ثمّ استخرَج من مكتبة الحرم المكي عدداً منها؛ كما تحصّل على مسائل من بعض العلماء الأفاضل. وأمّا فَرَحُه الكبير فقد كان عندما عَثَرَ في المكتبة الظّاهريّة بدمشق على الكمّ الأكبر من الفتاوى قال:" .. ثمّ تصفّحتُ ((المجاميع)) وهي تزيد على (150) مجموعة، وقد اشتَمَلَت على مسائل ونبذٍ لا توجد في غيرها، وهي بخطوط قديمة، وفيها من خطّ شيخ الإسلام بيده ما يزيد على (850) صحيفة. ومن تلك المجاميع ((مجموعة مسودة)) كلّها بخطّه، لا يوجد شيء منها في المكاتب، ولا غيرها عدد صفحاتها (664) .. "
ويتابع الحديث عن بحثه في المكتبات الأهليّة (الخاصّة) بدمشق فيقول: " فوجدتُ عند الشيخ حسن الشطي كتابين في الوقف ضمن مجاميع لشيخ الإسلام، وعند محمد حمدي السفرجلاني مسائل في التراويح والإمامة وغيرها .. وعند أحمد عبيد وإخوانه مسائل ... ".انتهى انظر مقدّمة مجموع الفتاوى بقلم الشيخ محمد بن عبد الرحمن العاصمي النجدي الحنبلي.
إذن بعض كتب شيخ الإسلام كانت في بلاد الحرمين قديماً، ولكن عُثر على معظم تراثه في دمشق! حيث كان يعيش الأمير عبد القادر، وحيث كانت دار الكتب الظاهرية التي أنشأها ومدّها بالمخطوطات والكتب أحدُ ألمع تلامذة الأمير عبد القادر والمقرّبين منه إنه الشيخ طاهر الجزائري السمعوني السَّلَفي، والأمير كان يمدّه بالمال والمخطوطات، ومعظم المخطوطات التي كانت عند الأمير أعطاها للشيخ طاهر، والمكتبة الظاهرية أُسِّسَت سنة 1879م يعني قبل وفاة الأمير بخمسة أعوام. والشيخ طاهر يُجلّ الأمير كثيرًا ورثاه بمرثيّة من أبدع ما قيل.
والذي أرشد الشيخ عبد الرحمن العاصمي إلى مجموع فتاوى ابن تيميّة، هو الأمير عبد المجيد حفيد الأمير عبد القادر، الذي كان أمينًا للمكتبة الظاهرية قرابة أربعين سنة! وللفائدة فإن الأمير عبد المجيد هو الذي كان يقدم التسهيلات للشيخ المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، أثناء وجوده في المكتبة الظاهرية. وكان الأمير عبد المجيد يأخذ برأي الإمام ابن تيمية في بعض المسائل!
وبالمناسبة فإن هواة الطعن في الرجال بالتشهي يتّهمون الشيخ طاهر الجزائري بالماسونية!
إذن على طريقتهم فإنّ الماسون هم الذين حافظوا على تراث شيخ الإسلام ابن تيمية! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أعتقد أن في هذا القدر من التوضيح والبيان كفاية لمن يريد الحق.
وفي المشاركة القادمة إن شاء الله سأبدأ بالرد على التهم والتخرصات التي ساقها صاحب فك الشيفرة الجزائريّة. وسأجعل الرد مقسمًا على حلقات أتناول فيها التهم واحدة إثر أخرى.
والحمد لله ربّ العالمين
خلدون بن مكّي الحسني
للبحث صِلة
هناك ملف منسّق يمكنك تحميله من المرفقات!
ـ[صخر]ــــــــ[19 - 06 - 08, 04:12 م]ـ
بوركت ... وسبق أن أثير هذا الموضوع في الألوكة ..
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[19 - 06 - 08, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذه السلسلة هي نتاج مداخلتك عبر قناة المستقلة؟
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[19 - 06 - 08, 06:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي صخر: الموضوع أثير دون بيان الحق من الباطل وأنا اليوم أعالج المسألة علميًا وبعدل وإنصاف إن شاء الله
الأخ عبد القادر: سلسلة الردود التي سأنشرها، كنت كتبتها من أشهر، أي قبل مشاركتي في قناة المستقلة
وشكر لكم.
ـ[أبو مصعب البكري]ــــــــ[20 - 06 - 08, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً
معكم بالانتظار
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 08, 02:56 م]ـ
عش ساعة تسمع عجبا
سيأتيكم البيان للرجل الذي تدافعون عنه بإذن الله ..
.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:39 م]ـ
الذي أعرفه عن الرجل هو ما ذكره الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله تعالى في كتابه (ابن القيم حياته آثاره موارده) (ص 310) " إن ابن القيم رحمه الله تعالى كما لاقى عناء الخصوم في حياته، فإن السخط والخصام ما يزالان يتوارثان بتطاول الألسنة وامتداد المداد وبإيقاد نار السخط والكراهية لهذه المدرسة السلفية وأساتذتها التي قام بإحيائها على هدي الشريعة ونورها شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيّم رحمهما الله تعالى. ونتيجة لهذا الطيش تصدّى لكتبه وكتب شيخه ابن تيمية أعداء هذه الدعوة السلفية بالجمع والتحريق لها، وكان من أعظم من تولى كِبر ذلك: الأمير المجاهد عبدالقادر الجزائري إبان إقامته في دمشق بلد ابن القيم وموطن كتبه" إهـ
إضافةً إلى ما في (الأعلام) للزركلي (4/ 170) في ترجمته: " أسرف في متابعة ابن عربي الحاتمي صاحب وحدة الوجود، توفي سنة 1300 هـ ".
ولذلك فينبغي للمتحقق الذي يريد إصابة كبد الصواب أن يأتي بكلام لعبدالقادر نفسه باعتقاده، أو ممن مارسه من الثقاة آثِرًا عنه وناقلاً.
فإن لم يحصل ذلك؛ فلا يخفى ضعف التدليل على سلامة معتقد عبدالقادر الحسيني الجزائري من خلال عبارات أخيه احمد الحسيني لأنه ليس من شرط كون الرجل معظّمًا لشيخ الإسلام أن يكون أخاه عبدالقادر كذلك.
¥