تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أصول معتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية]

ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[09 - 12 - 10, 11:34 ص]ـ

أصول معتقد أهل السنة في باب الصفات من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية

هذه أصول معتقد أهل السنة في باب عظيمٍ عظمت فيه مخالفة فرق أهل القبلة للحق الذي دل عليه الكتاب وصحيح السنة وأجمع عليه السلف الصالح، ثمانية أصول مشفوعة بما يقررها من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية الذي نتهم اليوم بأننا نقلده فيما ابتدع من أصول في هذا الباب وغيره؛ ليعلم الموافق والمخالف أن ساداتنا الأئمة الأربعة ومشايخهم وأقرانهم وأتباعهم بحق على وفاق في باب أصول الدين وباب الأسماء والصفات لاجتماعهم على التمسك بالوحيين ولزومهما، حق مبين سخر الله تبارك وتعالى بعضَ وراث نبيه صلى الله عليه وسلم في العصور المتأخرة للذب عنه والدعوة إليه وبذل الوسع في كشف ضلال مخالفيه، ومن أولئك شيخ الاسلام وعلم الأعلام أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه وعن أئمتنا من قبل ومن بعد وجمعنا بهم تحت لواء نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.

الأصل الأول: أسماء الله وصفاته توقيفية.

قال الامام أحمد رحمه الله (241):

نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه قد أجمل الصفة لنفسه ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة، والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره ولم يزل الله متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة عالم الغيوب فهذه صفات الله وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد. رواه الامام ابن بطة في الابانة.

وقال الامام عبدالعزيز الكناني (240) في الحيدة (ص 47):

إن على الناس كلهم جميعا أن يثبتوا ما أثبت الله، وينفوا ما نفى الله، ويمسكوا عما أمسك الله عنه.

وقال الامام البربهاري (329) في شرح السنة (فقرة 9):

واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة، ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز و جل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه.

وقال الامام ابن بطة العكبري (387) في الإبانة:

اعلم رحمك الله أن العصمة في الدين أن تنتهي حيث انتهى بك؛ فلا تجاوز ما قد حد لك؛ فإن من قوام الدين معرفة المعروف وإنكار المنكر؛ فما بسطت عليه المعرفة وسكنت إليه الأفئدة وذكر أصله في الكتاب والسنة وتوارثت علمه الأمة؛ فلا تخافن في ذكره وصفته من ربك ما وصف من نفسه عبثا ولا تتكلفن لما وصف لك من ذلك قدرا، وما أنكرته نفسك ولم تجد ذكره في كتاب ربك ولا في الحديث عن نبيك من ذكر صفة ربك؛ فلا تتكلفن علمه بعقلك ولا تصفه بلسانك واصمت عنه كما صمت الرب عنه من نفسه؛ فإن تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه مثل إنكارك ما وصف منها؛ فكما أعظمت ما جحد الجاحدون مما وصفه من نفسه؛ فكذلك أعظم تكلف ما وصف الواصفون مما لم يصف منها.

وقال الامام السجزي (444) في رسالته لأهل زبيد في الحرف والصوت (ص 121):

وقد اتفقت الأئمة على أنّ الصفات لا تؤخذ إلا توقيفاً، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف.

وقال الامام ابن عبد البر (463) في التمهيد (7/ 137):

لَا نُسَمِّيهِ وَلَا نَصِفُهُ، وَلَا نُطْلِقُ عَلَيْهِ إِلَّا مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ مِنْ وَصْفِهِ لِنَفْسِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا نَدْفَعُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّهُ دَفْعٌ لِلْقُرْآنِ.

وقال (7/ 145):

مَا غَابَ عَنِ الْعُيُونِ فَلَا يَصِفُهُ ذَوُو الْعُقُولِ إِلَّا بِخَبَرٍ، وَلَا خَبَرَ فِي صِفَاتِ اللَّهِ إِلَّا مَا وَصَفَ نَفْسَهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نَتَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى تَشْبِيهٍ أَوْ قِيَاسٍ أَوْ تَمْثِيلٍ أَوْ تَنْظِيرٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.

وقال الامام السمعاني (471) في قواطع الأدلة (1/ 28):

الأصل في اسامي الرب تعالى هو التوقيف، ولا توقيف في وصف الله تعالى بالعقل فلا يوصف به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير