تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[انحرافات الصوفية بين الماضي والحاضر]

ـ[العرباني]ــــــــ[20 - 06 - 05, 11:30 م]ـ

إعداد رئيس التحرير جمال سعد حاتم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وبعد:

فقد تابعنا التصريحات التي صدرت عن الإدارة الأمريكية والتي أعلنت خلالها بأنها ليس لديها مانع من الحوار مع الجماعات الإسلامية في مصر أو ما يطلق عليه تيار الإسلاميين وقد كان مؤتمر الصوفية الأخير مؤشرًا لأنهم يركبون الموجه مع من يأخذون الضوء الأخضر منهم. ومصر مهما كانت الأيادي الآثمة التي تحاول النيل منها سيحميها الله بالإسلام وبالعقيدة الصحيحة وليس بالعقائد الفاسدة التي ننتهز تلك الفرصة لنعرِّج على بعضها حتى يعرف الناس عقيدتهم وذلك نقلا عن المنشور في جريدة الأنباء الدولية في عددها الصادر بتاريخ 26إبريل 2005م.

البداية تعود إلى قبيلة في الجاهلية

مع ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية حاول بعض الأشخاص الإنسحاب من حياة المجتمع الإسلامي من أجل ممارسة نوع من الزهد ولقد أطلق على هؤلاء الناس لفظ الصوفيين، وبما أن الإسلام يقوم أساسا على كتاب الله وسنة رسوله فإن هؤلاء المتصوفين كرسوا وقتهم وخصصوا حياتهم للقراءة وتفسير القرآن وقد أدى هذا بالطبع إلى ظهور بعض الممارسات والاعتقادات ومن هنا صار التصوف يعني الالتزام بطريق في الحياة يمكنهم من الوصول إلي علاقة مع الله.

ورغم أن المتصوفة قد اتبعوا طريقا خاصا إلا أنهم التزموا في بدايتهم بالشريعة الإسلامية ثم سرعان ما ذهبوا أبعد من ذلك من أجل تفسيرات روحانية شطحت بهم عن صحيح الدين.

وعندما انتقل مركز الخلافة الإسلامية إلى بغداد عام 749م بدأ الدين الإسلامي يدخل عليه شيء من المعتقدات اليونانية والفارسية وفي هذه المرحلة حدث تطور في الأفكار الصوفية وظهر التباعد ما بين الفقهاء الأربعة وشيوخ الطرق الصوفية.

ولقد اختلف العلماء وانقسموا شيعا وأحزابا حول أصل هذه الكلمة "الصوفية" فمنهم من قال: إن الصوفية اسم مشتق من الصوف بوصفه اللبسة التي تغلب على هؤلاء الناس وأنه اسم قديم وجد حتى قبل قدوم الإسلام.

وذكر البعض أن الكلمة كانت معروفة وشائعة لتدل على الزهاد السالكين في أوائل القرن الثاني للهجرة "الثامن الميلادي" وهو ما أكده شيخ الإسلام ابن تيمية.

وأول من حمل اسم "صوفي" هو أبو هاشم الكوفي الذي ولد في الكوفة وأمضى معظم حياته في الشام وتوفى عام 160ه وأول من حدد نظريات التصوف وشرحها هو ذو النون المصري تلميذ الإمام مالك وأول من بوبها ونشرها هو الجنيد البغدادي.

وتعددت الأقاويل في البحث عن أصل الكلمة واشتقاقها فمنهم من قال: إن الكلمة جاءت من هؤلاء الذين يجلسون في الصف الأول بين المسلمين وآخرون ينسبون الكلمة إلى بني صوفة وهي قبيلة كانت تخدم الكعبة في الجاهلية وهناك من يرى أن الكلمة ترجع إلى صوفة القفا وهي خصلة الشعر في القفا والبعض يراها مشتقة من الصفا.

ولابن الجوزي تفسير آخر عن نشأة التصوف يقول فيه: كانت النسبة في زمن رسول اله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والإسلام فيقال مسلم ومؤمن ثم حدث اسم زاهد وعابد ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد فتخلوا عن الدنيا وانقطعوا إلى العبادة واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها وأخلاقا تخلقوا بها ورأوا أن أول من انفرد بخدمة الله تعالى عند بيته الحرام رجل يقال له صوفة واسمه الغوث بن مر فانتسبوا إليه لمشابهتهم إياه في الانقطاع إلى الله فسموا بالصوفية!!

ويرى المتخصصون في الصوفية أن بداية تطور الفكر الصوفي كانت طبيعية، فقد ظهر أولا تيار يحاول مواجهة إقبال الناس على الدنيا بعد زمن الفتوحات الكبرى وانشغال كثير من المسلمين عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبدأ تيار ينادي بالزهد وظهرت جماعات يسمون الفقراء وأخرى تسمى البكائين وثالثة تسمى المحبين وأشهرهم رابعة العدوية .. ثم ظهر أقوام من الصوفية تكلموا عن الجوع والفقر والوساوس والخطرات .. ثم بدأ يظهر على الساحة تيار يقسم الدين إلى ظاهر وباطن ويستغرق في الحديث عن الروحانيات وأحوال القلوب .. والصلة بالله حتى وصلوا إلى ظاهرة الشطح وهي التي لابد لكل صوفي أن يمر بها من خلال 4 مراحل: هي الوجد، ويقصد به كشف حالة بين العبد وربه وظهور ما يجد في باطنه على ظاهره .. ثم مرحلة الغلبة عندما يزيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير