ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 03:51 م]ـ
وقال العلامة العباد في شرح (سنن أبي داود):
[(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة إذا مالت الشمس)] يعني: إذا زالت الشمس. وقوله: [(كان)] في الغالب أنها تفيد الاستمرار، ولكنه قد تأتي هذه الصيغة لغير الاستمرار، ولكنه يستدل بها على المداومة وعلى الكثرة، ولكن قد تأتي للمرة الواحدة، وقد تأتي للقلة، ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها الذي قالت فيه: (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت) وهو صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا مرة واحدة في حجة الوداع في السنة العاشرة ومع ذلك عبرت عائشة رضي الله عنها بقولها: (كنت) فهذا يدل على أن (كان) قد تأتي أحياناً لغير الاستمرار، لكن الغالب فيها أنها للاستمرار، فقوله هنا: [(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة إذا مالت الشمس)] يفيد كثرة الإتيان بالصلاة في ذلك الوقت)] اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 04:10 م]ـ
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
(كَانَ يَقْرَأ فِي الظُّهْر وَالْعَصْر بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِق وَالسَّمَاء ذَات الْبُرُوج).
: قَدْ تَقَرَّرَ فِي الْأُصُول أَنَّ كَانَ تُفِيد الِاسْتِمْرَار وَعُمُوم الْأَزْمَان فَيَنْبَغِي أَنْ يُحْمَل قَوْله كَانَ يَقْرَأ فِي الظُّهْر عَلَى الْغَالِب مِنْ حَاله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ تُحْمَل عَلَى أَنَّهَا لِمُجَرَّدِ وُقُوع الْفِعْل لِأَنَّهَا قَدْ تُسْتَعْمَل لِذَلِكَ كَمَا قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد، لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأ فِي الظُّهْر بِسَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى، أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَنَّهُ قَرَأَ مِنْ سُورَة لُقْمَان وَالذَّارِيَات فِي صَلَاة الظُّهْر، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَأَنَّهُ قَرَأَ فِي الْأُولَى مِنْ الظُّهْر بِسَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى، وَفِي الثَّانِيَة هَلْ أَتَاك حَدِيث الْغَاشِيَة أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَثَبَتَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاة الظُّهْر بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَسُورَتَيْنِ يُطَوِّل فِي الْأُولَى وَيُقَصِّر فِي الثَّانِيَة عِنْد الْبُخَارِيّ وَلَمْ يُعَيِّن السُّورَتَيْنِ. وَثَبَتَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ فِي الظُّهْر فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ فِي كُلّ رَكْعَة قَدْر ثَلَاثِينَ آيَة وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قَدْر خَمْس عَشْرَة آيَة اِنْتَهَى بِتَغْيِيرٍ وَاخْتِصَار) اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 04:29 م]ـ
(كان) إذا جاء ما بعدها يفيد المضارعة فإنها تفيد الاستمرار غالبا، وذلك احترازا من استعمالها مع الماضي أو الصفة المشتقة فإنها حينئذ تأتي لعدة معان:
قال أبو حيان - رحمه الله تعالى -:
(وَاخْتَلَفَ الْأُصُولِيُّونَ فِي دَلَالَةِ " كَانَ " عَلَى التَّكْرَارِ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا النُّحَاةُ فِي دَلَالَتِهَا عَلَى الِانْقِطَاعِ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْأُصُولِيُّونَ.
قَالَ ابْنُ عُصْفُورٍ فِي شَرْحِ الْجُمَلِ ":
وَأَصَحُّهَا، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ: نَعَمْ.
فَإِذَا قُلْت: كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ قَامَ فِيمَا مَضَى وَلَيْسَ الْآنَ بِقَائِمٍ، وَقِيلَ: بَلْ لَا يُعْطِي الِانْقِطَاعَ بِدَلِيلِ: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وَأَجَابَ بِأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يُتَصَوَّرُ فِيهِ الِانْقِطَاعُ بِأَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ الْإِخْبَارَ بِأَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - كَانَ فِيمَا مَضَى غَفُورًا رَحِيمًا كَمَا هُوَ الْآنَ كَذَلِكَ، فَيَكُونُ الْقَصْدُ الْإِخْبَارَ بِثُبُوتِ هَذَا الْوَصْفِ فِي الْمَاضِي، وَلَمْ يُتَعَرَّضْ لِخِلَافِ ذَلِكَ.
وَأَجَابَ السِّيرَافِيُّ بِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ الِانْقِطَاعُ بِمَعْنَى أَنَّ الْمَغْفُورَ لَهُمْ وَالْمَرْحُومِينَ قَدْ زَالُوا.
¥