أمور الدنيا، لا أمور العبادات، وفي أمور الدنيا، في الوسائل منها التي يُحَقَّقُ بها أحد الضروريات الخمس، يعني: أن الشريعة قامت على حفظ ضروريات خمس معلومة: الدين _ النفس _ العقل _ النسل _ المال .. هذه الخمس, وسائل حفظها يعتبر من المصالح المرسلة ... وسائل حفظ الدين من المصالح المرسلة , لك أن تحدث فيها ما يحفظ دين الناس , مثل تأليف الكتب وجمع الحديث , لم يكن في عهد النبي _صلى الله عليه وسلم _ ولكن عمل ذلك لأنه مصلحة مرسلة .. ومن هذا الباب تذكير الناس بفضائل عالم أو امام معين والحديث عنه وعن خدمته للدين في يوم أو ايام معينة (بغير قصد تخصيص معين لهذه الأيام) .. ليس من البدع .. لأنه وسيلة لحفظ الدين الذي قام بتجديده العالم الفلاني ..
واتماما للفائدة.ف هذه فروق مهمة بين (البدعة) و (المصلحة المرسلة):
و جوه الإفترق بين البدعة و المصلحة المرسلة:
1ـ تنفرد البدعة في أنها لا تكون إلا في الأمور التعبدية، و ما يلتحق بها من أمور الدين بخلاف المصلحة المرسلة، فإن عامة النظر فيها إنما هو فيما عقل معناه، و جرى على المناسبات المعقولة التي إذا عُرضت على العقول تلقتها بالقبول، فلا مدخل لها في التعبدات، و لا ما جرى مجراها من الأمور الشرعية
2 ـ و تنفرد البدعة بكونها مقصودة بالقصد الأول لدى أصحابها (بدعة المولد مثلا)؛ فهم ـ في الغالب ـ يتقرّيون إلى الله بفعلها، و لا يحيدون عنها، فيبعد جداً ـ عند أرباب البدع ـ اهدار العمل بها؛ إذ يرون بدعتهم راجحة على كل ما يعارضها، بخلاف المصلحة المرسلة (أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب أو ابن تيمية)، فإنها مقصودة بالقصد الثاني دون الأول، فهي تدخل تحت باب الوسائل، لأنها إنما أحدثت لأجل التوسل بها إلى تحقيق مقصد من مقاصد الشريعة، و يدل على ذلك أن هذه المصلحة يسقط اعتبارها و الإلتفات إليها شرعاً متى عورضت بمفسدة أعظم منها، و حينئذ فمن غير الممكن إحداث البدع من جهة المصالح المرسلة.
3ـ و تنفرد البدعة بأنها تؤول إلى التشديد على المكلفين، و زيادة الحرج عليهم، بخلاف المصلحة المرسلة، فإنها تعود بالتخفيف على المكلفيين، و رفع الحرج عنهم، أو إلى حفظ امر ضروري لهم.
4ـ ـ و تنفرد البدعة بكونها مناقضة لمقاصد الشريعة،؛ فإنها ـ لكي تعتبر شرعا ـ لا بد ان تندرج تحت مقاصد الشريعة، و أن تكون خادمة لها، و إلا لم تعتبر.
5ـ و تنفرد المصلحة المرسلة بأن عدم وقوعها في عصر النبوة إنما كان لأاجل انتفاء المقتضى لفعلها، أو أن المقتضى لفعلها قائم لكن وجد مانع يمنع منه، بخلاف البدعة (المولد النبوي) فإن عدم وقوعها في عهد النبوة كان مع قيام المقتضى لفعلها، و توفر الداعي، و انتفاء المانع.
و الحاصل:
أن المصالح المرسلة إذا روعيت شروطها كانت مضادة للبدع، مباينة لها، و امتنع جريان الإبتداع من جهة المصلحة المرسلة؛ لأنها ـ و الحالة كذلك ـ يسقط اعتبارها و لا تسمى إذ ذاك مصلحة مرسلة، بل تسمى مصلحة ملغاة أو مفسدة .. والله أعلم.
(استفدت القواعد من كتاب: قواعد معرفة البدع , للجيزاني).
هل قولك في ذلك كقولك في ذكرى المولد أخي الكريم؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:48 ص]ـ
و الحاصل ذرع الشبهات، هذا نوع من التقديس يا أخي الكريم و الإنتهاء عنه أولى فهناك من قدم أحسن مما قدمه الشيخ محمد عبد الوهاب و لم يعمل له كل هذا لذلك على العلماء الحذر و التحذير من مظاهر الغلو في الشيوخ و كل ما يؤدي إليه و الله أعلم
نحن نتكلم عن الشيخ محمد عبد الوهاب وعن غيره، وذكره من باب التذكير ومن باب الإلزام، وهل التذكير بسيرهم وإحياء مناقبهم من الغلو؟
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:59 ص]ـ
نحن نتكلم عن الشيخ محمد عبد الوهاب وعن غيره، وذكره من باب التذكير ومن باب الإلزام، وهل التذكير بسيرهم وإحياء مناقبهم من الغلو؟
لا يا أخي الكريم لكن تخصيص أسبوع و إعادته كل عام فهذا هو ما يؤدي إلى الغلو أما التذكير بسير الصالحين فهذا نفعله كل يوم لكن لا نخصص كالنصارى يوما بعينه كل عام نعيد التذكير فيه و نسميه بإسم شيخ فمثل هذا قد يؤدي إلى الغلو و الأولى سد الذريعة أما ان كان الأسبوع مرة واحدة نظم للتذكير مثلا فهذا لا إشكال فيه لأنه لا يتككر و الله أعلم
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[04 - 03 - 10, 08:51 ص]ـ
جَزاكَ اللهُ خَيْراً أبو اليَقظان العَرَبي
عَلى هَذالتَفصيل
ـ[الحبيب1]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:19 م]ـ
سبحان الله الفرق بين واضح حتى ولو أعدنا اسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كل سنة فلا بأس إن كان لمصلحة راجحة للأمة كأن هذا العام تكون مواضيع البحث عن بداية دعوته والسنة القادمة عن مبادئه وهكذا ولا يتعمد زمان خاص لذلك نعتقد فوات الأجر بفواته كالمولد لا نستطيع الإحتفال به في شعبان ولا في رمضان بل ولا في عيدي الفطر والأضحى لأنه لايكون فعلا احتفل بالمولد.
لكن السؤال لك أخي الكريم وأرجو الإجابة: الأسبوع لإبن عبدالوهاب أو غيره يتنقل في أيام السنة ولا بأس في ذلك لأن المهم المحصلة العلمية وليس ثمة مظاهر لإحتفال بمولده أو غيره ولكن هل الإحتفال بالمولد يتنقل أيضا في أيام السنة من غير تخصيص أم أنه كعيد الفطر والأضحى لا يمكن نقله؟
الأمر الثاني هذه أسابيع السيرة النبوية ومؤتمراتها تعقد في كل مكان من غير نكير بل حتى في مكة والمدينة والرياض وفي أصقاع المعمورة لا سيما المخيمات الربيعية والمؤتمرات السنوية ولم يقل أحد أنها بدعة فما قولك أسألك الإنصاف أخي الحبيب؟
أما المولد فيختلف تماما فهو احتفال كاحتفال العيد في زمن مخصوص لسبب مخصوص يفوت اقامته بفوات وقته!!!
فالفرق كبير والبون بينهما شاسع والله المستعان.
¥