5 - وكان سعيد بن جبير يصلي لنفسه في المسجد والإمام يصلي بالناس.
أقول: وهذا الأثر يقال فيه مثلما قيل في الذي سبقه.
تبين إذا أنها مجرد دعوى لا أكثر فالآثار التي أدرجها تحت العنوان لا تمت له بصلة،فتحمل على الأفضلية لعدم وجود من قال إنها بدعة كل ما في الأمر أنهم لم يكونوا يصلون في المسجد، أما تحميل الآثار ولي أعناقها فهذا من صنيع أهل الأهواء.
الرد عليه فيما زعمه أن ابن شهاب الزهري أدرج في حديث أخرجه البخاري في صحيحه ولم يكتشف ذلك إلا المرشود:
وهذا الزعم لم يدرجه المرشود في رسالته التي بين يدي بل أخبرنيه مشافهة أن هناك إدراجاً في حديث أخرجه البخاري وهو: عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: {خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ قَالَ عُمَرُ نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ} ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1039170#_ftn5))
واللفظ المدرج بحسب كلام المرشود هو: {ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط}.
قبل مناقشة هذه "البدعة" لنقدم بين يدي الرد طرق معرفة المدرج التي نص عليها أئمة مصطلح الحديث والمتمثلة بثلاثة طرق:
1 - وجود قرينة في السياق تدل على أن اللفظ مدرج. كاستحالة إضافته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.ويمثل لهذا النوع العلماء غالباً بحديثه صلى الله عليه الذي رواه أبو هريرة {للعبد المملوك الصالح أجران. والذي نفسي بيده لولا الجهاد والحج وبر أمي لأحببت أن أموت و أنا مملوك} فقوله:والذي نفسي بيده. من كلام أبي هريرة لقرينة وبر أمي لأن أمه صلى الله عليه وسلم ماتت وهو صغير قبل أن يبعث.
2 - تصريح راوي الحديث بأن هذا اللفظ من كلامه. كأن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:كذا و كذا وقلت أنا: كذا و كذا وهذا من أوضح الأنواع.
3 - أن يصرح بعض الرواة بفصل الكلام المدرج عن المتن المرفوع وأن يضيف الكلام لقائله.
أقول: ويهدف المرشود بهذا الزعم لنفي الجماعة قبل جمع عمر الناس على أبي بن كعب و إذا تم نفي شبهة الإدراج نقضت رسالة المرشود من أساساتها، فالجماعة في قيام الليل تكون واقعة قبل جمع عمر الناس على قارئ واحد،وقد قلت للمرشود لو تم دفع هذا الزعم هل يكون فعل عمر صحيح؟ فأجاب بالإيجاب فإليك الأدلة على عدم وجود إدراج في هذا النص:
لم يستخدم المرشود طرق معرفة المدرج التي تطرقنا لها قبل قليل في إثبات هذا الزعم بل لا يستطيع ذلك فلم يأتي هذا اللفظ ولو بطريق (موضوع) أنه من كلام الزهري وليس من كلام عبد الرحمن بن عبد القاري راوي الأثر والمعاين لم دار وحصل،وهذا كاف لرد هذه الشبهة، أضف إلى ذلك أنه لم يسبق المرشود بهذا القول أحد حتى الشيعة "لذلك سميتها بدعة وهي كذلك"،فأئمة العلل وعلى رأسهم الدارقطني الذي انتقد بعض أحاديث البخاري لم يتعرض لهذا الحديث ولم يتطرق له غيره من أئمة الحديث،ثم لو أننا حذفنا اللفظ الذي يزعم المرشود أنه مدرج لكان الأثر كالتالي:: {خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله}
¥