تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن احتج محتج بقوله: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} [التكوير: 19، 20]، قيل له: فقد قال في الآية الأخرى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الحاقة: 40ـ42]، فالرسول في هذه الآية محمد صلى الله عليه وسلم، والرسول في الأخرى جبريل، فلو أريد به أن الرسول أحدث عبارته لتناقض الخبران. فعلم أنه أضافه إليه إضافة تبليغ لا إضافة إحداث؛ ولهذا قال: {لَقَوْلُ رَسُولٍ} ولم يقل: ملك ولا نبي، ولا ريب أن الرسول بلغه، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} [المائدة: 67]، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموسم ويقول: (ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي؛ فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي؟)، ولما أنزل الله: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1، 2]، خرج أبو بكر الصديق فقرأها على الناس، فقالوا: هذا كلامك أم كلام صاحبك؟ فقال: ليس بكلامي ولا كلام صاحبي، ولكنه كلام الله.

وإن احتج بقوله: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} [الأنبياء: 2]، قيل له: / هذه الآية حجة عليك، فإنه لما قال: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} علم أن الذكر منه محدث ومنه ما ليس بمحدث؛ لأن النكرة إذا وصفت ميز بها بين الموصوف وغيره، كما لو قال: ما يأتيني من رجل مسلم إلا أكرمته، وما آكل إلا طعامًا حلالا ونحو ذلك، ويعلم أن المحدث في الآية ليس هو المخلوق الذي يقوله الجهمي، ولكنه الذي أنزل جديدًا؛ فإن الله كان ينزل القرآن شيئًا بعد شيء، فالمنزل أولاً هو قديم بالنسبة إلى المنزل آخرًا، وكل ما تقدم على غيره فهو قديم في لغة العرب، كما قال: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: 39]، وقال: {قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} [يوسف: 95] وقال: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: 11] وقال: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} [الشعراء: 75، 76]، وكذلك قوله: {جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3] لم يقل: جعلناه فقط، حتى يظن أنه بمعنى خلقناه، ولكن قال: {جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أي: صيرناه عربيًا؛ لأنه قد كان قادرًا على أن ينزله عجميًا، فلما أنزله عربيا كان قد جعله عربيًا دون عجمي. وهذه المسألة من أصول أهل الإيمان والسنة التي فارقوا بها الجهمية من المعتزلة والفلاسفة ونحوهم، والكلام عليها مبسوط في غير هذا الموضع، والله

ـ[سابق]ــــــــ[05 - 07 - 03, 04:45 م]ـ

الأخ / رضا صمدي

تأمل هذا المقطع الذي نقله أخونا الشريف من كلام شيخ الاسلام

(وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وإن الله لايرى في الآخرة. وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفّر به قومًا معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان، ففيه نظر أو يحمل الأمر على التفصيل. فيقال: من كفر بعينه؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم.)

ـ[الشافعي]ــــــــ[05 - 07 - 03, 06:14 م]ـ

جزاكم الله خيراً. . . . الرجاء عدم تشعيب الموضوع كثيراً ففكرته تدور

حول ((هل كفر الإمام أحمد المأمون)) فلا وجه لإدخال موضوع هل

المأمون حقاً كافر سواء كفره أحمد أم لا! ولا وجه لإدخال موضوع لماذا

كفر المأمون ولم يكفر المعتصم ولا وجه لإدخال موضوع هل يجوز الخروج عليه أم لا ونحو ذلك!

السؤالان اللذان طرحهما الأخ الثوري هما مفتاحان مهمان لفهم هذا

النص المروي عن الإمام أحمد.

يمكن طبعاً أن يطعن أحد في إسناد هذا النص ويذكر بينته فيرتاح من

تكلف الكلام على معناه.

ويمكن أن يجيب على السؤالين بما يعطيه معنى مقبولاً.

أما سوى ذلك فلا يخدم الموضوع.

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

جوابا السؤالين كما فهمت من النص المنقول هنا:

1 - نعم عبارة الإمام أحمد تكفير بأكثر من الإقرار، فإنه لم يكتف بالسكوت

وإنما زاد كلمة ((نعم)) في جواب ما تضمن التكفير الصريح.

2 - نعم عبارة الإمام أحمد متوجهة إلى معين لا إلى نوع وتتناول رجلاً

مقبوراً بعينه.

والله أعلم

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تذييل

الرجاء الرد بناء على النص نفسه لا على ما استقر في ذهن الراد من

أحكام مسبقة. . . . . ولنتذكر أن كلام الإمام أحمد رحمه الله ليس من

النصوص الشرعية التي تستنبط منها الأحكام ولا من الوحي الذي لا يأتيه

الباطل من بين يديه ولا من خلفه وإنما هو قول عالم من علماء الأمة قد

يخطئ وقد يصيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير