ـ[أسامة عبدالله]ــــــــ[13 - 07 - 10, 12:06 م]ـ
كلنا فيه ما فيه من العجب بالرغم مما نعرفه من كراهته ولكن ليس لنا من الأمر إلا الاستعانة بالله أولا لإصلاح النفس ثم مجاهدة النفس للتخلص من تلك النقمة والخلاص من تبعاتها الباقية. فالنار حفت بالشهوات. فهل لذة الشهوة تهون علينا حر النار!
العجب شهوة فطرية كأي شهوة أخرى فهل نسلم ونستسلم لها ونتمتع بتبعاتها الزائلة أم نقاومها ونحاربها ونصحح أنفسنا!
العجب مرض وأول العلاج معرفة المرض. ومن ذا الذي يجرؤ ويزكي نفسه من هذا المرض إلا المريض؟؟ من ذا الذي لا يدغدغ العجب قلبه إذا مُدح؟ حتى وإن كان كارهاً للمدح. وهذا مدخل من مداخل الشيطان وباب من أبواب الرياء. والله المستعان.
كان أبو بكر إذا مُدح قال: (اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأناأعلم بنفسي منهم. اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون)
المصدر: الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق للدكتور علي محمد الصلابي
قال المنفلوطي: "من العجز أن يزدري المرء نفسه؛ فلا يقيم لها وزناً، وأن ينظر إلى من هو فوقه من الناس نظر الحيوان الأعجم إلى الحيوان الناطق، وعندي أن من يخطئ في تقدير قيمته مستعلياً، خير مِن مَن يخطئ في تقديرها متدنياً؛ فإن الرجل إذا صغرت نفسه في عين نفسه؛ يأبى لها من أعماله وأطواره إلا ما يماثل منزلته عنده، فتراه صغيراً في عمله وأدبه، صغيراً في مروءته وهمته، صغيراً في ميوله وأهوائه وفي جميع شؤونه وأعماله، فإن عظمت نفسه عظم بجانبها كل ما كان صغيراً في جانب النفس الصغيرة".
ويفهم مما قال المنفلوطي أن على المرء أن لا يزدري نفسه مقابل أن لا يعجب بها. وعلينا أن نجد طريق بين هذا وبين هذا.
ومِن فوق المنفلوطي ومِن قبله ومِن بعده، هذا محثوث عليه في القران والسنة. فالله كرم بني آدم وزادنا تكريما بالإسلام. وأُمرنا بعدم التكبر والتعالي وجعلنا أمة وسط.
سؤال طرأ على بالي الآن: إذن أعجب بنفسي وأتكبر لأني مسلم!
أظن أن لهذا مواطن محمودة مع امتناني لله على نعمة الإسلام وفخري بالانتماء للدين، فخري بالانتماء لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم)
أما في حال الرخاء (وفي جميع الأحوال) فتقوى الله وحمده وسؤاله الثبات على دينه.
أرى العجب يأتي لأمرين:
أولها نعمة أعطاها الله من غير حول ولا قوة ولا سعي من المخلوق كالنسب والمال والجمال والصوت وغيرها. والقول لمن أعجب بها وتكبر: هذة النعمة عطية من الله وستحاسب عليها فهل تبغي بها العجب أم تشكر المنعم المتفضل.
ويوم يختم على الأفواه فما الإجابة؟ ماذا ستقول الجوارح؟
هل هي قائلة: ربي تكبر بها، أم تقول: سخرها إبتغاء مرضاتك؟ أم الكفاف فلا أنت أسأت ولا أحسنت.
هذا على فرض أنها استخدمت فيما ظاهره الصلاح.
أما إن استخدمت فيما اتفق عليه بالبطلان، فطين على طين وظلمات بعضها فوق بعض مثل الغناء وكسب المال بالحرام وغيرها والتفاخر بذلك.
ثانيها محصلة سعي ووصول لمرتبة أو جاه أو سلطان أو مال أو غير ذلك. ولأن الساعي لم ينل الحصيلة إلا بفضل من الله فالقول مثل ما قيل للأول مضاف عليه: هل تُضاعُ ثمرة السعي لغير الله أم يبغى بها وجه الله؟ فإن كانت لوجه الله فلما العجب؟ وإن صرفت تلك الثمرة للعجب والتكبر فهنيئا { ... أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ... } الأحقاف 20
لا أرى أن استخدام الألقاب من العجب بشكل مطلق. رغم أن بعض أصحاب الألقاب يقدمونها تكبرا، ولكن تلك فئة، فهل نعمم ظن السوء على الجميع؟ فإن أصررنا على التعميم والإطلاق فتلك غيره وحسد من المعمم ومرض آخر من أمراض النفوس والموجودة فطريا في نفوسنا وعلينا أن نجد له علاج.
إن الله أعلم بأنفسنا منا وأقدر عليها منا فنسأله أن يصلح لنا أنفسنا ويبرئنا من كل شر خفيَ فيها أو ظهر.
والله أعلم وصلي اللهم وبارك وأنعم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبة وسلم.
م./ أسامة عبد الله
ما دري عني إلا الواحد الأحد
ـ[أسامة عبدالله]ــــــــ[13 - 07 - 10, 12:13 م]ـ
كتبنا كثيرا ووضعنا أيدينا على الجرح فما العلاج؟؟؟
أولاً: الإستعانة بالله.
ثانياً: مجاهدة النفس.
ثالثاً الإستعانة بالدروس والكتب في هذا المجال ومما وجدت وأعجبني سلسلة دروس لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان من آفات القلوب وهذا رابط مباشر:
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=19
أخيرا وأولاً: الله أعلم
ـ[أسامة عبدالله]ــــــــ[13 - 07 - 10, 03:49 م]ـ
إنما المسلمون إخوة
فالدفاع عن عرض المسلم واجب علينا
ومن هذا المنطلق لا ارى التشهير بفلان من الناس أو علان وخصوصا انهم يشهدون ان لا إله إلا الله
لا ارى ان نقول فلان ملحد أو فلان مرتد أو فلان فاسق.
كيف؟ ومن منا لا يعصي؟
هل نعلم ما في القلوب؟ هل نعلم ما في الغيب؟
وحتى إن كان ذلك ظاهر. فلعلهم عند الله خير منا.
ولعل الله قسم لهم من التوبة والإنكسار بين يديه وحسن الخاتمة ما هو خير مما قسم لنا.
فالأولى ترك التشهير بالطعن والدعاء لهم بالهداية
وتنبيههم إن أمكن.
وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم في من أذوه معلوم.
فكيف لنا أن نؤذي من له ولو مقدار بسيط من النفع علينا كأمة وإن لم يطال أشخاصنا.
اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
¥