تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!]

ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 05:40 م]ـ

[تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!]

للشيخ: عوض بن سالم حمدين - وفقه الله -

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

بمناسبة إشهار مدينة تريم التاريخية عاصمة للثقافة الإسلامية لهدا العام 2010م فوجدتها فرصة لنواكب الحدث، ونقلب صفحات تاريخ هده المدينة، فتاريخها تاريخ للحضرمي أينما وجد، ومادمنا بصدد الحديث عن الثقافة في هذه المدينة فقد أثارني مقال نشرته صحيفة الرشد للدكتور عبدالقادر علي باعيسى بعنوان [كأنك تسأل] لأتحدث في هدا الموضوع المعنون بـ (تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!).

والكل يتسأل وخاصة بعدما رأينا حفل الإحتفائية بمدينة تريم التاريخية , وكما يقول المثل: (الكتاب بائن من عنوانه)، فيبدو للناظر لهذا الحفل أن تريم كما قال الدكتور باعيسى عندما تسأل: (لماذا تريم تحتفي بالمشردين والمعتوهين؟ ولماذا تبدوا مقابرها أبهى من حدائقها؟ ولماذا ترتاب في الزائرين؟ كيف يجد الرائي نفسه أكثر تضامناً مع المقابر؟) حيث يتسأل الدكتور ـ ولكم أن تسألوا كما سأل الدكتور والسؤال مشروع ـ فالرائي لذلك الحفل يرى أن تريم طائفية المذهب ولاشيء غير ذلك!!

وهنا لنا وقفة مع ثقافة القوم في جل كتبهم وسنقف عند ذلك طويلا، ولكن هل تريم صبغت بصبغة القوم أم في الأمر مافيه من أمور تحتاج إلى الوقوف عندها؟

وأول وقفة نقفها هي أين العلماء والفقهاء والمحدثون والأدباء والشعراء من الحضارمة؟

فالإحتفائية لا توحي بشيئ من ذلك رغم أنهم كثر، بدليل قول صاحب الغرر ص77 (وقد حلّ العلويون تريم سنة 561هـ وكانت حين انتقلوا إليها في ذلك الزمان معمورة بالعلم والعلماء المصنفين!!) وفي نفس السياق قال ص82 (وكان بتريم حضرموت من جموع العلماء خلائق لا يحصون) وقال صاحب المشرع 1/ 128 (إن السادة في مدة استيطانهم ببيت جبير كانوا يكثرون الدخول إلى مدينة تريم، ويترددون في أرجائها تردد النسيم، فرأوها ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، ووجدوا بها من أرباب العلوم والآداب وأصحاب الفهوم والألباب ما شغلهم عن الأهل والوطن، وأذهلهم عن كل خل صفي وسكن، فتدانوا منها ولاتداني المحبين وعانقوها ولا عناق العاشقين).

قال الأستاذ كرامة سليمان بامؤمن كما في كتابه الفكر والمجتمع بحضرموت ص157 معلقاً على كلام صاحب المشرع هذا بقوله (هؤلاء العلماء والأدباء لم يأتوا من فراغ فكري، ولم ينبتوا في حقل جهل وتخلف، بل أخذوا العلم والأدب عن أساتذة قبلهم مما ينفي ويدحض مقولة الحافظ السخاوي عن حضرموت بأنها من البلدان التي لا حديث بها يروى والذي احتج به بعض الباحثين العلويين ـ يقصد علوي بن طاهر الحداد ـ للإستدلال على أن النهضة العلمية بحضرموت كانت بفضل العلويين منكرين بذلك دور بل وجود علماء سنة قبل المهاجر أو بعده إلا بعدهم وبفضلهم).

وذكر الأستاذ بامؤمن عددا كبيرا من العلماء الحضارمة في القرن السادس وما قبله من القرون التي يعدها القوم من مجاهيل التاريخ الحضرمي كما يذكر أيضاً أن المذهب الإباضي أمتد نحو أربعمائة عام تقريباً من 128_591 هـ ولم يسمح للمذاهب الأخرى بالظهور والانتشار حتى فترة متأخرة، وليست محاضرتنا هذه لمناقشة هذا الأمر لكن لبأس أن نعرج قليلاً ونذكر بعض علماء السنة الذين كانت لهم مؤلفات ومدارس، ولهم نشاط في إحياء العلم ومنهم من كان له دور خارج مدينة تريم بل في الحواضر الإسلامية الأخرى بالعالم الإسلامي ومن أبرز هؤلاء:

1) مقرئ الحرمين أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي المجاور بمكة المكرمة وصاحب كتاب (المفيد في القراءات الثمان) والذي أختصره من كتاب التلخيص لإبي معشر، ومن أبرز تلاميذ هذا الإمام الإمام طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني قرأ عليه في منتصف القرن السادس ترجم له ابن الجزري في طبقات القراء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير