[أحكام الصيام]
ـ[الهواري يحيى]ــــــــ[10 - 08 - 10, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه من اهتدى بهديه إلى يوم الدين
[أحكام الصيام]
الصيام يطلق على الإمساك، قال الله تعالى: " إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا " (مريم: 26) أي: إمساكاً عن الكلام. والمقصود به هنا: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية.
فضل الصيام:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " قال الله - عز وجل -: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جُنَّةٌ فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث , ولا يصخب، ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم - مرتين – والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه." رواه أحمد ومسلم والنسائي
فإنه لي: إضافته إلى الله إضافة تشريف.
الصيام جُنَّةٌ: أي مانع من المعاصي.
الرفث: أي الفحش في القول.
لا يصخب: أي لا يصيح.
ولا يجهل: أي: لا يسفه.
الخُلوف: تغير رائحة فم الصائم بسبب الصوم.
ورواية البخاري وأبي داود، " الصيام جُنَّةٌ، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشرة أمثالها. "
عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام، والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فَيُشَفَّعان ". رواه أحمد بسند صحيح
أي رب: أي حرف نداء بمعنى يا، والمعنى: يا رب.
عن أبي أمامة - رضي الله عنه – قال: أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله مُرنِي بعمل يدخلني الجنة. قال – صلى الله عليه وسلم –:" عليك بالصوم فإنه لا عدل له " ثم أتيته الثانية، فقال: " عليك بالصيام ".رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه.
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً ". رواه الجماعة إلا أبي داود
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " إن للجنة باباً يقال له الرَيَّان يقال يوم القيامة: أين الصائمون؟ فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب. ". رواه الشيخان، البخاري ومسلم.
أقسام الصيام:
الصيام قسمان: 1 - فرض. 2 - تطوع.
والفرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - صوم رمضان. 2 - صوم الكفارات. 3 - صوم النذر.
والكلام هنا ينحصر في صوم رمضان صوم رمضان:
حكم صوم رمضان:
صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع:
· فأما الكتاب فقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (البقرة:183)، وقال تعالى: " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " (البقرة:185)
معنى " شَهِدَ ":أي حضر.
· وأما السنة فقول النبي – صلى الله عليه وسلم –: " بُنِيَ الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان , وحج البيت "رواه مسلم والترمذي والنسائي والبخاري بمعناه، وفي حديث طلحة بن عبيد الله أن رجلاً سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله أخبرني عما فرض الله عليَّ من الصيام؟ قال: " شهر رمضان " قال: هل علي غيره؟ قال: " لا، إلا أن تطَّوَّع " رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والشافعي في الرسالة.
¥