أقول:و هل نفى شراح الحديث وقوع صلاة البعض منفردين وأن كلمة أوزاع لا تصفهم؟ ألم ترى كلام ابن حجر: قَوْله: (أَوْزَاع) بِسُكُونِ الْوَاو بَعْدهَا زَايٌ أَيْ جَمَاعَة مُتَفَرِّقُونَ، وَقَوْله فِي الرِّوَايَة " مُتَفَرِّقُونَ " تَأْكِيدٌ لَفْظِيٌّ، وَقَوْله " يُصَلِّي الرَّجُل لِنَفْسِهِ " بَيَانٌ لِمَا أُجْمِلَ أَوَّلًا وَحَاصِلُهُ أَنَّ بَعْضهمْ كَانَ يُصَلِّي مُنْفَرِدًا وَبَعْضهمْ يُصَلِّي جَمَاعَة. [فتح الباري 6/ 292]
ثم قال:قال ابن منظور: فَتَوَزَّعُوها أَي اقتسموها بينهم وفي الحديث أَنه حَلَقَ شعَره في الحج ووَزَّعَه بين الناس أَي فَرَّقه وقسَمه بينهم وَزَّعه يُوَزِّعُه تَوزِيعاً ومن هذا أُخِذَ الأَوزاعُ وهم الفِرَقُ من الناس يقال أَتَيْتُهم وهم أَوْزاعٌ أَي مُتَفَرِّقُون وفي حديث عمر: أَنه خرج ليلة في شهر رمضان والناسُ أَوْزاعٌ أَي يصلون متفرقين غير مجتمعين على إِمام واحد أَراد أَنهم كانوا يتنفلون فيه بعد العشاء متفرقين ..... وبها أَوزاعٌ من الناس وأَوْباشٌ أَي فِرَقٌ وجماعات وقيل هم الضُّرُوب المتفرَّقون ولا واحد لأَوزاع. [لسان العرب8/ 390 مادة كلمة (وزع) وتاج العروس8/ 340].
قلت: ذكر هذا النص ولون كلمة متفرقين ليشير [والله أعلم] أن الناس كانوا أفراداً ولكن الرد عليه إن كان هذا هدفه من النص الذي نقله؛انظر لقول ابن منظور هذا:
{متفرقين غير مجتمعين على إِمام واحد} أي أن ابن منظور-عالم اللغة- فهم أنه كان هناك أكثر من إمام لذلك قال إمام واحد (كما سبق في قول عمر الذي فصلنا فيه في نفي تهمة الإدراج المزعومة)
ثم قال: والذي دعاني القول بأن الأوزاع الأصل فيه الناس المتفرقون من جنس الأفراد وليس الجماعات وذلك لعدة أسباب:
السبب الأول: وهو عدم وجود الجماعات في زمن النبي ولا في زمن أبي بكر ول اصدرا من زمن عمر بل ولا حتى في بقية زمن عمر ومن بعده من الخلفاء الراشدين، كما سيأتي في تحقيق أثر عمر.
أقول:أثبت العرش ثم انقش [أما أن يكون دليلك احتمالات لغوية ترد بها الألفاظ المسندة بمزاجية فهذا ليس بسبيل أهل العلم ولا طلابه] أما فيما يتعلق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:فلك وجه فيما قلته أما زمن أبي بكر رضي الله عنه وصدراً من خلافات عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسند هذا الزعم وإلا فكلامك أوهى من بيت العنكبوت بل بيت العنكبوت له وجود أم زعمك فمجرد افتراضات وإنه من الخطأ أن يعتقد الإنسان اعتقاداً ثم يبحث عن دليل فتجده يلوي أعناق الأدلة يضعف ما صح ويصحح ما ضعف والله المستعان.
ثم قال:السبب الثاني: وجود الجماعات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مما يحدث التشويش في القراءة وهذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول: التشويش واقع من القراء سواء كانوا أئمة أو منفردين فلا دخل للمصلين ورائهم. فالرسول صلى الله عليه وسلم "نهى عن رفع الأصوات سواء كانوا أئمة أو منفردين"
نهاية القول في هذا الباب: أن دعوى الإدراج لا يمكن أن تصح بأي شكل من الأشكال وقد بينا أدلة دامغات على وقوع الجماعات قبل جمع عمر رضي الله عنه الناس وإحياءه هذه السنة فجزاه الله عنا خير الجزاء.
([1]) قال المزي في تهذيب الكمال (6/ 97):روى عن: أبي بن كعب ولم يدركه.
([2]) فتح الباري 11/ 547.
([3]) الموقظة ص17.والعجيب أن المرشود في إحدى وريقاته التي أرسلها لي ينقل دليل ضعف مراسيل الحسن قال= =المرشودقال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنهما يأخذان عن كل أحد. [جامع التحصيل 1/ 79 - 90]
([4]) سيأتي الرد على هذا الزعم بأدلة دامغة بعد صفحات.
([5]) صحيح البخاري (2010).
([6]) وذلك بعد انتهائي من كتابة الرد فأبيت إلا أن أعلق على ما يتصوره أي أحد أن فيه حجة!
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[09 - 05 - 09, 05:55 ص]ـ
_ الرد عليه فيما نسبه إلى ابن منده والصنعاني من القول بأن صلاة التراويح بدعة مع بيان تدليس المرشود.
قال المرشود ص24:العلماء الذين رجحوا عدم جوز القيام جماعة في المسجد في رمضان:
¥