تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنكار نفاسة الفائدة بالنسبة لك واضح جدا لأنها طريقة مموهة مضللة

لكن ليس لك أن تنكر هذه النفاسة عند من اعتبرها حتى على فرض أنه في تيهه وضلاله!


أما نقدك لها فاطلعت عليه بطوله، وكل الكلام من أوله إلى آخره هو خارج نطاق البحث، وخارج نطاق كلام أهل العلم

القضية وما فيها أنك سككت لنفسك اصطلاحاً في "ظاهر اللفظ" وهي في الحقيقة النتيجة النهائية للحكم على المسألة بقرائنها ومتعلقاتها، وسياقها، وبالنظر إلى مجموع النصوص

ثم ذهبت بحسب هذه النتيجة وبحسب هذا التفسير لظاهر النص تحاكم الأصوليين والفقهاء على ما حددوه من مرادهم في أبواب دلالات الألفاظ من الكلام على "ظاهر النص"

فكلامهم ومرادهم ومقصودهم من "ظاهر اللفظ" هو ما تفيده دلالة اللفظ بحسب النظر إلى اللغة العربية وما أفادته القواعد الشرعية بالنظر الأول.

يبقى النظر الثاني في البقاء على هذا الظاهر أو الخروج منه لمعارض، وتأويل هذا الظاهر بما يتفق مع المعارض.

هذا اصطلاح الفقهاء والأصوليين وعلماء الأمة ولا نتعصب إلا لجماعتهم

وقد استقرت عليها كلمتهم.

فمرادهم ظاهر النص المعين بحسب دلالات ألفاظه، وما عرف من تطبيق قواعد الشريعة في مثله.

وأنت مرادك الحكم الأخير والنهائي للمسألة بالنظر إلى كل متعلقات المسألة.

كونك تحدد معنىً للظاهر بحسب فهمك لبعض مباحث ابن تيمية في مدافعته للخارجين عن الظاهر أو المعتبرين أن ظاهر النص كفر، وفي بعض مباحثه لإنكار المجاز، والذي سميته أنت طاغوتا تبعاً لابن القيم رحمه الله.

لك أن تعتبر هذا التفسير للظاهر بحسب تفسيرك له وتحديدك لنطاقه

لكن ليس لك بحال أن تحاكم بحسب هذا التفسير اصطلاح أهل العلم الذي تراضوا عليه، وانقضى أمرهم على ذلك.

ثم لا تكتفي بذلك حتى تجعله جناية على المنهج إلى بقية الكلام الخشن.

بل إن هذا بحسب علمي لم يقع لا لابن تيمية ولا لابن القيم ولا للدارسين عليهم والماشين على رسومهم.

كما اتضح أنكم أشركتم في هذه المسألة وضممتم إليها كلام ابن تيمية في إنكار المجاز، والكلام على أول الوضع ...

وهذا بينٌُ من مستهل موضوعكم في أول فقراته، فهو محاولة لتطبيق كلام ابن تيمية في إنكار المجاز إلى إنكار التأويل من حيث الأصل، وأن ليس ثم إلا الظاهر.

وهذه المحاولة تشبه إلى حد كبير طريقة أهل الظاهر الذين اختطوا "الظاهر" قانوناً مرسوماً بحدوده، منه يبتدى وإليه ينتهى، وقد كنتم متنبهين لذلك، وكأنكم مستسلمين له، ومنه نتج موضوعكم هذا.

وقد عرض هذا أيضاً للشوكاني، ومن المعاصرين حاول أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري أن يقنن قانون أهل الظاهر، ثم يجيب عن الخروقات الحاصلة فيه بأنها إنما تنشأ من الخطأ في تطبيق قانون أهل الظاهر لا في منهج أهل الظاهر نفسه.

وقد سرى المنهج الظاهري اليوم وامتد إلى تفاصيل المدرسة القياسية، وهذا الموضوعٌ شاهدٌُ على ذلك في حصر قضية دلالات الألفاظ على "الظاهر" وإن كانت فيه محاولة إلى توسيع هذا الظاهر ليشمل كل شيء، ظاهر هذا النص، وظاهر غيره، وبالنظر إلى السياق والقرائن بما يفيدك الحكم الأخير للمسألة.

كما حصل ذلك أيضاً للظاهرية في توسيع دلالة الألفاظ إلى أقصى ما تدل عليه، ومنه نتج عندهم "الدليل"

وفي الحقيقة لا مدلول هذه اللفظة يفيد ذلك "الظاهر" ولا كلام أهل العلم يساعد في تحصيله.

لا مشكلة بالنسبة لي يا أبا فراس فأنا أعلم أنك لا تتعصب إلا لجماعتهم أما أنا فلا أتعصب لتلك الجماعة التي أفسدت كثيراً من أبواب العلم والمنهج والنظر ...

وليس ما ذكرتُ مجرد اصطلاح خاص لي بل هو المنهج الصحيح في النظر،وما سواه فكذبة اعتزالية ومركب أشعري .. وهي من وراء ذلك خواء محض واضطراب لا طائل من ورائه ... وكد وعناء لا ثمرة له إلا هذا الخلل الشائع في تفسير الوحي ... ولي أن أحاكم أي أحد وكل أحد غير معصوم مادمت أرى بطلان طريقته وظهور فساد آثارها .. وتفسيرهم للظاهر هم اخترعوه وكذبوه على العلم وعلى المنهج وليس على غير ذلك أثارة من علم ...

أما باقي الكلام خاصة تلك النكتة عن أهل الظاهر .. فلا أدري لعلها ترجمة سامرية لمقالتي ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير