د - تعتمد آليات المحاسبة المالية في انتاج المعلومات المالية - الى حد كبير- على عنصر التقدير عند قياس تأثير العمليات والأحداث على المركز المالي للمنشأة ونتائج أعمالها، مثل نسبة الاستهلاك للموجودات الثابتة، والمخصصات اللازمة لمقابلة الديون المشكوك في تحصيلها. ويترتب على ذلك ان المعلومات التي تنتجها المحاسبة المالية تحتوي على تقديرات محاسبية تعتمد على فرضيات تخضع للتقدير الشخصي لادارة المنشأة مما يجعل هذه المعلومات غير دقيقة اذا لم تتحقق فرضيات التقدير.
3/ 6 القصور الناتج عن اعتبارات التكلفة والمنفعة
المعلومات التي تستطيع المحاسبة المالية انتاجها لها تكلفة في تجهيزها وإعدادها وعرضها واستخدامها. ولقد نتج عن ذلك أن اعتبارات تكلفة انتاج المعلومات مقارنة بالمنفعة المتوقعة منها تحكم ماتنتجه المحاسبة المالية من معلومات. ومن نتائج ذلك تركيز المحاسبة المالية على انتاج تقارير مالية ذات غرض عام يخدم ذوي الاحتياجات المشتركة من خارج المنشأة.
4 - أهمية تحديد أهداف المحاسبة المالية
للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية
4/ 1 أهمية تحديد الأهداف
ثبت من التجربة ان اي عمل لا تكون له أهداف واضحة منذ البداية يشوب السعي الى تحقيقه كثير من القصور والتناقض وعدم وضوح الرؤية. ويشمل ذلك المحاسبة المالية والتقارير المالية حيث وجد المفكرون والممارسون ان عملية إعداد معايير المحاسبة المالية بدون تحديد أهدافها ادى الى تناقض بعض المعايير وعدم توافق بعضها مع بيئتها.
ويؤدي تحديد أهداف للمحاسبة المالية للمصارف الى عدة فوائد منها أنه:
(أ) يعتبر بمثابة مرشد لمجلس معايير المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية عند إعداد المعايير، مما يقلل من احتمال تناقض هذه المعايير بعضها مع بعض.
(ب) يساعد المصارف على اختيار المعالجات المحاسبية الملائمة في حالة عدم وجود معايير محاسبية معتمدة لمعالجة بعض العمليات أو الاحداث.
(ج) يساعد على وضع حدود للتقدير الشخصي - اذا لزم الأمر - وينظم طريقة الوصول اليه.
(د) يؤدي الى زيادة ثقة مستخدمي المعلومات المحاسبية في هذه المعلومات وزيادة فهمهم لها، وبالتالي زيادة ثقتهم في المصارف.
(هـ) يؤدي الى اعداد معايير أكثر توافقا واتساقا مما يزيد من الثقة في التقارير المالية للمصارف.
4/ 2 اختلاف أهداف المحاسبة للمصارف الإسلامية عن غيرها
بما أن المحاسبة تهدف بصورة رئيسة الى تزويد المتعاملين مع المنشأة بالتقارير المالية التي تساعدهم على اتخاذ قراراتهم، وبما أن المتعاملين مع المصارف يهمهم أولا اٍرضاء الله عز وجل من خلال الاستثمار والتعامل الحلال تحقيقا لقوله تعالى: يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (سورة البقرة، الآية 168). وحيث إن الدراسات المحاسبية السائدة حاليا في مجملها نشأت في مجتمعات غير إسلامية، لذلك كان طبيعيا ان يكون هناك اختلاف في أهداف المحاسبة المالية تبعا لاختلاف أهداف المستخدمين واحتياجاتهم من المعلومات. ولا يعني ذلك ان كل ماتم التوصل اليه في الفكر المحاسبي المعاصر من أهداف المحاسبة غير ملائم للمصارف، فالمستثمر المسلم وغير المسلم يشتركان في رغبتهما في تنمية أموالهما وتحقيق ربح من استثمارهما. وهي رغبة أو هدف أقره الشرع الحنيف وهو يعتبر امتثالا وتحقيقا لقوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه (سورة الملك، الآية 15).
وبالاضافة الى اختلاف أهداف واحتياجات مستخدمي التقارير المالية للمصارف فإن هناك أسباباً أخرى تتطلب ضرورة صياغة أهداف خاصة بالمحاسبة المالية للمصارف نذكر منها:
أ - ضرورة التزام المصارف في جميع معاملاتها وعملياتها بأحكام الشريعة الإسلامية.
ب - اختلاف وظائف المصارف في جوهر معاملاتها اختلافا جذريا عن المصارف التقليدية التي أخذت بنموذج البنوك الغربية في معاملاتها.
¥