في الحاشية إلى مسلم وأحمد.

وهذا يوهم القارئ أن كل ماذكره في هذه القصة رواه مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، وهذا غير صحيح، فمسلم لم يرو من تلك القصة التي استغرقت خمس صفحات سوى سطرين، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"ما مِنْكُمْ من أَحَدٍ إلا سَيُكَلِّمُهُ الله ليس بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلا ما قَدَّمَ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ منه فلا يَرَى إلا ما قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بين يَدَيْهِ فلا يَرَى إلا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ "

وأماباقي مافي الصفحات الخمس فبعضه رواه البخاري، وبعضه رواه أحمد، وبعضه مماليس له إسناد، وإنما ذكره ابن إسحاق في السيرة بلاإسناد كمانبه على ذلك ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 290 طبعة التركي)، ومنه ماهو مجرد استنتاجات من الدكتور العريفي، كقوله في ص 21:" عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويان؛ فمحمد صلى الله عليه وسلم ملك على المدينة وماحولها، وعدي ملك على جبال طي وماحولها، ومحمد صلى الله عليه وسلم على دين سماوي، وعدي على دين سماوي النصرانية، ومحمد صلى الله عليه وسلم عنده كتاب منزل: القرآن، وعدي عنده كتاب منزل: الإنجيل، كان عدي يشعر أنه لافرق بينهما إلا في القوة والجيش ".

أقول: ومايدريك أن هذا كان رأيه وشعوره؟!

والحاصل أن الدكتور العريفي عفا الله عنه جمع ذلك كله، وعزاه إلى مسلم، وهذا خطأ كبير، فالعزو إلى مسلم يفهم منه القارئ أن كل ماذكر في القصة صحيح، والأمر بخلاف ذلك.

ومن أمثلة ذلك ماذكره المؤلف في أثناء قصة إسلام خالد بن الوليد في ص 135: " قضى النبي صلى الله عليه وسلم عمرته، وجعل ينظر في طرقات مكة وبيوتها ويستعيد الذكريات ".

أقول: لم يذكر المؤلف مصدر ماذكره، ولم أجد أحدا ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قضى عمرته جعل ينظر في طرقات مكة وبيوتها ويستعيد الذكريات، فإن كان هذا استنتاجا من المؤلف فهو خطأ كبير، كما تقدم بيانه.

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 300 في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:

شريط طويييييل (كذا) من الذكريات المؤلمة يمر أمام ناظريه صلى الله عليه وسلم، وهو ينظر إلى وجوه كفار قريش بين يديه، ويقلب طرفه في فجاج الحرم، وربما امتد بصره إلى جبال مكة حول الحرم أو إلى شوارعها وطرقاتها، ليس هو فقط بل تمر هذه الذكريات أمام ناظري أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، وبلال وعمر، فكل واحد من هؤلاء له مع قريش قصة حزينة.

أقول: من أين لك أن النبي صلى الله عليه وسلم استرجع شريط الذكريات الذي تقول عنه، وكذلك أصحابه؟!

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 330: وفي يوم آخر لاحظ صلى الله عليه وسلم أن عمر رضي الله عنه إذا طاف بالكعبة وحاذى الحجر الأسود زاحم الناس وقبله، وكان صلبا قوي البدن، وربما زاحم الضعفاء، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يقدم له نصيحة، فقال على سبيل التهيئة لقبول النصيحة: ياعمر إنك رجل قوي .. فرح عمر بهذا الثناء .. فقال صلى الله عليه وسلم: فلاتزاحمن عند الحجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير