خلدون ,ولا أرى أي علمية أو منهج يضبط كلامك ,على أي حال لن أتردد في تحمل مؤونة توضيح الواضح وتجلية الجلي علك تخرج من زمرة من قصده أبو الطيب:
وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم
أولاً –قولك:
(وماذا تفعل بقولك الذي يفيض بالتعالي والسخرية (سائحك التركي). وهذا الرجل هو الذي اتَّهم عبدالقادر بتلك التهمة، فلا معنى لنسبته إليَّ إلا أنني أُثبتها أيضاً!)
إن كنت تقصد النسبة عند أهل النحو والصرف فقد أخطأت الإطلاق إذ أن عبارتي إضافة السائح التركي إليك ,وإن كنت تقصد النسبة بمعنى:إيقاع التعلق بين الشيئين ,فتعلق السائح التركي بك واضح ,فهو كتعلق الرجل ضعيف الحجة بحجته ,فما بالك تقول للدكتور خلدون:
(أنا طالبتك باتباع المنهج التاريخي ما دام أنك تريد تصحيح التاريخ، فتقول لنا: بحثت في كل مكان - ولا سيما في تركيا - عن السائح التركي المذكور فلم أجد أحداً يعرفه أما أن تجعل ميزان التاريخ والجرح والتعديل بيدك وأنت متكئ على أريكتك، فهذا خلل غير مقبول في نهجك .. )
أخي خزانة الأدب افهم عني ما يلي:
إن رواية الشيخ نصيف رواية عن شخص مجهول الحال ,والدكتور خلدون لم يفعل شيئاً سوى أنه احتكم إلى منهج أهل الحديث في رد أمثال هذه الروايات ,ألم تر إلى ابن حجر في
شرح نخبة الفكر يقول:
(ولا يقبل حديث المبهم ما لم يسم ,لأن شرط قبول الخبر عدالة رواته ,ومن أبهم اسمه لا يعرف عينه فكيف عدالته؟ وكذلك لا يقبل خبره ولو أبهم بلفظ التعديل.كأن يقول الراوي عنه أخبرني الثقة ,لأنه قد يكون ثقة عنده مجروحاً عند غيره)
وعلى فرض أن هناك من يعرف السائح التركي ,وحاله من أهل العلم والعدل ,فدعوى الدكتور خلدون في إبطال الخبر تظل قائمة إلى أن يأتي المعارض.أخي خزانة الأدب أنا لم
أضف السائح التركي إليك إلا لما شعرت في كلامك السابق من تحمس وتفاؤل في وجود من يعرفه –على إهمال كتب المحققين له ولشأن الخبر أصلاً –فلم لا تضرب في الأرض تبتغي
لنا خبره ث
ثانياً –أما كلامك عن السخرية والتعالي فلا أرى مسوغاً له ,فنحن في مجال بيان الحق ,وإن شعرت
بهذه المعاني في قلبك فذلك لا لشيء إلا لضعف حجتك.أما كلامك عن الاعتذار فأنا لم أشتمك ولم
أتعرض أصلاً لشخصك فلم أعتذر؟ لأني لم أضبط كلمة (أتثبت) بالشكل ففهمتها خطأ!!
ثالثاً -قولك (ما الذي سوَّغ لك اتهامي بهذه التهم الخطيرة ... )
أليس الأمير رجلا من مجاهدي الأمة ,ألم تثن أكثر كتب النحققين على مواقفه الجهادية وصبره في الجزائر وفي الشام ,فإذا كنت متفقاً معي في هذه لا بد إن يشكل عليك ما يورده البعض من شبهات حوله ,ولكنني أرى منك النقيض ,وكأنك لم تقرأ في الكتب إلا عن رجل مغرق في ضلالات الصوفية ,
وحين يأتي شيخ محقق مثل الدكتور خلدون ليزيل اللبس تصدر منك نعوت أنت إليها أحوج: (خروق منهجية ,جدل غير مثمر ... ) ,إنني قرأت مقالة الدكتور خلدون فأعجبني منه قوة منطقة ,فهو يعتمد أسلوب مسايرة الخصم ليثبت قوله لا بطريق واحد بل بطرق شتى ,وسأبين لك ذلك في مقالته الثانية:
إن ما تسميه في رأيك عن المقالة الثانية بالجدل غير المثمر هو أسلوب منهجي في مناقشة المقولة ,
فالدكتور خلدون أكد أن المقولة لم تحفظ كذلك عن الأمير ,وإنما وردت في كتاب ليس إلا رسالة كتبها الأمير إلى علماء فرنسا يدعوهم فيها إلى الإسلام ,فأقام الدكتور خلدون اعتبارات قبل تفسيرها:
1) ليست عبارة إلى علماء المسلمين في بيان عقيدة المؤلف -وقد صرح الأمير بها في رسالته إلى مفتي الشام وكانت واضحة دالة على سلامة معتقده –وإنما رسالة دعوية إلى علماء فرنسا.
2) الألفاظ التي صيغت بها ليست من ألفاظ الأمير ,بل ألفاظ المترجم والمعاني ما فهمه المترجم من النص الفرنسي.
3) النص الفرنسي صيغ على النحو الذي فهمه المترج الفرنسي من النص العربي.
4) عدم ائتمان الفرنسيين على ما يبدونه من نصوص.
ثم ساير الدكتور خلدون خصمه الذي ما زال متمسكاً بالعبارة فأولها له تأويلاً يتناسب مع قواعد اللغة وحال الأمير.
أرجو أن يكون ما كتبته اليوم كفيلاً بأن يجعلك تعيد النظر في أسلوبك ومنهجك! إن شئت فلدي مزيد.
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 07:18 م]ـ
أيها الإخوة السلام عليكم
¥