تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعريف بكتاب الأشباه والنظائر لابن نجيم وما يتعلق من شروحات]

ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 09:11 ص]ـ

كتبه: لؤي عبد الرؤوف الخليلي

التعريف بكتاب الأشباه والنظائر من كتابي (لآلى المحار في تخريج مصادر رد المحتار)، وقد حذفت منه الحواشي المتعلقة بالموضوع.

30: الأشباه والنظائر:

للإمام الفقيه الفاضل زين الدين بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن نجيم المصري الحنفي، ولد سنة 926هـ.

كان إماماً عالماً عاملاً مؤلفاً مصنفاً، ما له في زمنه نظير، اشتغل ودأب وحصّل وجمع وتفرد وتفنن وأفتى ودرّس، وصار زين الإخوان، وإنسان عين الأوان، وساعده الحظ في حياته وبعد مماته ورزق السعادة في سائر مؤلفاته ومصنفاته، فما كتب ورقة إلا واجتهد الناس في تحصيلها بالمال والجاه، وسارت بها الركبان في سائر البلدان، أخذ العلم عن علماء الدّيار المصرية مثل: العلّامة أمين الدّين بن عبد العال الحنفي، وشيخ الإسلام ابن الحلبي، وشرف الدين البلقيني، وشهاب الدين الشّلبي وغيرهم.

وأخذ العلوم العربيّة والعقليّة عن جماعة كثيرة منهم: الشيخ العلّامة نور الدين الديلمي المالكي، والشيخ العلّامة شقير المغربي.

ومن تلامذته أخوه الشيخ عمر بن إبراهيم صاحب النّهر الفائق شرح كنز الدقائق، والعلّامة محمد الغزي صاحب المنح، والشيخ محمد العلمي، والشيخ عبد الغفار مفتي القدس.

توفى رحمه الله نهار الأربعاء السابع من رجب سنة 969هـ.

وذكر في الفوائد نقلاً عن الإمام الشعراني قوله: صحبته عشر سنين فما رأيت عليه شيئاً يشينه، وحججت معه في سنة 953هـ فرأيته على خلقٍ عظيمٍ مع جيرانه وغلمانه، مع أنَّ السفر يُسفر عن أخلاق الرجال.

وكتاب الأشباه مختصر مشهور، ذكر فيه كتاب التاج السُّبْكي للشافعية وأنه لم ير مثله، وأنّه لمّا وصل في شرح الكنز إلى البيع الفاسد ألّف مختصراً في الضوابط والاستثناءات منها وسمَّاه: الفوائد الزينية وصل إلى خمسمئة ضابط، فأراد أن يجعل كتاباً على النَّمط السابق مشتملاً على فنون، يكون هذا المؤلف النوع الثاني منها.

معرفة القواعد الأصولية، فنّ الضوابط، فنّ الجمع والفرق ولم يتم فأتمَّه أخوه الشيخ عمر، فنّ الألغاز، فنّ الحيل، الأشباه والنظائر وهو فنُّ الأحكام، ماحكي عن الإمام الأعظم وصاحبيه وهو فنُّ الحكايات.

قال في الطبقات السنيَّة: وهو كتاب رُزق السعادة التّامة بالقبول عند الخاص والعام، ضمَنه كثيراً من القواعد الفقهية والمسائل الدقيقة والأجوبة الجليلة، والذي يغلب على الظن أنّه لا يخلو منه خزانة أحد قدر على تحصيله من العلماء في الدّيار الرومية.

ووصفه الشرف الغزي في تنوير البصائر بأنه: من أفخر الكتب تصنيفاً، وأحسنها أسلوباً ظريفاً، وأرشقها في العبارات، وأدقها في الإشارات، وهو في بابه عديم النظير، جامع من الفقه الجم الغفير.

واعتبره بيري زاده رحمه الله في عمدة ذوي البصائر من الكتب التي لم يسبق لها نظير، وقد جمعت من نفائس الفروع الجمّ الغفير، حتى صارت عمدة الناظر وذخيرة ذوي البصائر.

وبالغ الحموي في غمز عيون البصائر بقوله: إن كتاب الأشباه والنظائر لأفضل المتأخرين مولانا زين الدين بن نجيم الحنفي كتاب لم تكتحل عين الزمان بثاني، ولم يوجد في كتب الحنفية ما له يوازي أو يداني، فهو مع صغر حجمه ووجازة نظمه بحر محيط بدرر الحقائق، وكنز أودع فيه نقود الدقائق:

كتاب لو تأمله ضرير

لعاد كريمتاه بلا ارتيابِ

ولو مرت حواصله بغير

لعاد الميت حياً في الترابِ

قد طار صيته في الأمصار، وظهر ظهور الشمس في رابعة النهار.

وذكر ابن عابدين رحمه الله تعالى في مقدمة حاشيته على الدّر المختار تحت عنوان: (مطلب في طبقات المسائل وكتب ظاهر الرواية) قوله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير