تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب- ما تركه - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - جبلة، ومنه ما رواه البخاري بسنده في صحيحه عن خالدِ بن الوليد قال: "أُتي النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بضَبٍ مَشْويٍ، فأهوَى إليهِ ليأكلَ، فقيلَ له: إنهً ضَبّ، فأمسكَ يدَه. فقال خالدٌ: أحرامٌ هوَ؟ قال: لا، ولكنَّهُ لا يكون بأرضِ قَومي فأجِدُني أعافُه. فأكلَ خالدٌ ورسولُ الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2))، وكان يحب أن يأكل من الشاة ذراعها ويترك بقيتها، ويستعذب ماء بئر ويترك غيره. ولم يفهم أصحابه أن في هذه التروك تشريعا لأنها تتعلق بالذوق الخاص بكل إنسان.

ج- ما تركه النبي->- تشريعا لأمته، ومنه ترك مصافحة النساء في كل بيعة، بل في حياته كلها، روى البخاري في صحيحه بسنده عن السيدة عائشة- ك- قالت: (كان النبيُّ - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: " لا يشركن باللَّه شيئاً " [الممتحنة: 12]، قالت: وما مسَّتْ يدُ رسول اللّه - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - يدَ امرأةٍ إلا امرأةً يملكها) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3))، فهذا الترك تشريع، حيث امتنع عن المصافحة وهو الأقوى في امتلاكه لإربه مما يوجب اتباعه فيه.

د- ترك النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - الشيء مخافة أن يفرض على أمته، ومنه ما رواه مسلم بسنده في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ -1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - -، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - صَلَّى? فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَصَلَّى? بِصَلاَتِهِ نَاسٌ. ثُمَّ صَلَّى? مِنَ الْقَابِلَةِ. فَكَثُرَ النَّاسُ. ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ. فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: "قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ. فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ" ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)) فتركُه- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - صلاة التراويح في المسجد كان خشية أن تفرض عليهم، ولم يمنع هذا الترك عمر-ط- أن يجمع الصحابة في صلاة التراويح كل ليلة في رمضان ولم ينكر عليه أحد منهم أنه مبتدع لمخالفته ما تركه النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -.

هـ- ما تركه النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - مخافة الفتنة، ومنه عدم قتل المنافقين خشية أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه. وتركه إعادة بناء الكعبة على قواعدها الأولى لأن القوم حديثو عهد بالإسلام. وهذا أمر يوجب الاتباع من العلماء والمفتين والحكام والقادة في مراعاة فقه المآلات والموازنات حيث قد يُترك أمر صحيح دفعا لمفسدة كبيرة متوقعة أكبر من مصلحة الفعل.

([1]) ينظر: الفتاوى لابن تيمية:10/ 409،والإحكام للامدي:1/ 226،227.

([2]) يَنظر فتح الباري، كتاب الأطعمة، بَاب الشِّوَاءِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فَجَاءَ {بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} أَيْ مَشْوِيٍّ، جـ9 رقم الحديث:5400.

([3]) يَنظر فتح الباري، 49باب بيعة النساء، جـ13 رقم الحديث7214.

([4]) يَنظر،صحيح مسلم، باب الترغيب في قيام رمضان،رقم:1819.

ـ[ابوفارس الانصاري]ــــــــ[17 - 04 - 10, 01:13 ص]ـ

جزى الله الجميع خير الجزاء ووافاهم من فيوض كرمه اعظم الوفاء وامد عليكم من نفحات رحمته كامل الشفاء

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 11:06 م]ـ

يترك القبوريون الترك الذي أثبتته النصوص الصريحة وعليه العمل! ويبحثون عن المجاز العقلي لتبرير الشرك وليس عليه عمل!

ألا يمكن ان تكون هذه الاية من الترك:

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [النازعات: 40]

وجه الدلالة أن نهي النفس عن الهوى اعراض عنه و هو ترك للهوى. ومثله كثير. أم أنه استدلال بعيد (غير مباشر).

لئن قعدنا و النبي يعمل***** لذاك منا العمل المضلل

ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[10 - 05 - 10, 01:14 م]ـ

بارك الله في الجميع؛

الترك إما وجودي وإما عدمي؛

والعدمي يجامعه إما؛ العجز، وإما عدم القصد؛ وهذا لا يسمى فعلا؛

فغض البصر لا يكون من الأعمى؛ لعجزه عن الفعل- وهو النظر أولا، وعدم قصد الترك ثانيا.

وعدم الزنا لا يكون من المجبوب؛ لعجزه عن الفعل- وهو الزنا أولا، وعدم قصد الترك ثانيا؛ لذا لا يمدح ولا يثنى عليه به.

بل إن لم يكن له قصد ونية في الترك: فلا ثواب. وهذا الترك يسمى بالترك العدمي. أما مع القدرة والقصد؛ فهو الترك الوجودي؛ والصواب: أنه فعل– وهو الأصوب وقول الأكثر.

والأحسن في الاصطلاح تسميته: كفًا، لا تركًا.

لذا قال السبكي في"الإبهاج" (1/ 51):

"الاقتضاء: هو الطلب. وقابل المصنف الوجود بالترك ولو جعل موضع الوجود: الفعل، أو موضع الترك: العدم؛ لكان أحسن من حيث اللفظ. وأما المعنى: ففيه تسامح على التقديرين؛ لأن الترك فعل وجودي؛ فلا يكون تقسيما لا للفعل ولا للوجود. ولذلك قال غيره: المطلوب إما فعل غير كف وإما كف- وهذا بحسب حقيقة الفعل عقلا .. ".

وقال الزَّرْكشي في"المنثور من القواعد" (1/ 284):

"الترك: فِعْلٌ إذا قُصِدَ".

وقال العلامة ابن القيم في"الداء والدواء" (1/ 135 - 136،138):

" .. عدم الفعل فتارة يكون لعدم مقتضاه وسببه.

وتارة يكون بوجود البغض والكراهة المانع منه-وهذا متعلق الأمر والنهى. وهو يسمي: الكف- وهو متعلق الثواب والعقاب.

وبهذا يزول الاشتباه في مسألة الترك هل هو أمر وجودي أو عدمي.

والتحقيق:

أنه قسمان؛

فالترك المضاف إلى عدم السبب المقتضي: عدمي،

والمضاف إلى السبب المانع من الفعل: وجودي.

"ويشترط قصد الترك امتثالا لحصول الثواب؛ لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إنما الأعمال بالنيات".

... والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير