تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معاني التأويل في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية]

ـ[ندا عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[معاني التأويل في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

كان ابن تيمية رحمه الله تعالى يرى الحديث عن قضية التأويل وفهمها يُعَدُّ حكماً فاصلاً في باب الاعتقاد بين المتبعين لمنهج السلف وبين المتبعين للمتكلمين ومنهج الخلف، لذا فمسألة التأويل تحتاج إلى تفصيل وبيان بحيث يُمكن لكل إنسان دَرَس اعتقاد أهل السنة والجماعة أن يُميِّز هذه القضية.

معنى التأويل لغة:

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (مجموع الفتاوى)

التأويل مصدر أوله يؤوله تأويلاً، مثل حوَّل تحويلاَ، وعوَّل تعويلاً. وأوَّل يؤول تعديه آل يؤول أَوْلاً مثل حال يحول حولاً، وقولهم: آل يؤول: أي عاد إلى كذا ورجع إليه ومنه "المآل" وهو ما يؤول إليه الشيء، ويشاركه في الاشتقاق الأكبر "الموئل" فإنه من وأل وهذا من أول. والموئل المرجع، قال تعالى: "لن يجدوا من دونه موئلا". ومما يوافقه في اشتقاقه الأصغر "الآل" فإن آل الشخص من يؤول إليه؛ ولهذا لا يستعمل إلا في عظيم بحيث يكون المضاف إليه أعظم من المضاف، يصلح أن يؤول إليه الآل كآل إبراهيم وآل لوط وآل فرعون بخلاف الأهل.

معنى التأويل اصطلاحا

المعنى الأول: الحقيقة التي يؤول إليها الكلام

أي: هي دلالة اللفظ على كل ما وضع له، فكلمة التأويل تعني معرفة ما يريده المتكلم من كلامه تعني معرفة المدلول الذي يقصده والحقيقة التي يؤول إليها كلامه، والوصول إلى فهم مراد المتكلم، فهم لتأويل كلام

تأويل ما في القرآن من أخبار المعاد هو ما أخبر الله به فيه مما يكون: من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك. (يأتي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام).

كما قال الله تعالى: "هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق "

تأويله يعني وقوع ما أخبر الله تعالى به من جنة ونار وحساب وبعث ... وغيرذلك من الأشياء التي كذَّب بها الكافرون

وهذا النوع من التأويل (وهو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام) يُستخدم في نوعي الكلام، الخبر والإنشاء (الأمر والنهي) فتأويل الخبر وقوعه، وتأويل الأمر تنفيذه

كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد أبواه وإخوته قال: "يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي

حقا " (يوسف 100) فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا

وكما قال تعالى " قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ".

وقوله تعالى " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ". (7آل عمران)

وقوله تعالى " الرحمن على العرش استوي " فتأويل هذا الخبر وقوعه، ووقوعه أن الله تعالى على العرش بكيفية تليق بجلاله لا يعلمها إلا هو، أما الذين في قلوبهم زيغ فيبحثون عن الكيفية الغيبية التي لا يعلمها إلا الله،

ويقولون الاستواء معناه: الاسيلاء

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وأما لفظ التأويل في التنزيل فمعناه: الحقيقة التي يؤول إليها الخطاب وهي نفس الحقائق التي أخبر الله عنها فتأويل ما أخبر به عن اليوم الآخر هو نفس ما يكون في اليوم الآخر وتأويل ما أخبر به عن نفسه هو نفسه المقدسة الموصوفة بصفاته العلية وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه إلا الله ولهذا كان السلف يقولون: الاستواء معلوم والكيف مجهول فيثبتون العلم بالاستواء وهو التأويل الذي بمعنى التفسير وهو معرفة المراد بالكلام حتى يتدبر ويعقل ويفقه ويقولون: الكيف مجهول وهو التأويل الذي انفرد الله بعلمه وهو الحقيقة التي لا يعلمها إلا هو".

الأدلة التي وردت في السنة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير