[ما الفرق بين الحلول، والاتحاد، والتناسخ، ووحدة الوجود؟]
ـ[رمضان الغنام]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
ما الفرق بين هذه المصطلحات (الصوفية)
الحلول، الاتحاد، التناسخ،وحدة الوجود؟
وهل هناك رابط مشترك يربط بينها، أم أن كل مصطلح يدل على
أمر خاص؟
الرجاء الرد سريعا، ونسأل الله أن لنا و لكم السداد والتوفيق.
وأن يعيذنا وإياكم شر البدع والزيغ والفتن.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[29 - 11 - 10, 04:06 ص]ـ
قال شيخ الإسلام:
((وذلك أن القسمة رباعية لأن من جعل الرب هو العبد حقيقة، فأما أن يقول بحلوله فيه أو اتحاده به، وعلى التقديرين فإما أن يجعل ذلك مختصاً ببعض الخلق كالمسيح أو يجعله عاماً لجميع الخلق. فهذه أربعة أقسام:
الأول: هو الحلول الخاص وهو قول النسطورية من النصارى ونحوهم ممن يقول: أن اللاهوت حل في الناسوت وتدرع به كحلول الماء في الإناء، وهؤلاء حققوا كفر النصارى بسبب مخالطتهم للمسلمين، وكان أولهم في زمن المأمون. وهذا قول من وافق هؤلاء النصارى من غالية هذه الأمة، كغالية الرافضة الذين يقولون أنه حل بعلي بن أبي طالب وأئمة أهل بيته، وغالية النساك الذين يقولون بالحلول في الأولياء ومن يعتقدون فيه الولاية، أو في بعضهم كالحلاج ويونس والحاكم ونحو هؤلاء.
والثاني: هو الاتحاد الخاص وهو قول يعقوبية النصارى وهم أخبث قولاً وهم السودان والقبط، يقولون أن اللاهوت والناسوت اختلطا وامتزجا كاختلاط اللبن بالماء، وهو قول من وافق هؤلاء من غالية المنتسبين إلى الإسلام.
جامع الرسائل
والثالث: هو الحلول العام، وهو القول الذي ذكره أئمة أهل السنة والحديث عن طائفة من الجهمية المتقدمين، وهو قول غالب متعبدة الجهمية الذين يقولون أن الله بذاته في كل مكان ويتمسكون بمتشابه القرآن كقوله (وهو الله في السموات وفي الأرض) وقوله (وهو معكم) والرد على هؤلاء كثير مشهور في كلام أئمة السنة وأهل المعرفة وعلماء الحديث.
الرابع: الاتحاد العام وهو قول هؤلاء الملاحدة الذين يزعمون أنه عين وجود الكائنات، وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى من وجهين: من جهة أن أولئك قالوا أن الرب يتحد بعبده الذي قربه واصطفاه بعد أن لم يكونا متحدين، وهؤلاء يقولون ما زال الرب هو العبد وغيره من المخلوقات ليس هو غيره (والثاني) من جهة أن أولئك خصوا ذلك بمن عظموه كالمسيح وهؤلاء جعلوا ذلك سارياً في الكلاب والخنازير والقذر والأوساخ، وإذا كان الله تعالى قال (لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم) الآية. فكيف بمن قال أن الله هو الكفار والمنافقون والصبيان والمجانين والأنجاس والأنتان وكل شيء؟ وإذا كان الله قد رد قول اليهود والنصارى لما قالوا (نحن أبناء الله وأحباؤه) وقال لهم (قلم فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق) الآية. فكيف بمن يزعم أن اليهود والنصارى هم أعيان وجود الرب الخالق ليسوا غيره ولا سواه؟ ولا يتصور أن يعذب إلا نفسه؟ وأن كل ناطق في الكون فهو عين السامع؟ كما في قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها " وإن الناكح عين المنكوح،)) (ص: /243/ 242، بترقيم الشاملة آليا).
* وكنت قد رأيت ذكر هذه الفائدة قبل ذلك في الملتقى فرجعت إلى ما عزا إليه الأخ فرأيت الأمر كما قال. فجزاه الله خيرا.
وأما التناسخ:
قال ابن طاهر الاسفرايني في التبصير في الدين (ص: 136):
((الفرقة الثانية عشر: منهم أهل التناسخ وهم قوم من الفلاسفة قبل الإسلام وكان سقراط من جملتهم وكان في دولة الإسلام من أهل التناسخ فريقان فريق من جملة القدرية وفريق من غلاة الروافض وماني الثنوي قال بالتناسخ في بعض كتبه وذكر أن أرواح الصديقين إذا خرجت من أبدانهم اتصلت بعمود الصبح إلى ان تبلغ النور الذي فوق الفلك ويكونون في السرور دائما وأرواح أهل الضلالة تتناسخ في أجسام الحيوان فلا تزال تنتقل من حيوان إلى حيوان إلى أن يصفو من ظلمته فحينئذ يتوصل بالنور الذي فوق الفلك
وقوم من اليهود أيضا يقولون بتناسخ الأرواح ويقولون أنهم وجدوا في كتاب دانيال أن الله تعالى مسخ بخت نصر في سبع صور من صور الدواب والسباع
وأما الذين يقولون بالتناسخ من القدرية فهم أتباع أحمد بن خابط وكان من أصحاب النظام وكان ينتسب إليه ويقول بالطفرة وينفي الجزء الذي لا يتجزئ وكان يقول إن قدرة الله تعالى تنقطع حتى لا يقدر على أن يزيد في نعيم أهل الجنة شيئا ولا أن يزيد في عذاب أهل النار شيئا وكان انتسابه إليهم بهاتين المقالتين ثم زاد عليهم القول بمذهب أهل التناسخ وكان أحمد بن بانوش من أصحابه وكان ينتسب إليه ويقول بالتناسخ وبينهما خلاف كثير في مواضع وكان أحمد بن محمد القحطي في زمان الجبائي يجمع بين القول بالاعتزال والتناسخ وكان عبد الكريم ابن أبي العوجاء خال معن بن زائدة في السر على دين المانوية وكان يقول بالتناسخ وكان في الظاهر ينتسب إلى القدرية والرافضة ووضع كثيرا من الأحاديث اغتر بها الروافض وأفسد على الروافض صومهم ووضع لهم حسابا يغيرون به رءوس الشهور ونسب ذلك إلى جعفر بن محمد بن جعفر الصادق رضي الله عنه ولما ظهر خبر وضع الحساب أمر بقتله أبو جعفر محمد بن سليمان الهاشمي فصلب وبينهم خلاف كثير في معنى التناسخ)) أهـ ((التبصير في الدين (ص: 137:136)))
تنبيه:
*كل من قال بشيء بقولهم فهو منهم وإن اشتهر بالانتساب لغيرهم والله تعالى أعلم.
¥