قال ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن الواحد بن عبد الرحمن اخبرنا أبو عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن الثقفي بأصبهان أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي اخبرهم قراءة عليه أنا عبد الواحد بن أحمد البقال، وأنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنا جدي إسحاق بن ابراهيم بن محمد بن جميل، أنا أحمد بن منيع أ وأنا الحسن بن موسى، أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب. أن عمرأمر أبيا أن يصلي بالناس في رمضان، فقال: إن الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرؤا فلو قرأت القرآن عليهم بالليل. فقال:
يا أمير المؤمنين هذا شيء لم يكن! فقال: قد علمت، ولكنه أحسن فصلى بهم عشرين ركعة.
حتى أنه عندما أراد نفي المخالفات وهي:
الثابت في الصحيح:لم ينكر أبي على عمر.
الحديث المنكر في المختارة: أبي أنكر على عمر:هذا شيء لم يكن فيقره عمر على هذا.
الثابت: أنه أمره بإحدى عشر ركعة.
المنكر في المختارة: أمره بالصلاة عشرين ركعة.
فيأتي المرشود ويدفع المخالفة بقوله:
((فلا ثمة فرق،سوى أنه أكثر بياناً)) أما أفضل فإنها مخالفة لخير!!!
أقول:تم إثبات عدم وجود مخالفة بين أفضل وخير سواء من ناحية طرق الحديث أو المعنى، والحمد لله.
أثر [أبق آبي]:
قال المرشود عن أبي رضي الله عنه: فإذا جاءت العشر الأواخر فر من البدعة و أبق.
فقلت أنا معلقاً بعد تضعيفي للأثر [دون اعتمادي على أحد]:إذا عرفت ضعف مثل هذا الأثر تعرف أنه لا يجوز لأي كائن من كان أن يحتج به بل ويستخدمه كمطعن في الصحابة،فتصوير أبي رضي الله عنه بهذه الصورة {وهي لا تثبت إلا عند أهل الأهواء ونظن بأخينا أنه ليس منهم}.انتهى تعليقي، وما زالت أقول إنه من يُثبت هذه الصورة على آبي رضي الله عنه ويحتج بها فإنه أحد رجلين إما أنه جاهل أو صاحب هوى،وإليك بيان ذلك:
الأثر الذي ذكرت أنه ضعيف: ((عن الحسن: {أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب, فكان يصلي بهم عشرين ليلة من الشهر, ولا يقنت بهم, إلا في النصف الثاني, فإذا كانت العشر الأواخر, تخلف يصلي في بيته, فكانوا يقولون:"أبق أبي})).
بعدما خرجت طرق هذا الأثر وكلها عن الحسن فضعفته ولم أقلد أحدٌ في ذلك كما أشار المرشود. ولا أنكر أني اطلعت على تضعيفه في أحد كتب الألباني حكماً لا تخريجاً.
استدرك المرشود علي طريق محمد بن سيرين لنفس الأثر: {كان أبي يقوم للناس في رمضان, فإذا كان النصف جهر بالقنوت بعد الركعة, فإذا تمت عشرون ليلة انصرف إلى أهله, وقام أبو حليمة معاذ القارئ وجهر في القنوت في العشر الأواخر, حتى كانوا يسمعونه يقول: اللهم قحط المطر آمين, فيقول: ما أسرع ما تقولون آمين دعوني حتى أدعو}.
أقول: -من باب التنزل- لنفرض أن أثر ابن سيرين على شرط شيخين،فكان ماذا يا خريت المخالفات؟
تظل لفظة: {فكانوا يقولون: أبق أبي} على ضعفها لعدم وجود شاهد لها ولا متابع. أم هذه أيضا يقال فيها: فلا ثمة فرق سوى أنها أكثر بياناً.
فأقول الآن وأؤكد: إنه لا يحتج بهذه اللفظة بعد هذا البيان إلا جاهل أو صاحب هوى وقد يكون كلاهما.
قال المرشود بأني لم أتعرض لسبب خروج النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً عليهم وكأن للسبب كبير أهمية، وقد تعرض الأئمة المحققون لسبب غضب النبي صلى الله عليه وسلم:
قال بن حجر:
والظاهر أن غضبه لكونهم اجتمعوا بغير أمره فلم يكتفوا بالإشارة منه لكونه لم يخرج عليهم بل بالغوا فحصبوا بابه وتتبعوه، أو غضب لكونه تأخر إشفاقا عليهم لئلا تفرض عليه وهم يظنون غير ذلك، وأبعد من قال: "صلى في مسجده بغير أمره".
قال العيني في عمدة القاري:
وسبب غضبه أنهم اجتمعوا بغير أمره ولم يكتفوا بالإشارة منه لكونه لم يخرج إليهم وبالغوا حتى حصبوا بابه وقيل كان غضبه لكونه تأخر إشفاقا عليهم لئلا يفرض عليهم وهم يظنون غير ذلك وقال الكرماني إنما غضب عليهم لأنهم صلوا في مسجده الخاص بغير إذنه وقال بعضهم وأبعد من قال صلوا في مسجده بغير إذنه قلت غمز به على الكرماني ولا بعد فيه أصلا بل الأقرب هذا على ما لا يخفى قوله مازال بكم أي ملتبسا بكم صنيعكم أي مصنوعكم والمراد به صلاتهم قوله حتى ظننت أي حتى خفت من الظن بمعنى الخوف هنا قوله سيكتب عليكم أي سيفرض عليكم فلا تقوموا بحقه.
¥