تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الصفات الفعلية أزلية؟]

ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 03:53 م]ـ

الحمد لله

صفات الله إما ذاتية وإما فعلية , وقد تكون أزلية النوع حادثة الأحاد.

لكن هل كل الصفات الفعلية أزلية , أو ثم تفصيل فيقال: بعضها أزلية النوع كالكلام مثلا من حيث النوع أزلي ومن حيث الأحاد حادث متجدد؟

وما كان كالاستواء والنزول والمجئ ليس أزليا إنما يدخل في كونه فعالا لما يريد؟

لكن قد يقول قائل: يشكل على ذلك أن الله تعالى لا يتصف إلا بما هو أزلي.

وأنه يمتنع أن يتعطل الله عن صفة من صفاته.

فإن قلنا له: المقصود أن الله لا يزال فعالا لما يريد يفعل ما يشاء متى شاء.

ربما قال: يلزمكم أن الله كان خالقا قبل أن يخلق (المسألة المعروفة بتسلسل الحوادث).

فهل يصح أن يقال له: إلزام باطل لكون صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله (تعالى)

فإن صح ما يقول هل يصح أن يقال: يلزمك أن تقول إن الله استوى على العرش قبل خلقه ونزل إلى السماء الدنيا قبل خلقها , - وربما لا يلزمه التقييد بالعرش أو السماء الدنيا ,-؟

فماذا ترَوْن؟

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:34 م]ـ

إن كان المراد بالصفة الذاتية قيامها بالذات، فكل الصفات ذاتية بهذا الاعتبار ..

أما التقسيم إلى ذاتية وفعلية فالمراد به التفريق بين ما ينفك عن ذاته وما لا ينفك عن ذاته ..

فصفة الحياة لا تنفك عن ذاته

وصفة النزول تنفك عن ذاته

فالأولى ذاتية، والثانية فعلية ..

وليس معنى تسميتهم إياها فعلية أنها ليست ذاتية كما قد يتبادر ..

ولكنه من قبيل تسمية الشيء بأخص أوصافه ..

وكل صفات الله ـ ذاتية أو فعلية ـ ليست مخلوقة ...

ولكن مها ماهو يتجدد ويكون له حدوث يقوم بذاته، كالكلام والرضا والغضب، والاستواء والنزول.، وكل الصفات الفعلية، وبعض الصفات الذاتية وهي التي لها آحاد كالسمع والبصر والعلم على قول.

ومنه ما لا يتجدد وهي الصفات الذاتية التي ليس لها آحاد، كالحياة والعظمة ونحو ذلك ..

ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 05:20 م]ـ

أحسن الله إليك مولانا ,

ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 12:08 م]ـ

الأولى في تعريف الصفات الذاتية أن نقول: هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، كالسمع والبصر.

والصفات الفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش

كما ذكره الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في مقدمة شرح لمعة الاعتقاد.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 12:55 م]ـ

كلاهما واحد ..

قال الشيخ رحمه الله في شرح الواسطية:

" مثال ذلك: لما وصف الله نفسه بأن له عيناً، هل نقول: المراد بالعين الرؤية لا حقيقة العين؟ لو قلنا ذلك، ما وصفنا الله بما وصف به نفسه.

ولما وصف الله نفسه بأن له يدين: (بل يداه مبسوطتان ([المائدة: 64]، لو قلنا: إن الله تعالى ليس له يد حقيقة، بل المراد باليد ما يسبغه من النعم على عباده، فهل وصفنا الله بما وصف به نفسه؟ لا!

المبحث الخامس: عموم كلام المؤلف يشمل كل ما وصف الله به نفسه من الصفات الذاتية المعنوية والخبرية والصفات الفعلية.

فالصفات الذاتية هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها وهي نوعان: معنوية وخبرية:

فالمعنوية، مثل: الحياة، والعلم، القدرة، والحكمة ... وما أشبه ذلك، وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر.

والخبرية، مثل: اليدين، والوجه، والعينين ... وما أشبه ذلك مما سماه، نظيره أبعاض وأجزاء لنا.

فالله تعالى لم يزل له يدان ووجه وعينان لم يحدث له شيء من ذلك بعد أن لم يكن، ولن ينفك عن شيء منه، كما أن الله لم يزل حياً ولا يزال حياً، لم يزل عالماً ولا يزال عالماً، ولم يزل قادراً ولا يزال قادراً ... وهكذا، يعنى ليس حياته تتجدد، ولا قدرته تتجدد، ولا سمعه يتجدد بل هو موصوف بهذا أزلاً وأبداً، وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع، فأنا مثلاً عندما أسمع الأذان الآن فهذا ليس معناه أنه حدث لي سمع جديد عند سماع الأذان بل هو منذ خلقه الله في لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في الصفة.

واصطلح العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات الذاتية، قالوا: لأنها ملازمة للذات، لا تنفك عنها. والصفات الفعلية هي الصفات المتعلقة بمشيئته، وهي نوعان:

صفات لها سبب معلوم، مثل: الرضى، فالله عز وجل إذا وجد سبب الرضى، رضي، كما قال تعالى: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفار وإن تشكروا يرضه لكم ([الزمر: 7].

وصفات ليس لها سبب معلوم، مثل: النزول إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر. "

وقال في شرح السفارينية:

" لقسم الثاني من الصفات: صفات فعلية:

فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،

أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا} (الكهف 109).

لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته،

مثال ذلك: النزول إلى السماء الدنيا هذا نوع وآحاد نوع،

لأنه لم يثبت له نظير قبل خلق السماء آحاد، لأنه يتجدد كل ليلة،

فالأفعال نوعها قد يكون حادثاً آحادها تكون حادثة لكن جنسها أزلي أبدي لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،

النزول فعل نوعه حادث أفراده كل ليلة هذا آحاد،

وكذلك الاستواء على العرش نوع فهو باعتبار أصل الفعل صفة ذاتية وباعتبار النوع،

لأنه لم يكن إلا بعد خلق العرش يكون فعلياً،

أما آحادية فلا نستطيع أن نقول: آحادية لأن استواء الله على العرش ثابت،

ولا يمكن أن نقول: إن الله قد لا يستوي على العرش،

لا نقول هذا لأننا ليس عندنا علم بذلك الشيء،

بخلاف النزول إلى السماء الدنيا لما كان مقيدًا بزمن، قلنا: إنه يحدث كل ثلث ليلة بالنسبة للسماء الدنيا،

إذن قول المؤلف: (كذاك لا ينفك عن صفاته):

يجب أن يحمل على الصفات الذاتية والصفات الخبرية وعلى جنس الصفات الفعلية "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير