تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نص عن المجاز (يوحنا الدمشقي)]

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:13 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،

جو النص:

يوحنا الدمشقي (توفي من 130 إلى 133 هـ تقريبا) (قبل 754 م قطعا كما في المصادر المسيحية) هو ذلك الكاهن الذي درج في بلاط الأمويين بدمشق، وكان متقنا للعربية والسريانية واليونانية، والذي يعتبر قديسا وأبا معتبرا في علم الأبائيات (الباترولوجي) المسيحي، وأبرز مؤلفاته (ينبوع المعرفة) وينقسم إلى ثلاثة أقسام (مقدمة فلسفية: تشتمل على تحديدات وتعريفات لاهوتية كالأقنوم والطبيعة .. ) و (مقدمة تاريخية) و (خلاصة لاهوتية).

وما يعنينا من ذلك الكتاب هاهنا (المقدمة التاريخية) أو ما تسمى في الدرس الكريستولوجي عندهم ب (مقدمة الهرطقات المائة) لأن يوحنا عمد إلى نص قديم لإبيفانيوس (ت بعد 403 م) عنوانه (باناريون) وهو نص تاريخي مفقود مشهور في علم التاريخ الكنسي المسيحي، ومعنى (باناريون) علبة الأدوية، رد فيه على ثمانين هرطقة وبدعة، فنقله يوحنا الدمشقي في مقدمة الهرطقات و زاد عليه عشرين هرطقة.

وقد ألف كتابه هذا باليونانية ـ رغم أنه ألف بدمشق ـ وذلك لما فيه من طعن على الإسلام ..

وفي الجملة فكتاب ينبوع المعرفة ليس موجودا برمته إلا في موسوعة الآباء اليونانية (160 مجلدا)، وليس له ترجمة عربية كاملة مطلقا، فقط طبع جزؤه الثالث في الخلاصة اللاهوتية المعروف ب (الإيمان الأرثوذوكسي) مختصرا باسم (المائة مقال) ـ لأن الخلاصة اللاهويتة كانت في مائة فصل ـ طبعة مكتبة المحبة المصرية، باختصار د ميخائيل ماكسي إسكندر ـ و قد أفسده كما هي سائر اختصاراته المخلة التجارية ـ واقتصر فيه على خمس وسبعين مقالة، وطبعته المكتبة البوليسية كاملا بلا اختصار، تعريب الأرشمندريت أدريانوس شكور.

ثم طبع منه جزء صغير (80 صفحة) من جزئه الثاني (الهرطقات المائة) بعنوان (الهرطقة المائة) 1997 دون دار نشر، ويقصد بالهرطقة المائة التي اقتصر عليها من كتاب يوحنا الدمشقي (الإسلام)، الذي يسميه تعمية بالإسماعيليين أو الهاجريين أو الساريين نسبة لسارة وهاجر، خوفا من الملاحقة ربما.

و (الهرطقة المائة) يشتمل نقدا توهميا للإسلام في صورة مناظرة بين مسيحي ومسلم، ثم اتبعه بنقد لأربع سور من القرآن، ثم أتبعه بتسعة نقاشات صغيرة بين مسلم ومسيحي (مفترضة) حول موضوعات مختلفة منها حرية الاختيار والعدل الإلهي وخلق الخير والشر (مشكلة القدر التي كانت ذائعة آنذاك في هذا العصر) ومنها حول طبيعة المسيح والكلمة والروح.

النص:

يقول في المحاورة (6) ص 71 ـ 73:

(عندما يسألك المسلم قائلا " أقوال الله هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة؟ " المسلمون يطرحون علينا هذا السؤال الصعب جدا حتى يبرهنوا أن " كلمة الله " مخلوق، وهذا خطأ ـ فإن قلت " مخلوقة "، يقول لك: ها إنك تثبت بأن كلمة الله مخلوق ". أما إذا قلت: " غير مخلوقة "، يقول " كل أقوال الله الموجودة إنما هي غير مخلوقة، ولكنها ليست آلهة مع ذلك، ها إنك توافقني على أن المسيح الذي هو كلمة الله ليس هو الله ".

لأجل هذا السبب لن تجيبه بأنها مخلقة، كما ولن تجيبه بأنها غير مخلوقة، بل ستجيبه بهذا: " إنني أعترف بأن في الله " كلمة " واحدة أقنومية غير مخلوقة، كما اعترفت أنت بذلك، ولكنني لا أدعو كتابي بجملته أقوالا أو كلمات إلهية، بل أفعال أو بلاغات إلهية "، فإن قال لك المسلم " كيف حصل إذن أن قال داود:" كلام الرب كلام نقي " مز 12:7، ولم يقل " فعل الرب فعل نقي "، فقل إن النبي قد تكلم بالمعنى المجازي لا بالمعنى الحقيقي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير