[ظاهرة السرعة والإستعجال في طلب الجواب]
ـ[ابو عبدالله الناصري]ــــــــ[19 - 06 - 03, 06:09 م]ـ
مما لاحظته وكذا غيري ظاهرة الأسئله الطيارة وطلب الإجابة الصاروخيةمن قبل بعض مرتادي المنتدى فهذا يطلب تخريجا سريعا لحديث عنده وقد يتطلب وقتا مديدا وزمنا طويلا وذاك يريد فتوي في قضية فقهية على وجه السرعة وقد أعيت الإجابة عليها بعض الفقهاء والإستفتاء والسؤال لاعيب فيه بل واجب على من جهل حكما أو استشكل عليه قول لكن بصبر وطول بال والرأي لإخواني الكرام فيمن هو مؤيد لما رأيته أو معارض
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 06 - 03, 06:40 م]ـ
صدقت أخي الكريم ...
وهذا مما يربك الذي يريد الإجابة، فيجعله يستعجل الجواب دون بحث أو تأكد، مما قد يتعرض معه للخطأ، والله المستعان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 06 - 03, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا، فقد أثرت أمرا هاما، نعم هذه ظاهرة تزيد كل يوم في هذا المنتدى المبارك، وزيادتها إضعاف له، ومن الطرائف أني كنت أحد الأيام أمدح الملتقى في مجلس فقال أحدهم: أحسن ما فيه إنك تبي تخريج أو حكم مسألة يعطوك الجواب بسرعة ولا تحتاج تبحث ولا شئ اهـ (بالعامية).
أقول أخشى أن تستفحل هذه الظاهرة، فبعض الكسلة لا يريد أن يتعب نفسه لا ببحث، و لا طلب حتى النظر في أيسر المراجع.
ولذا أرجو من الأخوة ألا يعينوهم على ذلك، ورأيت بعض الأعضاء فإذا كل مشاركاته أسئلة من هذا النوع!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - 06 - 03, 09:32 م]ـ
هذا واقعٌ موجودٌ في الملتقى؛ وهو في ازدياد كما أشار إلى
ذلك الشيخ عبدالرحمن.
ولكن لاينبغي لمن ليس عنده علمٌ بالمسألة المطروحة أن يتكلم فيها، وليس استعجالُ السائل عُذراً للكلام بغير علم.
بل الذي ينبغي على مَنْ أراد الجواب أن يراجع كلام أهل العلم؛ ويتثبَّت من صحة الجواب؛ ولاعيب في ذلك.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[20 - 06 - 03, 01:58 ص]ـ
شيخنا الفاضل الناصري وفقه الله
إن ظاهرة طلب الإخوة فتوى في مسألة معينة هي ظاهرة طيبة وخاصة في هذا الملتقى المبارك لأنه بحمدالله يوجد به نخبة من طلبة العلم والسائل لم يطرح سؤاله هنا إلا لثقته بهم قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). سورة الأنبياء) .. ولاضير في ذلك , وإنما المستنكر هو طلب استعجال الجواب لأن ذلك ينافي أدب السؤال فعليهم بالصبر حتى يأتي الجواب من الإخوة بارك الله فيهم.
أما قول أخي الفاضل عبدالرحمن السديس وفقه الله (أرجو من الإخوة ألا يعينوهم على ذلك) فهذا ليس بصواب لقوله تعالى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) سورة المائدة .. وهذا مما يدخل في الآية.
وكذلك في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم (ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) و في حديث أبي هريرة عند مسلم " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ".
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى " فقال: هو أن تعمل به وتدعو إليه وتعين فيه وتدل عليه. (حلية الأولياء 7/ 284)
ويقول القرطبي في تفسيره: (وتعاونوا على البر والتقوى: هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى؛ أي ليُعِن بعضكم بعضا، وتحاثوا على أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله) الجامع لأحكام القرآن 3/ 6/33.
وقال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى .. الآية:
(اشتملت هذه الاية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم، فإن كل عبد لاينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين: واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق، فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونه والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة الله وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه ولاسعادة له إلا بها وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله) (زاد المهاجر 1/ 6 - 7).
ثم بيّن أهمية التعاون على البر والتقوى وأنه من مقاصد اجتماع الناس فقال: " والمقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم هو التعاون على البر والتقوى، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا، فإن العبد وحده لايستقلُّ بعلم ذلك ولابالقدرة عليه؛ فاقتضت حكمة الرب سبحانه أن جعل النوع الانساني قائما بعضه ببعضه معينا بعضه لبعضه. (زاد المهاجر 1/ 13)
فالإنسان ضعيف بوصفه فردا، قوي باجتماعه مع الآخرين، وشعور الإنسان بهذا الضعف يدفعه حتما إلى التعاون مع غيره في أي مجال، فأمر الله العباد أن يجعلوا تعاونهم على البرّ والتقوى.
وهنا أنقل لكم كلام لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حيث قال:
"المقصود: أن التعاون على الدعوة وإرشاد الناس من اثنين أو ثلاثة أو أكثر. ليتعاونوا، ويشجع بعضهم بعضا، وليتذاكروا فيما يجب من العلم والعمل، ويتبصروا. هذا فيه خير كثير، لكن عليهم أن يتحروا الحق بأدلته، ويحذروا الأساليب المنفرة عن الحق، وعليهم أن يتحروا الأساليب المفيدة النافعة، التي توضح الحق وتبينه وترغب فيه، وتحذر من الباطل، فهذا التعاون أمر مطلوب بشرط الإخلاص لله، وعدم قصد الرياء والسمعة، وأن يكونوا على علم وبصيرة". ا. هـ
¥