ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[09 - 05 - 09, 05:45 ص]ـ
*اتهامه أبي بن كعب رضي الله عنه أنه هرب! من إمامة الناس في العشر الأواخر فراراً من البدعة! حيث قال المرشود ص 6/مختصر2:وقد هرب أبي وأبق في العشر الأواخر فاراً من تلك البدعة {أي صلاة التراويح}.انتهى
أقول: قبل التعليق على الكلمة هذه نورد الرواية التي اعتمد عليها في هذا القول الشنيع
{حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَكَانَ يُصَلِّي لَهُمْ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَلَا يَقْنُتُ بِهِمْ إِلَّا فِي النِّصْفِ الْبَاقِي فَإِذَا كَانَتْ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ تَخَلَّفَ فَصَلَّى فِي بَيْتِهِ فَكَانُوا يَقُولُونَ أَبَقَ أُبَيٌّ} أخرجه أبي داود (1431) ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان من نفس الطريق.والبيهقي في الكبرى (4814) قال:أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثم ساق نفس إسناد أبي داود. وعلق الألباني على هذا الحديث في ضعيف سنن أبي داود فقال:ضعيف.
أقول: و أي مبتدئ يعلم أن هذا الأثر ضعيف الإسناد فالراوية من مراسيل الحسن البصري وهو لم يدرك عمر بن الخطاب ولا أبي بن كعب ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039170#_ftn1)) أضف إلى ذلك أن مراسيل الحسن من أوهى المراسيل؛قال الحافظ في الفتح:كانوا لا يعتمدون مراسيل الحسن لأنه كان يأخذ عن كل أحد ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039170#_ftn2)) ، و قال الذهبي في: من أوهى المراسيل عندهم مراسيل الحسن. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039170#_ftn3))
أقول:إذا عرفت ضعف مثل هذا الأثر تعرف أنه لا يجوز لكائن من كان أن يحتج به بل ويستخدمه كمطعن في الصحابة،فتصوير أبي رضي الله عنه بهذه الصورة {وهي لا تثبت إلا عند أهل الأهواء ونظن بأخينا أنه ليس منهم} فيها مطعن عظيم في أبي رضي الله عنه فهو قد رضي بالبدعة ولم ينكر بل كان مشاركاً فيها حتى إذا جاءت العشر الأواخر فر من البدعة وهرب! وتالله إن هذا لمنكر من القول وزوراً،فكيف يبني المرشود قصرا على سراب وهو من "ابتدع" قول الإدراج في حديث البخاري الذي لم يسبقه أحدٌ إليه ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039170#_ftn4)) ولم يكتشف ضعف هذا الإسناد؟ فالله المستعان.
*زعمه أن هناك من السلف من تابعوا الصحابة في الفهم (أي فهمهم أن التراويح بدعة) وكانوا لا يصلون في المساجد (ص23) وذكراً أثاراً لعدد من التابعين واصفاً أسانيدها بالصحيحة وهي:
1 - قال مجاهد:إذا كان من الرجل عشر سور فليرددها ولا يقم في رمضان خلف الإمام.
أقول: لو يتحفنا المرشود بذكر إسناد هذا الأثر فإن المروزي لم يذكر له إسناداً في كتابه بل لا يوجد له إسناد فكيف حكم على إسناده بالصحة (وهذه إحدى تضخيمات المرشود)، بل لنفرض جدلاً أن إسناد الأثر على شرط الشيخين فكان ماذا؟ نحمل الأثر على الأفضلية وهذا هو الصواب وإلا من أين للمرشود أن هذا الأثر فيه أن مجاهد يرى ببدعية صلاة التراويح؟ أم كالعادة تحميل الحديث أو الأثر أكثر مما يتحمل؟
2 - عن الأعمش: كان إبراهيم يؤمهم في المكتوبة ولا يؤمهم في صلاة رمضان وعلقمة والأسود.
قلت: وأين أنهم كانوا يرون أن القيام جماعة بدعة؟ كل ما في الأمر أنهم كانوا يصلون في بيوتهم.
3 - عن أبي الأسود أن عروة بن الزبير كان يصلي في العشاء الآخر مع الناس في رمضان ثم ينصرف إلى منزله ولا يقوم مع الناس.
أقول: هذا الأثر فيه ابن لهيعة فكيف يكون صحيحاً؟
4 - وصلى أبو إسحاق الفزاري في مؤخر المسجد في رمضان إلى سارية والإمام يصلي بالناس وهو يصلي وحده.
أقول: يغني عن البحث عن حال هذا الأثر أنه لا يمت بصلة للعنوان الذي أدرج المرشود تحته هذا الأثر حيث عنون:وهناك من السلف من تابع الصحابة في الفهم وكانوا لا يصلون في المسجد، فإن كان الفزاري يرى بالبدعية فإنه قصر ولم ينكر على الناس بدعتهم.
¥