(إِتْحَافُ طَلَبَةِ التَّوحيدِ بِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَيْرِ) عَلَى" كِتَابِ التَّوحيدِ ")
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:23 م]ـ
(إِتْحَافُ طَلَبَةِ التَّوحِيدِ بِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَيْرِ) عَلَى"كِتَابِ التَّوحِيدِ")
- أبو همامٍ السعديِّ الطائفيِّ –
الحمدِ لله ربِّ العالمينَ , ثم الصلاة على سيد المرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعدُ:
فلا يخفى على أحدٍ أهمية العقيدة الصحيحة لطالبِ العلمِ, كما لا يخفى أهمية التدوين لطالبِ العلمِ, فإنه يثْبتَ المَعلوم, ويضبطُ العلوم, ولا يخفى أهمية معرفة طالب العلم تقاسيم العلوم وأضربه, ومن هذا البابِ كنت أقرأ شرح كتاب التوحيدِ للشيخ الدكتور هاني الجبير ... فكنتُ أدوِّن الفوائدَ حتى أنهيتها –بفضلِ الله- ورأيتُ نشرها في "ملتقى أهل الحديث" وإن كان كثير من الفوائدِ معلومة عند الدارسين, وبلغتْ هذه الفوائد (خمسةً وخمسينَ) مرتبةً على ترتيب الشيخ الشرح.
الفائدةُ الأولى:
قسَّم الإمامُ ابن تيميه و ابن القيم وابن أبي العز الحنفي التوحيد إلى قسمين:
(1) توحيد المعرفة و الإثبات, و يقصدون به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
(2) توحيد القصد والطلب، و يقصدون به توحيد الألوهية.
و أكثر المتأخرين يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
(1) توحيد الربوبية.
(2) توحيد الألوهية.
(3) توحيد الأسماء والصفات.
الفائدةُ الثانيةُ:
الخلق الذي ينسب إلى غير الله تعالى معناه الخلق الناقص، الذي هو: تغيير الشيء من صورة إلى صورة، أما الخلق التام الكامل الذي هو: إيجاد الشيء من العدم فهذا خاص بالله تعالى، لا يوصف غير الله تعالى به.
الفائدةُ الثالثةُُ:
* التدبير ينقسم إلى قسمين:
(1) تدبير شرعي:
(2) تدبير كوني:
فالتدبير الكوني معناه أنه يدبر الأمر سبحانه و تعالى،فيحيي و يميت، و يغني و يفقر و يغني و يقني سبحانه و تعالى.
و التدبير الشرعي: معناه لا يحلل و لا يحرم و لا يوجب على العباد غيره سبحانه وتعالى، فمن خالف شيئاً من ذلك فقد نقض توحيد الربوبية.
الفائدةُ الرابعةُ:
* العبادة في الاصطلاح: عرف شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: أن العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة. ويقول الفقهاء من الحنابلة: أن العبادة هي كل ما أُمر به شرعاً من غير اقتضاء عقلي و لا اضطرار عرفي. و عرفها الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنها: التذلل لله محبةً و تعظيماً بفعل أوامره و اجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه. كما قال ابن القيم:
و عبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما ركنان
فركنا العبادة: التذلل و المحبة.
الفائدةُ الخامسةُ:
· كتمان العلم على نوعين:
(1) كتمان تام: يعني كتمان مطلق بأن يكتم العلم و لا يبلغه لأحد، لغير مصلحة، و هذا هو المنهي عنه، وهو الذي يأثم فاعله.
(2) كتمان لمصلحة و مقصد: فهنا قال: (لا تبشرهم فيتكلوا)، فلا يبلغ الناس لئلا يُحدث هذا عندهم إتكالاً على هذا التوحيد و ربما فهماً ناقصاً له فيتركوا من ذلك العبادة.
الفائدةُ السادسةُ:
*س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وكذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح.
الفائدةُ السابعةُ:
* الظلم على ثلاثة أنواع:
(1) النوع الأول الشرك: هو أعظم الظلم، الشرك بالله تعالى، فإن الله تعالى مستحق للعبادة فصرف العبادة لغير الله تعالى أعظم الظلم.
¥