وكان ابن عون وأيوب يذهبان فيصليان في بعض مساجد القبائل ثمّ يجلسان فيتذاكران الحديث [الجامع للخطيب 2/ 411].
وقال بعض الأئمّة: تذاكروا الحديث فإنّ حياته ذكره، وقيل أيضاً: تحدّثوا فإنّ الحديث يهيج الحديث [الجامع للخطيب 2/ 404 ـ 405].
وعن علقمة قال: أطيلوا كرّ الحديث لا يدرس. [الجامع للخطيب 2/ 402]
17. اعمل:
عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (يا حملة العلم اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم ويخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضاً حتّى إنّ الرّجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه) [المجموع 1/ 23 ـ 24].
وقال مخلد بن الحسين: (إن كان الرّجل ليسمع العلم اليسير فيسود به أهل زمانه يُعرف ذلك في صدقه وورعه، وإنّه ليروي اليوم خمسين ألف حديث لا تجوز شهادته على قلنسوته) [الكفاية في علم الرّواية للخطيب البغدادي ص6]
وقال المرّوذي: (قال لي أحمد: ما كتبت حديثاً إلاّ وقد عملت به، حتّى مرّ بي أنّ النّبيّ ? احتجم فأعطى أبا طيبة ديناراً، فأعطيت الحجّام ديناراً حين احتجمت) [السّير 11/ 213].
18. كن ربانياً:
قال البخاري: (باب العلم قبل القول والعمل ... وقال ابن عباس كونوا ربانيين حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره) [الصّحيح كتاب العلم].
من الربّانيّة أن يعرف المتفقّه نفسه وقدراته ومداركه فيرتّب نفسه في مراتب متدرّجة تصعد به من العالي إلى الأعلى، ومن المهم إلى الأهم، ومن الصّغير إلى الكبير، سواء في ذلك العلم والعبادة والنّسك.
(من لم يتقن الأصول، حرم الوصول) [تذكرة السامع والمتكلم ص144]، و (من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة) [فضل العلم” لأرسلان ص144]، وقيل أيضاً (ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم) [شرح الإحياء 1/ 334].
19. اعرف الخلاف:
قال أيّوب السّختياني: قلت لعثمان البتّي: دلّني على باب من أبواب الفقه، قال: اسمع الاختلاف. [جامع بيان العلم ص329]
وقال قتادة: من لم يعرف الاختلاف لم يشمّ الفقه بأنفه [جامع بيان العلم ص344].
وقال سعيد بن أبي عروبة: من لم يسمع الاختلاف فلا تعدّوه عالماً. [جامع بيان العلم ص344]
20. اعرف الفضل لأهل الفضل:
وكان شعبة يقول: (كلّ من سمعت منه حديثاً فأنا له عبد) [جامع بيان العلم ص202].
وقيل لمعتمر بن سليمان حدثنا، وعنده ابن المبارك فقال: (إنّا لا نتكلّم عند كبرائنا) [الجامع للخطيب 1/ 504].
وقال يحيى بن معيم يقول: إنّ الّذي يحدث بالبلدة وبها من هو أولى بالتّحديث أحمق [الجامع للخطيب 1/ 499].
21. صُن نفسك:
قال الشّافعي رحمه الله: (من لم يصن نفسه لم يصنه العلم) [جامع بيان العلم ص202، طبقات الشّافعيّة للسّبكي 2/ 99].
وقال عمر مولى غفرة: (لا يزال العالم عالماً مالم يجسر في الأمور برأيه) [جامع بيان العلم ص202].
22.رفّه عن نفسك ريثما تنضج الطبخة (لكن إيّاك أن تحترق):
قال عبدالله بن مسعود: (إنّ لهذه القلوب شهوة وإقبالاً، وإنّ لها فترةً وإدباراً، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، ودعوها عند فترتها وإدبارها) [روضة ص 31].
وكان الزّهري إذا حدّث يقول: (هاتوا من أشعاركم، هاتوا من أحاديثكم، فإنّ الأذن مجّاجة وإنّ للنّفس حمضة) [جامع بيان العلم ص169].
وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (اجمعوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمة فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان). [جامع بيان العلم ص169، ومعنى حمضة .... ]
23. كلّ قلمي ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 02 - 05, 04:30 ص]ـ
كلام الأخ زياد و الله في غاية من الروعة
و لكم و الله أشعر في كل حين بالتقارب بينه و بينه .. فقد توافقنا أكثر من مرة في بعض الاستنتاجات .. فمثل كلامه في ضرورة الدراية كمقاصد الشريعة في هذا العصر أكثر من غيره من العصور و عدم الاكتفاء بالتخريج التأصيلي الفروعي على طريقة أصحاب الحواشي من المتقدمين، بسبب كثرة النوازل التي على أقل تقدير يصعب إرساؤها بالتفريع .... أقول / مثل هذا الكلام أعتقده و أدين لله تعالى به، و لكن كثيرا ما أجبن أن أحدث به أي أحد حتى لا يضم كلامي الذي فهمه على غير وجهه، إلى حنفيتي، إلى دعوتي للمذهبية؛ فيستنتج من ذلك تميّعي الفقهي كما اعتقد البعض فيّ ذلك ..
فلله درك أخ زياد
و بارك الله تعالى فيك
و زادك فهما و علما و عملا
و أخلص نيتك له وحده .. آمين
ـ[طارق الحربي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 12:02 م]ـ
من معاني تلك العبارة أن تقسيمات العلوم من حيث خدمتها:
1. أعلاها خدمة الحديث والفقه.
2. أوسطها خدمة النحو والأصول.
3. أقلها حظا من خدمة العلماء البيان والتفسير.
لكن داخل تلك القسمة تصنيف آخر، أي أن من بين تلك العلوم علوم غاية (التفسير والحديث والفقه) وفيها علوم آلة ووسيلة (النحو والأصول والبيان).
قال الحافظ في شرحه فتح الباري (1 - 141):
والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي يفيد معرفة مايجب على المكلف من أمر دينه في عباداته ومعاملاته والعلم بالله وصفاته ومايجب له من القيام بأمره وتنزيهه عن النقائص، ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه، وقد ضرب هذا الجامع الصحيح في كل من الأنواع الثلاثة بنصيب.
علم التفسير، أشرف العلوم لشرف تعلقه، ومن أقلها عناية وخدمة، ومن مظاهر ذلك كم عدد دروس التفسير من بين الدروس العلمية،وكم عدد الحضور لتلك الدروس.
إخواني ماهو السبب؟
علم التفسير! اختيار ابن عطية، وندم ابن تيمية.
ولي إن شاء الله عودة.
¥