تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته]

ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:29 ص]ـ

الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية

للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني

حفظه الله تعالى

مسجد الصحابة – عين شمس

المحاضرة السادسة

الإثنين 7 جماد الأول 1429

12 مايو 2008

موضوع المحاضرة:

[علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته]

عناصر المحاضرة:

• مقدمة.

• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.

• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد.

• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم.

• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع.

البحث المطلوب:

تحديد شواهد أنواع التوحيد في جزء تبارك

• مقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:

نواصل في المحاضرة السادسة الحديث عن علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته، سنتحدث بإذن الله تعالى عن:

• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.

• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد.

• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم.

• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع.

بداية من هذه المحاضرة – بإذن الله تعالى – سيكون الكلام أكثر صبغة علمية، والمحاضرات الماضية كانت ضرورية لضبط المنطق والفطرة العقلية والفطرة الإيمانية، ثم نبدأ بعد ذلك الحديث عن المنهج العلمي.

• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحاً.

التوحيد لغة: مصدر وَحَّدَ يوحد أي أفرد الشيء يفرده، فالتوحيد في أصله معناه الإفراد، إفراد شئ بشئ عن شئ، فمثلاً: نُفرد إنساناً عن باقي الإنسانية بشئ يتميز به، بوصف ينفرد به.

فالمتوحد هو المنفرد بوصفه، المباين لغيره، فهو متميز عن الآخرين ومنفرد عنهم.

والمقصود بتوحيد الصحابة رضي الله عنهم لربهم أنهم أفردوا الله عن غيره بما أثبته لنفسه من أنواع الكمال في العبودية والربوبية والأسماء والصفات، فهو وحده رب العالمين المستحق للعبادة، فلا يوجد أحد يحق له أن يُعبد من دون الله، فهذا الاستحقاق خاص برب العزة والجلال، قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)، وربنا سبحانه وتعالى أيضاً هو المنفرد بأسمائه وأوصافه كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)، وهو أيضاً المنفرد بالخلق والملك والتدبير والتقدير كما قال سبحانه وتعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:54)، (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه:50)، (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر:62)، هذا وصف ربنا تبارك وتعالى، ولن تجد هذا الوصف في سواه.

أما علم التوحيد اصطلاحاً: "هو علم يُعرف به طريقة الصحابة والتابعين في توحيد الله بالعبودية وإثبات العقائد الإيمانية بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المتبدعين في العبادات والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية".

شرح التعريف:

"علم يعرف به طريقة الصحابة والتابعين": فهؤلاء هم خير القرون، وقد خصصنا الصحابة بالذكر على أساس أن تكون العقيدة صافية نقية كما كان عليها أصحاب محمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

"في توحيد الله بالعبودية": لأن هذا هو التوحيد الذي من أجله نزلت الكتب وأرسلت الرسل.

"وإثبات العقائد الإيمانية ": المقصود بالعقائد الإيمانية هو ما يعتقده الشخص في باب الغيبيات، في كل ما جاءنا عن رب العزة والجلال من أخبار.

"بأدلتها النقلية والعقلية ": فالأدلة النقلية أولاً، ثم الأدلة العقلية، فنحن نقدم النقل على العقل، ولا نلغي العقل في أن يُثبت هذه العقائد، ولكن ليؤيد النقل لا ليعارضه، فالشخص يستخدم عقله لخدمة كتاب الله، لا ليعارض كتاب الله ويجعل كتاب الله على ما يراه هو بعقله فيقول: نأخذ هذا ونرد هذا، كما رأينا في قصة الجهم بن صفوان والمعتزلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير