مضاداً للقبول ومنافياً للحق.
وأما الّذين لا يملكون نظرة واسعة حول الخلافيات أو أنهم يسمحون بالتّفرّد والشّذوذ للمتقدّمين لكنّهم لا يرون في ذلك مجالاً للمعاصرين مهما بلغوا من التّفوّق والكمال شأواً بعيداً فقد أصبح التّفرّد أيضاً مبعثاً للمخالفة وفساد العقيدة والضّلال ودليلاً على خرق الإجماع) [رجال الفكر والدّعوة خاص بحياة شيخ الإسلام ص119]
11. تأدّب:
قال أبو عبد الله البلخي: أدب العلم أكثر من العلم.
وقال الإمام عبد الله بن المبارك: لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين علمه بالأدب.
ويروى عنه أيضا أنه قال: طلبت العلم فأصبت منه شيئا , وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا.
وقال بعض الحكماء: لا أدب إلا بعقل , ولا عقل إلا بأدب.
قال ابن المبارك: (سُئل عقيل: ما أفضل ما أُعطي العبد؟ قال: غريزة عقل، قال: فإن لم يكن؟ قال: فأدب حسن، قال: فإن لم يكن؟ قال: فأخٌ شفيق يستشيره، قال: فإن لم يكن؟ قال: فطول صمت، قال: فإن لم يكن؟ قال: فموت عاجل).
قال أبو عليّ الثّقفي: (لو أنّ رجلاً جمع العلوم كلّها وصحب طوائف النّاس، لا يبلغ مبلغ الرّجال إلاّ بالرّياضة من شيخ أو إمام أو مؤدّب ناصح، ومن لم يأخذ أدبه من آمر له وناهٍ، يريه عيوب أعماله ورعونات نفسه لا يجوز الاقتداء به في تصحيح المعاملات) [طبقات الشّافعيّة الكبرى 3/ 194].
12. تواضع:
قال أحد السّلف: المتواضع في طلاّب العلم أكثرهم علماً، كما أنّ المكان المنخفض أكثر البقاع ماءً [الجامع للخطيب 1/ 300].
13. راجِع:
جاء عن إسماعيل بن رجاء أنّه كان يأتي الصّبيان في الكتّاب فيعرض عليهم حديثه كي لا ينسى [جامع بيان العلم ص164].
وعن محمّد بن يوسف البخاري قال: كنت عند محمّد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليله، فأحصيت عليه أنّه قام وأسرج ليستذكر أشياء يعلّقها في ليله ثماني عشرة مرّة. [طبقات الشّافعيّة الكبرى 2/ 220] وهذا من حرصه على مراجعة علمه والتّفكّر فيه.
14. أنصِف:
قال سحنون: (كان مالك وعبدالعزيز بن أبي سلمة ومحمّد بن إبراهيم بن دينار يختلفون إلى ابن هرمز فكان إذا سأله مالك وعبدالعزيز يجيبهما وإذا سألته أنا ومن معي لم يجبنا فسألته عن ذلك، فقال: أوقع ذلك في قلبك يابن أخي؟ قال: نعم، قال: إنّي قد كبرت سنّي ورقّ عظمي وأنا أخاف أن يكون خالطني في عقلي مثل الّذي خالطني في بدني، ومالك وعبدالعزيز عالمان فقيهان إذا سمعا منّي حقّاً قبلاه، وإذا سمعا خطأً تركاه وأنت وذووك ما أجبتكم به قبلتموه.
قال محمّد بن حارث: هذا والله هو الدّين الكامل والعقل الرّاجح، لا كمن يأتي بالهذيان ويريد أن ينزل من القلوب منزلة القرآن) [جامع بيان العلم ص450].
وكان سفيان بن عيينة يقول: (تلومونني في عليّ بن المديني، لما أتعلّم منه أكثر ممّا يتعلّم منّي) [الكفاية ص 360] وقال أيضاً: لولا ابن المديني ما جلست [طبقات الشّافعيّة الكبرى 2/ 146]، مع أنّه من شيوخ ابن المديني.
وقال ابن عمّار: رددت على المعافى بن عمران حرفاً في الحديث فسكت، فلمّا كان من الغد جلس في مجلسه من قبل أن يحدّث وقال: إنّ الحديث كما قال الغلام، قال: وكنت حينئذٍ غلاماً أمرد ما في لحيتي طاقة. [الكفاية ص147، والطاقة هي الشّعبة أو الحزمة من الشّيء]
وقال إسحاق بن راهوية: (الحقّ يُحبّ لله، أبو عبيد أفقه منّي وأعلم منّي، أبو عبيد أوسعنا علماً وأكثرنا أدباً، إنّا نحتاج إلى أبي عبيد وأبو عبيد لا يحتاج إلينا) [طبقات الشّافعيّة الكبرى 2/ 154].
15. احفظ:
قال سفيان: (أوّل العلم الإنصات ثمّ الاستماع ثمّ الحفظ ثمّ العمل به ثمّ النّشر) [روضة ص34].
وكان وكيع يقول: (استعينوا على الحفظ بترك المعصية) [روضة ص 39].
وكان عبدالرّحمن بن مهدي يقول: الحفظ هو الإتقان. [الكفاية ص165]
وسُئل أحد الأئمّة عن الحفظ فقال: لا شيء إلاّ الطّبع والحرص ومداومة النّظر وكثرة الدّرس، ومرجع هذا كلّه إلى الطّبع. [الجامع للخطيب 2/ 420]
وقال ابن حبّان: (طلب العلم دون العمل به أو الحفظ له ليس من شيم العقلاء) [روضة ص 39].
16. ذاكِر:
قال الخليل بن أحمد: ذاكر بعلمك تذكر ما عندك وتستفيد ما ليس عندك [الجامع للخطيب 2/ 411].
¥