تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مفهوم المخالفة حجة أو لس بحجة؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين: أما جمهور أهل العلم فيقولون أن مفهوم المخالفة حجة شرعية، و الأحناف يرون أن مفهوم المخالفة ليست حجة شرعية، و الصحيح الراجح مع الجمهور أن مفهوم المخالفة حجة شرعية و الأدلة على ذلك كثيرة من الأثر و من النظر.

أما من الأثر فقد قال الله تعالى " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " إذا الله جل و علا يقول للنبي صلى الله عليه و سلم استغفر أو لا تستغفر ثم شرط مفهوم هنا إن تستغفر سبعين مرة - هذا مفهوم عدد - فلن يغفر و هذا مفهومه أنك لو استغفرت أكثر من سبعين مرة يحتمل أن يغفر، فقام النبي صلى الله عليه و سلم يستغفر للمنافق فقال له عمر: كيف تستغفر له و قد قال الله تعالى " إن تستغفر لهم سبعين مرة "، قال: سأستغفر فوق السبعين - يعني يبين له بمفهوم المخالفة - فقال النبي صلى الله عليه و سلم: فوالله لأزيدن على السبعين لأزيدن على السبعين، هنا قد فهم النبي صلى الله عليه و سلم و شرع لنا مفهوم المخالفة إذ أنه يحتمل إن أكثر عن السبعين فإن الله يغفر لهم لكن حسم الله المادة و بين أن هذا المفهوم مطروح غير مراد قال " و لا تصلي على أحد مات منهم أبدا و لا تقم على قبره ".

الدليل الثاني الذي يبين حجية مفهوم المخالفة عمر بن الخطاب و إقرار النبي صلى الله عليه و سلم فعمر بن الخطاب قرأ الآية " فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " هنا مفهوم شرط أيضا فما معنى المفهوم؟ المنطوق: لك أن تقصر إن خفت من أهل الكفر - لك أن تقصر من الصلاة -، مفهوم المخالفة: إن لم تخف فلا تقصر من الصلاة، فقال: يا رسول الله ما لنا اليوم في أمان و نقصر من الصلاة في السفر، فأقره النبي صلى الله عليه و سلم لم ينكر عليه فهمه كأنه قال له نعم أنت على حق في فهمك ثم قال له اقصر في الصلاة بعلة أخرى، قال صدقة تصدق الله بها عليكم، إذا فإن النبي أقر فهم عمر أنه يقول ما لنا في أمان و نقصر فكأنه قال فهمك صحيح لكن أنت تقصر لأنها صدقة تصدق الله بها عليك.

الدليل الثالث على ذلك: حديث أبي ذر رضي الله عنه و أرضاه قال: النبي صلى الله عليه و سلم قال " يقطع الصلاة الكلب و الحمار و المرأة " قال في الرواية " و الكلب الأسود " فقال أبو ذر عندما أجرى مفهوم المخالفة: يا رسول الله ما بال الكلب الأسود، ما معنى هذا؟ معنى هذا أن أبا ذر فهم التقييد أن الكلب الأسود هو الذي يقطع إذا الكلب الأصفر لا يقطع و الكلب الأبيض لا يقطع، فقال يا رسول الله مندهشا بعد ما فهم ذلك: ما بال الكلب الأسود من الأصفر؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم مقرا لفهم أبي ذر: الكلب الأسود شيطان، بمعنى أن بمفهوم المخالفة الكلب الأصفر لا يقطع الصلاة لأنه ليس بشيطان، قال " الكلب الأسود شيطان " يعني يقطع الصلاة.

أيض من هذه الدلالات حديث ابن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة "فقال ابن مسعود " و أنا أقول من مات يشرك بالله شيئا دخل النار " - أو قال لم يدخل الجنة - قول ابن مسعود هذا دلالة على مفهوم المخالفة يفهم من النص ففهم المخالفة و قد جاء النص صريحا عن النبي صلى الله عليه و سلم مرفوعا برواية غير ابن مسعود بنفس التصريح أو من رواية ابن مسعود بنفس التصريح: أن من مات يشرك بالله شيئا دخل النار أو لم يدخل الجنة. فهذه الدلالات على حجية المفهوم.

مفهوم المخالفة له أنواع ستة:

النوع الأول مفهوم الوصف أو مفهوم الصفة: تقول " أكرم العالم الصادق " وصفت العالم بأنه صادق، إذا جاءني العالم الفاجر ماذا أفعل معه؟ لا تكرمه، إذا " أكرم العالم الصادق " أنا الآن أقول: تقييد بالصفة بمفهوم المخالفة لا أكرم العالم الفاجر. قال الله تعالى " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " فالمنطوق هنا أنك لابد أن تتبين من شهادة الفاسق، و بمفهوم المخالفة: إذا جاءكم الصالح العدل فلابد أن لا تتبين، بمعنى لو جاءك أخ كريم دين تقي نقي ورع جاءك فقال الأمر كذا امرأتك رأيتها تخرج بغير النقاب أو رأيت امرأتك و النقاب واقع من على وجهها أو إلى فمها أو إلى أنفها، إن جاءك الثقة و قال لك ذلك هل ترد عليه و تقول اذهب أيها الشيطان لابد أن أتبين و تقرأ عليه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير