وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بما نصه: " يسكن معي شخص مسيحي، وهو يقول لي: يا أخي، ونحن إخوة، ويأكل معنا ويشرب فهل يجوز هذا العمل أم لا؟
فأجاب رحمه الله: " الكافر ليس أخًا للمسلم، والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويقول صلّى الله عليه وسلّم: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ)) فليس الكافر - يهوديًا أو نصرانيًا أو وثنيًا أو مجوسيًا أو شيوعيًا أو غيرهم - ليس أخًا للمسلم، ولا يجوز اتخاذه صاحبًا وصديقًا، لكن إذا أكل معكم بعض الأحيان من غير أن تتخذوه صاحبًا وصديقًا، وإنّما يصادف أن يأكل معكم، أو في وليمة عامة فلا بأس.
أمَّا اتخاذه صاحبًا وصديقًا وجليسًا وأكيلاً، فلا يجوز، لأنّ الله قطع بيننا وبينهم المحبة والموالاة، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}، وقال سبحانه: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -يعني يحبون- وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: من الآية 22].
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله، ولكن لا يؤذيهم ولا يضرّهم ولا يتعدّى عليهم بغير حقّ، لكن لا يتّخذهم أصحابًا ولا أخدانًا، ومتى صادف أن أكل معهم في وليمة عامّة أو طعام عارض من غير صحبة ولا ولاية ولا مودّة فلا بأس " اهـ
(عن الموقع الرّسمي للشّيخ رحمه الله [رقم السّؤال (166)].
و هذا لا يعني المقاطعة التامة بين المسلم والكافر، بل يجوز معاملته بالرفق واللين -من غير مودة قلبية - إذا كان الغرض من ذلك دعوته وتأليف قلبه على الإسلام.
- أمّا البراء: فإنه يطلق في اللغة على عدة معان منها: البعد، والتنزه، والتخلص، والعداوة.
وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي: "والبراءة: مظهر من مظاهر كراهية الباطل وأهله، وهذا أصل من أصول الإيمان ".
وهناك صور شتى ومظاهر عديدة للبراءة، منها:
- بغض المشركين والكفار، وإظهار العداوة لهم.
- هجر بلاد الكفر، وعدم السفر إليها.
- عدم مناصرة الكفار، ولا مدحهم، ولا إعانتهم على المسلمين.
- عدم مشاركتهم في أعيادهم وأفراحهم، ولا تهنئتهم بها.
- ترك الاستغفار لهم، و الترحم عليهم.
- هجر مجالسهم وعدم صحبتهم وبدئهم بالسّلام.
- عدم تعظيمهم بقول أو فعل.
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:05 ص]ـ
السؤال التاسع عشر:
- في رأيكم –شيخنا- ما هي أحسن الوسائل للدعوة إلى الله، وتمثيل الصورة الحقيقية للإسلام في هذه الديّار؟
الجواب:
إنّ الدعوة إلى الإسلام من فرائض هذا الدّين الحنيف، وقد جاءت النصوص الشرعية في التأكيد على مسؤولية المسلمين في القيام بهذا الواجب العظيم، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، و يؤكّد الله هذا الواجب بقوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، قال ابن كثير: "و المقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه ".
ومن وسائل الدعوة في ديار الكفر:
1 - المجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة، و ذلك بمخاطبة المدعو - إن كان نصرانيًا - بنداء الفطرة المقتضي توحيد الله، ومنافاة الفطرة والعقل لعقيدة التثليث، وببيان سماحة الإسلام، وعدله، وإحسانه، وشمولية تعاليمه للجانب الروحي والنفسي، والعقلي، والعملي للإنسان، وتحقيق أحكامه للمصالح والمنافع والملذات الدنيوية والأخروية
2 - الاطلاع على الشبه التي يثيرها الكفار ضد الإسلام مع معرفة الجواب عليها.
¥