[فوائد من سلسلة الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ عبد الرحمن المحمود]
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 07:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
المحاضرة الأولى:
- (تاريخ إنكار القدر)
1 - بداية إنكار القدر: وقع فى عهد الصحابة على يد (غلاة القدرية) الذين أنكروا علم الله، ومن ثم أنكروا باقى المراتب، ورد عليهم الصحابة واشتد نكيرهم عليهم.
2 - ثم ظهرت طائفة أخرى أثبتت علم الله وأنكرت الإرادة ونشأ على إثر ذلك مقالة المعتزلة (العبد له إرادة مستقلة ويخلق أفعاله) وهؤلاء هم (القدرية).
3 - على الضد نشأت طائفة (الجبرية) على رأسهم الجهم بن صفوان فأنكر إرادة العبد وقدرته.
- (علاقة القدر بالشرع عند الجبرية والمعتزلة:
المعتزلة عظموا الأمر والنهى، فترتب على ذلك جعل إرادة العبد مستقلة وأنه مسؤول مسئولية تامة عن أفعاله، فمرتكب الكبيرة مخلد فى النار.
أما الجبرية فإنكارهم لإرادة العبد جعلهم لم يحاسبوه فى باب الأمر والنهى، فترتب عن ذلك ضلالهم فى مسألة الإيمان (الإرجاء) فالإيمان عندهم هو المعرفة ومن عرف ربه فهو مؤمن كامل الإيمان وإن لم يمتثل للأمر والنهى ويدخل الجنة.)
4 - فى أواخر القرن الثالث وبداية الرابع ظهرت الأشاعرة والماتريدية.
(الأشعرية):أنشأ أبو الحسن الأشعرى نظرية (الكسب)،ملخصها: أن للعبد قدرة غير مؤثرة فى فعله، وأن الفعل لا يُنسب إليه، وهذا نع إيمانهم بمراتب القدر الأربعة ... لكن قولهم هذا ينتهى لقول الجبرية.
(الماتريدية):قالوا للعبد إرادة مستقلة، ويخلق فعله.
فقيل لهم: هذا هو قول المعتزلة.
قالوا: لا، نثبت أيضاً إرادة الله، لكن هناك علاقة بين الإرادتين، لا موجودة ولا معدومة يفعلها العبد مستقلة عن إرادة الله.
يُلاحظ على هاتين الفرقتين أن تصورهم لتلك المسألة غير واضح وأقوالهم تنتهى إما إلى الجبرية أو المعتزلة.
5 - تبنت الصوفية المعاصرة قول الجبرية، وقالوا إن العبد لا يؤمن بمقام الربوبية إلا بعد شهود القدر والسير معه حيث سار.
والماركسية تعتبر أن الإنسان مجبور مكبل بنظم الحياة.
6 - تعريف القضاء والقدر:
القضاء لغة: يدل على إحكام الأمر وإتقانه وإنفاذه لجهته،
ويأتى بمعنى الأمر (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)
الحكم (فاقض ما أنت قاض)
الإنهاء (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر ... )
الإعلان (وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب ... )
الموت (فوكزه موسى فقضى عليه ... )
القدر: لغة: يدل على مبنى الشىء ونهايته.
معناهما فى الاصطلاح: علم الله الأزلى بالأشياء قبل وقوعها،
وكتابته وإرادته لذلك،
ثم خلقه لذلك على وصف ما علم وكتبه وأراده.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:58 م]ـ
المحاضرة الثانية.
-المعتزلة الذين أثبتوا علم الله وأنكروا المشيئة والخلق فى حق الله وأثبتوهما للعبد، يفترض فى إيمانهم بالعلم أن يكون هذا معارضاً لما أنكروه، لذا قال أئمة السلف: (ناظروا القدرية بالعلم، فإن أنكروه كفروا،وإن أقروا به خُصموا).
إذا أثبتّ علم الله، فهل فعل العبد وحريته فى الاختيار تمكنه من الخروج عن علم الله، هل يستطيع أن يخالف علم الله؟
فسيقول:لا، بل ما فى العلم الأزلى يقع.
فيُقال له: فما فائدة إرادة العبد وحريته إذن؟
لأن العبد مهما اختار فلن يخرج عن علم الله أبداً.
-التقادير المتعلقة بالعلم والكتابة:
1 - التقدير العام: المذكور عند خلق القلم.
2 - التقدير على البشر (أهل الجنة وأهل النار) عموماً حين كانوا فى ظهر آدم حين أخذ منهم الميثاق.
3 - التقدير المتعلق بكل شخص: عند أول تخليق النطفة فى رحم أمه .... فيسمى التقدير العمرى.
4 - التقدير السنوى الذى يكون فى ليلة القدر، تقدير كل ما يجرى فى هذه السنة إلى ليلة القدر التالية.
5 - التقدير اليومى: (كل يوم هو فى شأن)
قال عليه الصلاة والسلام: (من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويخفض آخرين).
-عدل الله وتنزيهه عن الظلم:
1 - لكمال أسمائه وصفاته.
2 - لكمال غناه عن خلقه،وبالتالى فلا يحتاج أن يظلم العباد.
3 - لأن الله أخبرنا أنه ليس بظلام للعبيد.
-تعليل أفعال الله،وأن أفعال الله لحكمة أرادها:
اختلفت الطوائف على أقوال:
قول الأشعرية والجهمية: إيجاد الخلق والأمر والنهى،لا لعلة وإنما لمحض المشيئة وفرط الإرادة.
قول المعتزلة والرافضة: أن هذا لحكمة، وهذه لحكمة مخلوقة منفصلة عن الله ترجع إلى العبد.
قول أهل السنة: أن فعله لحكمة أرادها هو سبحانه.
- لا ينسب الشر إلى الله بوجه من الوجوه:
ما يوجد فى مخلوقات الله من شر ينظر إليه بثلاثة أمور:
1 - ما كان منسوباً إلى الله من الصفات وقضائه وقدره، فيُقطع بأنه خير.
2 - الشر يقع فى بعض المخلوقات المنفصلة عنه لكن لا ينسب إلى الله،كلدغ العقرب،فمع كون العقرب ولدغه مخلوقين إلا أن اللدغ لا ينسب إلى الله.
3 - ليس فى مخلوقات الله من شر محض، لأن الله لا يخلق شراً محضاً، وإنما شراً نسبياً.
فخلق إبليس (مادة الشر فى العالم) وإغوائه للكفار وتزيينه قتال المؤمنين ليس شراً محضاً، لأن بذلك القتال يقع الخير للمؤمنين بالجهاد والنصر أو الشهادة.
¥