1 - {ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير و إن تخالطوهم فإخوانكم} أي تشاركوهم في المطعم والمشرب و المسكن و الخدمة. (تفسير القرطبي 3/ 65 – تفسير النسفي 1/ 106 – زاد المسير 1/ 215).
2 - {وإنَّ كثيراً من الخلطآء ليبغي بعضهم على بعض} فالخلطاء الشركاء و الأصحاب. (تفسير الطبري 21/ 180 – تفسير البغوي 5/ 43 – تفسير البيضاوي 4/ 60).
وكذلك وردت الكلمة و مشتقاتها الدالة على المعاني نفسها في السنة ومن ذلك ما يلي:
1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على آذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم) أخرجه الطيالسي (1876)، والبخاري في "الأدب المفرد" (388)، والترمذي (2507)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (867)، والبيهقي في "السنن" 10/ 89، وفي "شعب الإيمان" (8102)، وفي "الآداب" (226)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3585) وأخرجه ابن ماجه (4032) من طريق عبد الواحد بن صالح، عن إسحاق بن يوسف، والحديث إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك فيمن روي عنه هذا الحديث من الصحابة لا يضر، فإنهم عدول كلهم.
وقد قال الامام الصنعاني في سبل السلام (7/ 245): " فِيهِ أَفْضَلِيَّةُ مَنْ يُخَالِطُ النَّاسَ مُخَالَطَةً يَأْمُرُهُمْ فِيهَا بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُحْسِنُ مُعَامَلَتَهُمْ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ الَّذِي يَعْتَزِلُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى الْمُخَالَطَةِ، وَالْأَحْوَالُ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَزْمَانِ، وَلِكُلِّ حَالٍ مَقَالٌ وَمَنْ رَجَّحَ الْعُزْلَةَ فَلَهُ عَلَى فَضْلِهَا أَدِلَّةٌ".
2 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير؟. (والبخاري في "صحيحه" (6129)، وفي "الأدب المفرد" (269)، والطيالسي (2088)، والترمذي (1989)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (334) وغيرهم والحديث صحيح.).
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (32/ 324):"قوله يخالطنا أي يلاطفنا بطلاقة الوجه والمزح ".
3 - ما رواه البخاري في باب طواف النساء مع الرجال، قال عطاء: لم يكن يخالطن الرجال كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم. (أخرجه البخاري برقم (1619) 1/ 743).
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (15/ 20): " قوله وقد طاف نساء النبي مع الرجال يعني طفن في وقت واحد غير مختلطات بالرجال لأن سنتهن أن يطفن ويصلين من وراء الرجال وقال ابن بطال من السنة إذا أراد النساء دخول البيت أن يخرج الرجال منه بخلاف الطواف به ".
4 - عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وهو خارج المسجد فاختلط الرجال بالنساء فقال رسول اله صلى اله عليه و سلم استأخرن ---- الحديث. (أخرجه أبو داود 4/ 543 – والطبراني في الكبير 14/ 161 – والبيهقي في شعب الإيمان 10/ 240 – وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله بمجموع طرقه).
وسنذكر تعليقا على هذا الحديث في ثنايا البحث قريبا إن شاء الله تعالى.
أما تعريف الاختلاط اصطلاحاً:
فهو اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم اجتماعاً يرفع الكلفة و يزيد الألفة وهو كذلك تزاحم بالأبدان وتماسها.
ففي هذا التعريف نلحظ انه أشار إلى نوعي الاختلاط سواء كان في تماس الأبدان و تقارب الأنفاس ولو لم يكن هناك سابق معرفة كما يحدث في الأماكن المزدحمة و الضيقة وهذا ما يسمى بالاختلاط الحسي.
أو كان هذا الاختلاط بدون تماس غالبا كما هو الحاصل في التعليم المختلط والعمل المختلط، حيث تتكسر الكثير من الحواجز بين الجنسين بسبب طول الاجتماع، فقد يرى الرجل زميلته في العمل أكثر من زوجته و كذلك العكس، فينتج عن ذلك ارتفاع الكلفة و زيادة الألفة فيحصل بذلك تقارب القلوب و النفوس واستحسان للمحادثة و تلذذ بالجلوس والحديث و تبادل النكات والطرائف وقد يحصل بهم الأمر أن يدعوها أو تدعوه أن يتناولا الطعام سوياً، كل ذلك بحجة الزمالة و قدم المعرفة و ثقتها بأخلاقه وهنا مكمن الخطر ذلك لأن الله قال في كتابه {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} وقال {ولا يضربن
¥