أقول:الحديث واضح ومعناه أن النبي كان يرغب بقيام رمضان مطلقاً فيأتي المرشود ويضيف من عنده يرغبهم بالقيام على صفة الانفراد،فإن كان يقصد الزيادة "ولم يكن جمع الناس" فليس فيه ترغيب من النبي صلى الله عليه وسلم على القيام في صفة معينة!! كيف ينسب المرشود شيء للنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله؟ ثم إن هذه الزيادة "لم يكن جمع الناس" (إن صحت) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039164#_ftn1)) فيها أن أبي هريرة يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرغب الناس في قيام رمضان وهذا الترغيب حصل قبل جمعه للناس في ليالي الأوتار وليس فيها أنه كان يرغبهم بالقيام الانفرادي.*تنبيه: لا تنفي هذه الزيادة وقوع الجماعة من غير النبي صلى الله عليه وسلم بل تنفي وقوعها منه صلى الله عليه وسلم. فانتبه.
*زعم المرشود أنه لا سبب شرعي قائم لقيام ليلة 28 التي أراد الصحابة قيامها ((جماعة)).
أقول: بل السبب موجود وقد ذكره المرشود في رسالته وهو قوله صلى الله عليه وسلم: {من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} وكفى به سبب.
*زعمه أن هناك من الصحابة من أنكر الجماعة في صلاة التراويح وأورد تحت هذا الزعم ثلاثة أثار:
1 - أبو أمامة الباهلي:
{إن الله كتب عليكم صيام رمضان، ولم يكتب عليكم قيامه، وإنما القيام شيء ابتدعتموه، وإن قوما ابتدعوا بدعة لم يكتبها الله عليهم، ابتغوا بها رضوان الله، فلم يرعوها حق رعايتها فعابهم الله بتركها، فقال: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا).
قلت:قال الشيخ مشهور آل سلمان في تحقيقه لكتاب الاعتصام عن هذا الأثر: إسناده ضعيف قال الذهبي في الميزان (2/ 74) عن زكريا (بن أبي مريم):شيخ حدث عنه هشيم قال النسائي: ليس بالقوي.وقال عبد الرحمن بن مهدي:ذكرناه لشعبة:فصاح صيحة.
قلت (مشهور):قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 592):صيحة شعبة لأنه لم يرض زكريا.
قلت (حمود):قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (3/ 214):ثنا بن حماد حدثني صالح ثنا علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكر زكريا بن أبي مريم الذي روى عنه هشيم قال قلنا لشعبة لقيت زكريا سمع من أبي أمامة فصاح صيحة،قال الشيخ: وهشيم يروي عن زكريا بن أبي مريم القليل وليس فيما روى عنه هشيم حديث له رونق وضوء.
قلت: والرواية هذه من طريق هشيم عن زكريا.
2 - عبد الله بن عمر: عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ قال: أفتنصت كأنك حمار. ثم خرجه المرشود قال: أخرجه الطحاوي في معاني الأثار1/ 315،والصنعاني في مصنفه 7742.
أقول: أما هذا الأثر فعن مجاهد قال:جاء رجل إلى بن عمر قال" أصلي خلف الإمام في رمضان؟ قال: أتقرأ القرآن،قال:نعم،قال: أفتنصت كأنك حمار صل في بيتك.
قلت:ولا أعلم لماذا حذف المرشود ما تحته خط؟ نعم قد وردت رواية عند ابن أبي شيبة دون هذه الزيادة ولكن تخريج المرشود الأثر من مصنف عبد الرزاق وشرح معاني الآثار للطحاوي يدل على أمرين أحلاهما مر وهما:
أنه نقل هذا التخريج دون أن يطلع على هذا الأثر في مصدريه الذين ذكرهما في الهامش (مع ملاحظة تقديمه للطحاوي على عبد الرزاق عند تخريجه الأثر!).
أو أنه اطلع على الأثر ثم حذف هذه العبارة لكي يحول معنى الأثر.
أقول:وهل الحكم يختلف من قارئ للقرآن {أي حافظ} إلى أخر لا يحفظ فإن كانت بدعة لماذا يسأله ابن عمر أتقرأ القرآن؟ فالحكم واحد بالنسبة للحافظ ولغيره ثم لماذا لم يقل ابن عمر إن القيام محدث كما قال عن أذان الجمعة الأول؟
ثم أن ما ينسبه البعض بعد أن يقرأ آثاراً عن بعض السلف فيها عدم قيام بعضهم مع الناس أنهم (أي السلف) يرون أن القيام جماعة بدعة! أقول:في هذا القول سوء أدب واتهام للسلف الصالح كابن عمر وغيره ممن كان يرى أفضلية القيام في البيت أو الصلاة لوحده في المسجد والجماعة في قيام الليل قائمة بين يديه بأنهم كانوا يسكتون على المنكر ولا يغيرونه أو على الأقل ينكرون على الناس بدعتهم.
3 - أبي بن كعب:
¥