تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا أراد أي إنسان في العالم أن يتكلم في مبحث من مباحث الترجيح، فإن الكلام يكون بافتراض التساوي في الأمور الأخرى، وإلا كان الكلام بغير معنى.

ـــــــــــ

كذلك في المسائل الاجتهادية، يكون النظر في الكثرة والقلة بافتراض التساوي في جميع الأمور الأخرى، التساوي بين الأدلة مثلا أو بافتراض عدم توفر أدلة أصلا، ففي هذه الحالة لا يشك عاقل أن الكثرة تكون من المرجحات.

ـــــــــ

وإذا اختلفت أنا وأنت في فهم نص من النصوص مثلا، فكنت أنت تفهمه على وجه من الوجوه، وأنا أفهمه على وجه آخر، فلا يشك عاقل أن من أوجه الترجيح بيننا أن يقول أحدنا للآخر: أنا فهمي مؤيد بفهم عشرات العلماء من السلف والخلف، وأنت فهمك لم يقل به إلا فلان مثلا.

ــــــــــــ

فالترجيح بالكثرة لا يختلف في باب الرواية عنه في باب الاجتهاد؛ لأن مستند الترجيح بالكثرة أصلا مستند عقلي فطري، والدليل الفطري العقلي لا يتخلف مطلقا.

ـــــــــــ

وهذا لا يعني أن الكثرة مرجحة مطلقا، فلا يمتنع أن يقدم قول الأقل في بعض المسائل، ولكن هذا التقديم يكون معتمدا على أدلة أخرى، ونحن كلامنا هنا - كما سبق القول - بافتراض التساوي، وإلا لم يكن للترجيح معنى أصلا.

ياشيخ , المفترض أن تُفهم المقارنة بين قلة الرواة وكثرتهم في الترجيح على أنها بين من هم على درجة واحدة أو متقاربة في الضبط والعدالة؛ لأنك كما قلت:"إذا أراد أي إنسان في العالم أن يتكلم في مبحث من مباحث الترجيح، فإن الكلام يكون بافتراض التساوي في الأمور الأخرى، وإلا كان الكلام بغير معنى"

إذاً هذا هو الأصل فلم عدلتَ عنه واعتبرت مقارنتي في غير محلها.

ونحن لم نقل لصاحب الموضوع: لاتقل: (الكثرة من اسباب الترجيح). بل قل: (الكثرة بين المجتهدين من أسباب الترجيح)؛ لأننا اعتبرنا الأصل الذي هو التساوي بين الأفراد المعنين في المقارنة. ولذلك لم نعقد الأمور ونكن لفظيين ونقول له اعتبر المقارنة بين المجتهدين فإنه لا معنى لمن يقارن بين قول عشرة من طلبة العلم المبتدئين وبين واحد من كبار المجتهدين.

إذاً المسألة واضحة. لكن مع هذا سأعيد صياغة الجملة وأقول: (إذا تعارض حديث غريب مع آخر مشهور وكان الرواة فيهما على درجة واحدة أومتقاربة في الضبط والعدالة , فإننا نقدم المشهور؛ لكثرة رواته. وهكذا نفعل بين الآحاد والمتواتر)

ثم أنتقل للمسألة الاخرى وأقول: هناك فرق بين المسائل الاجتهادية والخبرية؛ لأن الخبرية استخدم فيها أصحابها الحفظ والنقل , أما الاجتهادية استخدم فيها أصحابها العقل.

والعقل الصحيح يقول: ((أنه إذا أتاني رجل ثقة وأخبرني بخبرٍما ثم أتاني بعده عشرة ثقات وأخبروني بخلافه فلا أشك أنني سأقبل خبر العشرة بلا توقف. وأنه إذا أتاني فهامة وشرح لي مسألةً ما ثم أتاني بعده عشرة على مستواه وشرحوا لي المسألة شرحاً مختلفاً عنه فإنني هنا سأتوقف وأنظر في الأدوات التي استخدموها لفهم المسألة ثم أرجح؛ لأني _ أي العقل الصحيح _ أعلم أن الواحد قد يفهم مالا يفهمه العشرة)).

لذلك أنت كنت موافقا للعقل الصحيح وقلت:"وهذا لا يعني أن الكثرة مرجحة مطلقا، فلا يمتنع أن يقدم قول الأقل في بعض المسائل، ولكن هذا التقديم يكون معتمدا على أدلة أخرى".

لكن المشكلة أنك قلت:"ونحن كلامنا هنا - كما سبق القول - بافتراض التساوي، وإلا لم يكن للترجيح معنى أصلا ".

والأدلة في حقيقتها وفي فهمها لا يمكن أن تتسواى.

والعقل الصحيح قال قبل هذا لبعض من يعتبر الكثرة بغير النظر في أدلتهم: ((إذا كنتُ أعتبر في الأفهام الصحيحة الأدلة المساعدة فلا يمكن لي أن أقول أن العلماء كلهم أو أكثرهم إذا أخبروني بخبرٍما أن أكتفي بذلك ولا أسألهم عن مستندهم؛ لأنهم كل العلماء)).

ــــــــــــ

ولا تعارض مع حسن الظنون فطب صدراً رحيباً بما عن كلهم صدرا

...

ـ[وليد محمود]ــــــــ[22 - 01 - 08, 10:36 م]ـ

بعد اذن الاخوة

ايضا: من القرآن

طلب موسى عليه السلام من الله عز وجل أن يجعل أخوه هارون عليه السلام عضداً وسنداً

والله اعلم

ـ[أبو نظيفة]ــــــــ[23 - 01 - 08, 07:17 ص]ـ

يمكنك أن تستفيدي من هذا الاقتراح: تجعلي الخطة في تمهيد وثلاثة فصول أو أكثر: تمهيد في معاني مفردات العنوان: فصل في القواعد الأصولية المتعلقة بقاعدة الكثرة. فصل في القواعد الفقهية المتعلقة بها. فصل في أثر القاعدة في الفروع الفقهية.

ـ[باغية الرضوان]ــــــــ[30 - 01 - 08, 07:18 م]ـ

السلام عليكم يا اخوتي الحقيقة ان سؤالى انما هو في (قاعدة تعددت صيغها) كلها تؤل الى معنى متحد واحد وهي للاكثر او للاغلب حكم الكل) اومعظم الشيء يقوم مقامه كله فكثيرا مانرىالتعليل لهذه القاعدة في كتب الفقه لمختلف المذاهب الكثرة من اسباب الترجيح وللاكثر حكم الكل وخاصة كتب الفقه الحنفي فكانها من قواعد الترجيح عندهم لذا كان سءالى اعلم ان الموضوع وسيع ووسيع جدا فالقاعدة ترتبط بغيرها من القواعد الت فيها معنى الغلبة والاطراد لكن اردت عمل خطة لرسالة الماجستير (تحت عنوان قاعدة للاكثر حكم الكل) فسؤالى الى اهل الاختصاص كيف ستكون الخطة وما الذي اخذه وما الذي اتركه من المسائل والفروع وخاصة المسائل المعاصرة فما الذي ينطبق عليهاوجزاكم الله خير جميعا على تعاونكم معنا والموضوع وسيع والافكار والمعلومات اكثر لكن تحتاج الى ترتيب وتنسيق وانا قليلة الخبرة لعلمي المحدود لكنى اذا طرحتم الموضوع للنقاش فساناقشكم فيما في لدي من خطط وافكار بخصوصه وكان الله في عون العبد ما كان في عون اخيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير