تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهل يُعقل أن يطلب الأمير من الفرنسيين التوسط له عند السلطان والسلطان هو الذي كفله وأراحه من أَسْر الفرنسيين وأنزله في جواره؟!

وهل يُعقل أن يطلب الأمير وساطة أحد عند السلطان، والناس كانوا يتوسّطون الأمير لدى السلطان لما له عنده من منزلة وحظوة؟

سبحان الله!

ثم يذكر الكاتب أنّ الأمير كان يعيش في دمشق عيشة الملوك!!

أقول: إنَّ الأمير كان في وضع مالي جيد جدًّا، ولكن لا يصل إلى حد عيشة الملوك!!

وأنى له عيشة الملوك وهو يتقاضى راتبًا شهريًا لينفقه على نفسه وأهله وأتباعه، والأمير مات وعليه ديون!

ثم يفسّر لنا الكاتب عيشة الملوك فيقول: "إنّ الأمير كان محاطاً بـ 180 شخصاً من عائلته"

فلا أدري أهكذا تكون حياة الملوك؟ أن تكون مسؤولاً عن 180 فردًا من أسرتك يجعلك من الملوك؟

ثم من أين للكاتب هذا العدد؟ ليسمّهم لنا! إنّ أفراد أسرة الأمير في حياته لا يتجاوزون الأربعين. (وهذا الرقم يشمل أولاد الأمير وحريمه وإخوته وأبناءهم!)

ثم يقول: وكان يعمل عند الأمير (2000) حارس ومزارع وموظف، وشيئًا فشيئًا التحق بهم (15.000) جزائري ومغربي وتونسي لخدمة الأمير!!!!

وكما يقولون في المثل الدارج (كيف عرفت أنها كذبة؟ قال: من كبرها!)

سبعة عشر ألف خادم للأمير!! سبحان الله.

أتدري أخي الكاتب كم كان عدد سكان مدينة دمشق في حينها؟

إن عددهم كان قرابة (250.000) أو أكثر بقليل، وهذا العدد يشمل الرجال والنساء والأطفال، فإذا صرفنا النظر عن عدد النساء والأطفال، يكون عدد الرجال العاملين على أكبر تقدير (60.000) تقريبًا!! فهل يريد الكاتب أن يُقنعنا أنّ ثلث أو ربع السكان كانوا حرسًا وخدمًا للأمير؟؟!!

وهل يدري كم يحتاج هؤلاء لنفقات وتأمين سكن وغيرها ... ؟

وكأنّ الأمير كان يعيش وحده في دمشق، ونسي الكاتب أن دمشق كانت من أهم الولايات العثمانية وفيها عدد كبير من الباشاوات وأصحاب النفوذ والمال.

إنّ الأمير لمّا كان في الجزائر حالة حربه مع فرنسة والتي كانت تحاول شراء بعض الخونة ليغتاله لم يكن له حرّاس! فما حاجته للحرس في الشام؟

وقبل كل ذلك من أين للكاتب هذه المعلومات وهذه الأرقام الخيالية أصلاً؟؟؟

في الوثائق التي بين يديّ ـ ومنها دفتر بيان النفقات الشهرية والسنوية للأمير ـ لا يوجد فيها أيّ ذكر لحرّاس!! ومجموع الموظفين والخدم فيها هو (30) فقط! منهم عَشْرُ خادمات لحريم الأمير (الزوجات والبنات والأخوات) ولبعض أبنائه الصغار. وباقي العدد يشمل كاتب الأمير، ووكيل الحسابات، وعامل الحديقة والبواب و (العشّي) و (الصُفْرَجي) و (القَهْوجي)، والجمَّالين وسُيّاس الخيل، و (الخولي)!

فانظروا كيف ارتفع العدد من (30) إلى (2000) إلى (17.000)!!! في سِباحة خيالية، بل فوق الخيال!

ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

خلدون بن مكي الحسني

للبحث صِلَة إن شاء الله

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[10 - 10 - 08, 07:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة العاشرة

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[16 - 10 - 08, 03:30 م]ـ

السلام عليكم ظننت أن الحلقة قد عرضت ولكن يبدو أنه حدث خلل ما أثناء التنزيل فإليكم الحلقة العاشرة الآن، وهي في مقاطع متتابعة!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة العاشرة

قال الأخ محمد مبارك، صاحب (فك الشفرة):"و من ثمَّ تَمَّت سرقة المخطط برًمَّته ـ انجليزيا ـ من الحقيبة الفرنسية.ليتم بعد ذلك تطبيقه بحذافيره على يد الجنرال البريطاني الشهير "اللنبي" لتنصيب دمية أخرى هي "الشريف فيصل بن الحسين".انتهى

تحدّث الأخ محمد مبارك في (فك الشفرة) عن المخططات الفرنسية وإخفاقها والمخططات الإنكليزية التي حلّت محلّها، وأتى بكلام غريب. وليس الآن مجال بيان تاريخ تلك الحقبة.

ووصَفَ الكاتب الملك فيصل بن الحسين بالدمية الأخرى موحيًا أن الأمير هو الدمية الأولى!!

ثم جعل سيرة الملك فيصل كأنها تتمة أو مشابهة لسيرة الأمير عبد القادر، وشتان ما بين السيرتين، فالأمير عبد القادر لم يتحالف مع فرنسا في حياته ولم يأمنها قط! بل جاهدها وقاتلها، ولم يستعن في حياته كلها بالأجنبي الصليبي!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير