تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل التأويل يعتبر من أنواع الجهل؟]

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 06:43 م]ـ

المشائخ الأفاضل حفظكم الله وسدد خطاكم ....

في مسألة العذر بالجهل هل نستطيع أن نقول نفس الكلام في العذر بالتأويل؟

ـ[القعنبي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 12:48 ص]ـ

من كان متأولا فإنه يعذر ولو في مسائل الاصول والمعلومة من الدين بالضرورة، وهذا هو فهم مجمع عليه بين الصحابة، كما في حادثة قدامة بن مضعون الجمحي احد البدريين والسابقين الاولين وهو نسيب عمر بن الخطاب وخال حفصة وعبد الله، اُتي به في زمن عمر شاربا للخمر فأقر وقال يجوز شرب الخمر لقوله تعالى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح ... " فكان يرى الجواز،ومع ذلك لم يكفره الصحابة، بل حدوه لانه كان متأولا الجواز، وغاضبه عمر وهجره ولم يكلمه، حتى حج عمر وحج معه قدامة وهما متغاضبين، فنام عمر فرآى في المنام ان قائلا يقول له: ائت اخاك قدامة وصالحه او نحو ذلك، فقام عمر قال علي بقدامة فأتى قدامة واعتذر منه عمر ... الخ القصة

هذا ما عندي، وبانتظار تعقيب المشايخ.

ـ[أبوعمر الجداوي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:25 ص]ـ

حمداً لك اللهم على نعمائك اللهم صل على خاتم أنبيائك. وبعد:

فهذا كلام أنقله للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله-في شرحه على كشف الشبهات: "فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل (1). (متن كشف الشبهات)

(1) تعليقنا على هذه الجملة من كلام المؤلف رحمه الله:

أولاً: لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم، فهذا لا يعذر بالجهل وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاماً آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل رحمه الله تعالى عما يقاتل عليه؟ وعما يكفر الرجل به؟ فأجاب:

أركان الإسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة، فالأربعة إذا أقر بها، وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفره بتركها، والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود، ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو: الشهادتان.

وأيضاً: نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر، فنقول: أعداؤنا معنا على أنواع.

النوع الأول: من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله، الذي أظهرناه للناس، وأقر أيضاً أن هذه الاعتقادات في الحجر، والشجر، والبشر، الذي هو دين غالب الناس: أنه الشرك بالله، الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه، ويقاتل أهله، ليكون الدين كله لله، ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد، ولا تعلمه، ولا دخل فيه، ولا ترك الشرك، فهو كافر، نقاتله بكفره، لأنه عرف دين الرسول، فلم يتبعه، وعرف الشرك فلم يتركه، مع أنه لا يبغض دين الرسول، ولا من دخل فيه، ولا يمدح الشرك، ولا يزينه للناس.

النوع الثاني: من عرف ذلك، ولكنه تبين في سب دين الرسول، مع ادعائه أنه عامل به، وتبين في مدح من عبد يوسف، والأشقر، ومن عبد أبا علي، والخضر من أهل الكويت، وفضلهم على من وحد الله، وترك الشرك، فهذا أعظم من الأول، وفيه قوله تعالى:) فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ([سورة البقرة، الآية: 89] وهو ممن قال الله فيه:) وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ([سورة التوبة: الآية: 12].

النوع الثالث: من عرف التوحيد، وأحبه، واتبعه، وعرف الشرك، وتركه، ولكن يكره من دخل في التوحيد، ويحب من بقي على الشرك، فهذا أيضاً كافر، فيه قوله تعالى:) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ([سورة محمد، الآية: 9].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير