أشكل عليّ تعريف الحكم لغة في كتب الأصوليين!
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 11:11 م]ـ
وجدت أكثر التعريفات ـ أعني في كتب الأصوليين العالمين باللغة ... ـ للحكم لغة: المنع، ومنه حكمة الدابة .........
ثم يقولون: قال جرير: أبني حنيفة أحكموا سفهائكم ....
أي امنوعهم ....
الذي أشكل عليّ:
أليس هناك فرق بين مادة حكم وأحكم؟
حكم يَحكُم حكماً ... من المنع
أحكم يحُكِم إحكاماً ... من الضبط والإتقان ...
أرجو الإفادة،، وبارك الله فيكم،،
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 12:44 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
الإشكال نفسه وارد على كلام الأصوليين في كثير من الأبواب الأصولية، ووارد على اللغويين في كثير من الأبواب اللغوية، ووارد على المفسرين في كثير من الأبواب التفسيرية.
وبيان ذلك أنهم لا يتقيدون بذلك في بيان الأصل اللغوي للكلام، كما قالوا: التفسير والفسر من التفسرة، ومعلوم أن (فَسَرَ) غير (فسَّر)، وقالوا: الشهر من الاشتهار، ومعلوم أن (شهر) غير (اشتهر)، وقالوا: الصلاة صلة، ومعلوم أن (صلّى) غير (صلا)، وغير (وصل)، وهذا كثير عندهم.
ولكن المقصود يا أخي الكريم بيان اشتقاق الكلمة، وهذا ما يسمى عندهم بالاشتقاق الأصغر الذي يرد جميع مفردات المادة إلى معنى واحد، أو معانٍ محدودة، على طريقة ابن فارس المؤصلة تأصيلا بليغا في (مقاييس اللغة)، ولذلك فأنت تبحث عن (أحكم) و (حكم) كليهما في مادة واحدة من معجمات اللغة.
وهناك ما هو أبلغ من ذلك، وهو بحثهم في الاشتقاق الأوسط (أو الكبير على اختلاف الاصطلاح) مثل ما فعل ابن جني في كلامه على اشتقاق (القول) ببيان تقاليب الكلمة الستة، ومثلما فعل الرازي في كلامه على اشتقاق (العبر) ببيان تقاليبها الستة، وهذا كثير في كلامهم.
ثم إن هذا الكلام كله مبني على أن (الحكم) مصدر (حكم يحكم)، وهو غير مسلم، بل هو اسم مصدر بمعنى الإحكام، مثل الغُسل اسم مصدر بمعنى الاغتسال.
وأيضا فالإحكام ليس بمعنى الإتقان في قول الشاعر (أحكموا) بل هو بمعنى المنع، من باب توافق (فعل وأفعل) وهو كثير في كلام العرب حتى أفرده جمع من أهل العلم بالتصنيف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 01:03 ص]ـ
وينظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82610
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 05:47 ص]ـ
ثم إن هذا الكلام كله مبني على أن (الحكم) مصدر (حكم يحكم)، وهو غير مسلم، بل هو اسم مصدر بمعنى الإحكام، مثل الغُسل اسم مصدر بمعنى الاغتسال.
وأيضا فالإحكام ليس بمعنى الإتقان في قول الشاعر (أحكموا) بل هو بمعنى المنع، من باب توافق (فعل وأفعل) وهو كثير في كلام العرب حتى أفرده جمع من أهل العلم بالتصنيف.
جزاك الله خيراً أستاذنا المفيد، واللهَ أسألُ أن يوفقك ويسددك.
وهذا النقل من مقاييس اللغة:
[(حكم) الحاء والكاف والميم أصلٌ واحد، وهو المنْع. وأوّل ذلك الحُكْم، وهو المَنْع من الظُّلْم. وسمِّيَتْ حَكَمة الدابّة لأنها تمنعُها يقال حَكَمْت الدابةَ وأحْكَمتها. ويقال: حكَمت السَّفيهَ وأحكمتُه، إذا أخذتَ على يديه. قال جرير:
*أبَنِي حَنيفة أحْكِمُوا سُفهاءَكم
والحِكمة هذا قياسُها، لأنها تمنع من الجهل. وتقول: حكَّمت فلاناً تحكيماً منعتُه عمّا يريد. وحُكِّم فلانٌ في كذا، إذا جُعل أمرُه إليه. والمحكَّم: المجرِّب المنسوب إلى الحكمة. قال طرفة:
ليت المحكَّمَ والموعوظَ صَوْتَكُما تحتَ التُّرَاب إذا ما الباطلُ انكشَفَا
أراد بالمحكَّم الشيخَ المنسوبَ إلى الحكمة.]
أخي الفاضل: لم يتبين لي أن الحكم اسم مصدرٍ لا مصدر، وأرى أن ثمة فرقاً بين الحكم والغُسل ...
فالغسل: اسم مصدر من اغتسل يغتسل اغتسالاً، واسم المصدر منه: غسلاً
أما الحكم: فمصدر لحكم يحكم حكماً،، كطرق يطرق طرقاً،،
ثم أخي الفاضل: ألا يكون كلام جرير بمعنى الضبط وهو قدرٌ زائد على المنع.
حتى يبقى معنى الإحكام: الضبط والإتقان
قوله تعالى: {كتابٌ أحكمت آياته .. } هل يمكن أن يأتي معنى المنع فيها،، أم لا يتجاوز المعنى الضبط والإتقان.
أرجو منك التكرم بالجواب، وجزاك الله عنا كلّ خير.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 07, 12:51 م]ـ
¥