تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل كان العلامة ابن عثيمين يرى سنية الدعاء في خطبة الجمعة في غير الاستسقاء؟]

ـ[زياد عوض]ــــــــ[13 - 06 - 05, 02:41 م]ـ

[هل كان العلامة ابن عثيمين يرى سنية الدعاء في خطبة الجمعة في غير الاستسقاء؟]

مسألة للنقاش: قال في متن الزاد ويدعو للمسلمين قال العلامة في الشرح ينبغي أيضا في الخطبة أن يدعوا للمسلمين الرعية والرعاة؛ لأن في ذلك الوقت ساعة ترجى الإجابة، والدعاء للمسلمين لا شك انه خير، ولهذا استحيوا أن يدعوا للمسلمين ولكن قد يقول قائل: كون هذه الساعة مما ترجى فيها الإجابة.

وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فتركه هو السنّة؛

إذ لو كان شرعاً لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به ولا نقول إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول إنه من الجائز لكن قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة، فإن صحّ هذا الحديث فهو الأصل في الموضوع، وحينئذٍ لنا أن نقول إنّ الدعاء سنة، أما إذا لم يصح فنقول عن الدعاء جائز وحينئذٍ لا يتخذ سنة راتبة يواظب عليها، لأن إذا اتخذ سنة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه.

الحديث أنه كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات في كل جمعه أخرجه البزار عن سمره ابن جندب رضي الله عنه وقال ابن حجر في بلوغ المرام: ((رواه البزار بإسنادٍ فيه لين)) وقال الهيثمي في المجمع: ((قال البزار لا نعلمه عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا بهذا الإسناد، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد الالسمتي وهو ضعيف)).

السؤال المطروح هل هذا هو الكلام المتأخر للعلامة ابن عثيمين أن الدعاء جائز وليس بسنة وأنه ينبغي للخطيب أن يدعو ويترك أم له قول آخر.

وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو يوم الجمعة رافعاً إصبعه كما في حديث عمارة بن رويبه عندما أنكر على بشر بن مروان وقال له قبح الله هاتين اليدين فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب إذا دعا يقول هكذا فرفع السبابة وحدها وهذا في غير دعاء الاستسقاء.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 06:36 ص]ـ

مرحبا بالشيخ زياد وحياك الله في هذا الملتقى

وللفائدة لإخواننا:

فالشيخ زياد من إخواننا طلبة العلم الذين نفع الله بدروسهم وعلمهم، فنأمل أن نستفيد من مشاركاته

وبعد تأملي في كلام الشيخ رحمه الله وجدت:

أن المسألة هي في المواظبة على " الدعاء للمسلمين " ليست في المواظبة على " الدعاء عموما "

وهذا واضح في أمرين:

الأول: تصريحه بهذا في المسألة المشروحة التي نقلتَها.

الثاني: فعله رحمه الله في خطبه جميعها، حيث لا تخلو خطبة من دعاء.

والأدلة واضحة جدا على جواز الدعاء، وفيها بيان أن الخطيب يشير بسبابته فيه دون رفع يديه إلا في الاستسقاء - إذا حصل يوم الجمعة -.

وهذه فتوى للشيخ - رحمه الله -:

سئل رحمه الله:

ما هو حكم رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة؟

فأجاب:

رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة: ليس بمشروع، وقد أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في خطبة الجمعة

لكن يستثنى من ذلك: الدعاء بالاستسقاء؛ فإنه ثبت عن النبي أنه رفع يديه يدعو الله عز وجل بالغيث وهو في خطبة الجمعة

ورفع الناس أيديهم معه

وما عدا ذلك: فإنه لا ينبغي رفع اليدين في حال الدعاء في خطبة الجمعة.

" فتاوى أركان الإسلام " (ص 392).

وهو واضح فيما ذكرته

والله أعلم

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 06:48 ص]ـ

وأخرى للشيخ واضحة:

قال - رحمه الله -:

وهنا مسألة:

هل رفع اليدين مشروع في كل دعاء؟.

الجواب:

هذا على ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

ما ورد فيه رفع اليدين. والقسم الثاني: ماورد فيه عدم الرفع. والقسم الثالث: مالم يرد فيه شيء.

فمثال القسم الأول:

إذا دعا الخطيب باستسقاء، أو استصحاء فإنه يرفع يديه والمأمومون كذلك، لما رواه البخاري في حديث أنس رضي الله عنه في قصّة الأعرابي الذي طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة أن يستسقي فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ورفع الناس أيديهم معه يدعون.

ومما جاء في السنة رفع اليدين في القنوت في النوازل أو في الوتر. وكذلك رفع اليدين على الصفا وعلى المروة، وفي عرفة، وما أشبه ذلك فالأمر في هذا واضح.

الثاني:

ما ورد فيه عدم الرفع كالدعاء حال خطبة الجمعة في غير الاستسقاء والاستصحاء، فلو دعا الخطيب للمؤمنين والمؤمنات أو لنصر المجاهدين في خطبة الجمعة فإنه لايرفع يديه، ولو رفعهما لأنكر عليه، ففي صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: "قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد أن يقول بيده هكذا. وأشار بإصبعه المسبحة"، وكذلك رفع اليدين في دعاء الصلاة كالدعاء بين السجدتين، والدعاء بعد التشهّد الأخير،وما أشبه ذلك، هذا أيضاً أمره ظاهر.

الثالث:

ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه: فالأصل الرّفع لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة، قال النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيْمٌ يَسْتَحْيِيْ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهَ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرَاً".

لكن هناك أحوال قد يُرَجَّحُ فيها عدم الرّفع وإن لم يرد كالدعاء بين الخطبتين مثلاً، فهنا لا نعلم أن الصحابة كانوا يدعون فيرفعون أيديهم بين الخطبتين، فرفع اليدين في هذه الحال محلّ نظر، فمن رفع على أن الأصل في الدعاء رفع اليدين فلا يُنْكَرُ عليه، ومن لم يرفع بناءً على أن هذا ظاهر عمل الصحابة فلا ينكر عليه، فالأمر في هذا إن شاء الله واسع.

" شرح الأربعين النووية "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير