تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والنمسا وبروسيا تريان في قوّة محمد علي خطراً على أوربا خشية من أن يُسيطر على الدولة العثمانية ويُعيد لها الحياة، فهما أقرب إلى انكلترا. وبعد فشل لقاءات، وتهديدات بالانسحاب، ودعوة إلى مؤتمرات، نجحوا في عقد اتفاقيّة عام (1256هـ =1840م) بين انكلترا وروسيا وبروسيا والنمسا بعد انسحاب فرنسا! ومحاولة اتفاقِها مباشرة مع الدولة العثمانية ومحمد علي وتشجيعه على رفض مطالب انكلترا، ودعمه إن عارضته انكلترا)).

[[طبعًا هذه الأحداث تجري والجيوش الفرنسية كانت قد احتلت الجزائر ودخلت في حروب طاحنة مع الأمير عبد القادر، وكان الأمير يجاهد الفرنسيين في الجزائر، ومحمد علي كان يبعث بجنود من مصر لمساعدة الفرنسيين في حربهم على الأمير!!]]

((ولمّا كانت فرنسا قد انسحبت من تلك الاتفاقية، عادت للتحايل على منافستها انكلترا التي بدأت تحرّض سكان جبال لبنان من دروز وموارنة وغيرهم. وبدأ تحرّك الأساطيل الإنكليزية والفرنسية على سواحل بلاد الشام. وكانت خطّة فرنسا هي دعم الموارنة ومحمد علي لكي تضمن نفوذها في بلاد الشام، في حين كانت خطّة انكلترا دعم الدروز وتحريضهم على النصارى!!

ولكنّ الحكومة الفرنسيّة ضَعُفت، وسَحَبَت قواتها البحرية إلى مياه اليونان ثم إلى فرنسا، وتركت سواحل مصر والشام لسفن إنكلترا، فاقتصر العمل على إنكلترا مع دعمٍ قليل من النمسا. وأنزلت إنكلترا قواتها شمال بيروت، وبدأت المعارك، وهُدِّمت أكثر المدينة وأُحْرِقَت، وكذا بقيّة الثغور الشاميّة، وتمكّنت القوات الإنكليزيّة ومَنْ معها من أخذ الموانئ وإجلاء جيش محمد علي.

اعتدى الدروز على الموارنة عام (1257هـ =1841م)، ودخلوا دير القمر، وارتكبوا أبشع الأعمال. (طبعاً الأمير عبد القادر مازال في الجزائر!! وليس له وجود في الشام قبل سنة 1273هـ، 1856م) فَعَزَلَ الخليفةُ الأميرَ "بشير الشهابي"، ووضع والياً عثمانياً مكانه، وحُرِمَ الجبل مما كان له من امتيازات، ولم تقبل الدول الأوربية ذلك، فاضطر (الخليفة) أن يُعيد للجبل امتيازاته، وأن يُعيّنَ قائمقام درزيًا وآخر مارونيًا وذلك عام (1258هـ). ولكن الأمر لم يستقم لاختلاط الطوائف في القرى، فرأى الخليفة ضمّ شمال الجبل ـ أي منطقة الموارنة ـ إلى ولاية طرابلس، فاحتجّ الموارنة، فأرسلَ من يدرس الموضوع ويُقدّم الحلول، فلم يُفد ذلك شيئاً، وأصرّ الدروز أن يبقى الموارنة تحت سلطانهم، وفضّل بعدئذ الموارنة أن يتبعوا ولاية أخرى من أن يكونوا تحت سلطان الدروز، فاستحسن الخليفةُ الرأي، ولكن لم يُعجب الدروز فقاموا باعتداءاتهم الثانية عام 1261هـ)). (أيضًا الأمير مازال في الجزائر)!!

((وبعد ذلك أرسلت الدولة العثمانية جيوشها واحتلت المنطقة كلّها، وأعلَنت فيها الأحكام العرفية. ثمّ اتفقت الدول الأوربيّة مع الخليفة على تشكيل مجلس يضم أعضاء من المجموعتين ومن غيرهم. ولم تنته القضيّة إلاّ بمذابح عام 1277هـ/1860م)).

[كانت الدول الاستعمارية تحتال بكل ما تستطيع لكي توجد لنفسها قدمًا في أراضي الدولة العثمانية، ومن تلك الحيل قضيّة حماية رعايا الدولة من النصارى، وكذلك مقدّسات النصارى!]

((وهاهي فرنسا بحكم الامتيازات القنصلية في الدولة العثمانية تملّكت الإشراف على الكنائس في بيت المقدس، ثمّ انتقل هذا الإشراف لروسيا بسبب انشغال فرنسا بحروب نابليون، فلما انتهت فرنسا مما تعاني أرادت العودة إلى ما كانت عليه فحصل خلاف بين رجال الكنائس الكاثوليك والأرثوذكس، فشكّلت الدولة العثمانية لجنة من رجال كنائس مختلفي المذاهب، فأقرّوا بحق فرنسا في ذلك فاحتجّت روسيا وهددت بالحرب ... ورفض الخليفة أيضاً من السفير الروسي حق حماية روسيا للنصارى المقيمين في الدولة العثمانية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير