تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما معنى: الشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكنه يأتي بما تحار فيه العقول؟؟؟]

ـ[الفطاني]ــــــــ[30 - 06 - 05, 11:27 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[ما معنى: الشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكنه يأتي بما تحار فيه العقول؟؟؟]

أفيدونا مأجورين .....

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[30 - 06 - 05, 09:01 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذه اللفظة صحيحة وقد ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في بعض مؤلفاته

ومعناها ظاهر: أن الشرع يرد فيه أشياء يستغربها العقل لكنه لايراها من المستحيلات وأما الذي يعد من المستحيلات فلا يمكن أن يأتي به الشرع

وبمعنى أوضح أن بعض أحكام الشريعة قد نفعلها ولا ندرك مغزاها مثل أعداد ركعات الصلوات وتحديد الصيام الواجب برمضان ونحو ذلك فهذا التحديد لاتدرك حكمته العقول أما الذي لايمكن أن يقره العقل فلا يمكن أن يأتي في الشريعة

هذا مالدي وأرجو ممن لديه ملاحظة أن يبديها وإني له لمن الشاكرين

ـ[الأحمدي]ــــــــ[30 - 06 - 05, 09:58 م]ـ

وقد أورد هذه اللفظة إبن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية [399] ط: المكتب الإسلامي

فقال في عذاب القبر:

" وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ثبوت عذاب القبر , ونعيمه لمن كان لذلك أهلا , وسؤال المكلفين , فيجب إعتقاد ثبوت ذلك , والإيمان به , ولا نتكلم في كيفيته , إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته , لكونه لا عهد له به غي هذه الدار , والشرع لا يأتي بما تحيله العقول , ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول."

ولعل مشايخنا الأكارم

يبينون لنا المقصود بالعبارة

وجزاكم الله خيرا

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 04:27 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،

يقول شيخ الإسلام و المسلمين ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل و النقل: ((و نحن نعلم أن الرسل لا يخبرون بمحالات العقول بل بمحارات العقول، فلا يخبرون بما يعلم العقل انتفاءه، بل يخبرون بما يعجز العقل عن معرفته)) .. و المعنى: إن كون الشيء فوق إدراكنا غير كونه ضد إدراكنا، فنحن مع اعترافنا باستحالة إدراك الغيبيات ندرك تمام الإدراك أنه ليس في أي منها ما هو ضد العقل أو مصادم له .. فإن كون الثلاثة - مثلاً - تساوي الواحد مضاد للعقل مصادم له، و لا يمكن تبرير هذا التصادم بأن الغيبيات فوق إدراكنا .. لأن الأنبياء و الرسل عليهم السلام قد يأتون بما تحار فيه العقول لا بما تحيله الأفهام و يستحيل في العقل!

فإن قول النصارى على سبيل المثال أن الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله، ثم تأكيدهم على أنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد، و ان دينهم يحرم عليهم القول بأن هؤلاء ثلاثة آلهة، لهو من المصادم و المضاد للمعقول و لا يستقيم أبدًا .. بخلاف ما يخبر به الأنبياء من الغيبيات.

لأن الغيبيات التي يأتي بها الأنبياء كالجنة و النار و البعث و المعاد و الحساب و عذاب القبر و غيرها كلها أمور لا يجزم العقل فيها بنفي أو إثبات لأنها فوق إدراكه فالكلمة فيها ليست للعقل لأنه لا يستطيع الحكم عليها تصديقًا او تكذيبًا.

أما قول النصارى أن مجموع إله و إله و إله يساوي إله واحد فهو أمر يقضي فيه العقل بالاستحالة و النفي دون تردد بخلاف الغيبيات الأخرى التي لا يجزم فيها بالنفي أو الإثبات.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 04:30 ص]ـ

و ربما يسهل المسألة أن نقسم الأشياء في نظر العقل إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

أشياء يدركها العقل البشري ويستوعبها .. مثلما نقول مثلاً أن حاصل جمع واحد + واحد = إثنين وغيرها من كافة الأمور المفهومة التي لا غبار عليها

القسم الثاني:

أمور لا يدركها العقل ولكنه مع ذلك يقبلها ولا يحيلها .. وعلى سبيل المثال عدم إلمام الشخص العادي بمكونات التليفون الحمول ونظرية عمله وعدم قدرته على إدراك كيفية استقباله المكالمات عبر الأثير لا يعني بالضرورة أن يرفض فكرة وجود التليفون المحمول.

ومثل هذا الكلام ينطبق على إيمان المسلمين بالبعث والنشور والحساب والبعث وما أتت به الشريعة السمحاء .. فمثل هذه الأمور وإن لم يستطع العقل البشري إدراك كيفية حدوثها وأسرارها إلا انه لا يحيلها ويقبلها.

القسم الثالث:

أمور يحيلها العقل البشري ولا يدركها .. مثلما نقول لشخص أن حاصل جمع واحد + واحد = ثلاثة وليس اثنين .. ومثلما أقول لشخص أنه يمكن وضع صندوق حجمه كبير بداخل صندوق حجمه أصغر دون أن نضغط الصندوق الكبير أو نكسره .. فهذه أشياء يحيلها العقل ولا يقبلها ومثل هذا الكلام ينطبق على عقيدة الثالوث عند النصارى فعقيدة الثالوث تقع ضمن القسم الثالث الذي يحيله العقل ولا يقبله ولا علاقة لها بالقسم الثاني الذي يقبله العقل مع عدم إدراكه.

و الله أعلم.

ـ[الفطاني]ــــــــ[02 - 07 - 05, 07:00 ص]ـ

جزى الله المشايخ خير الجزاء على هذه المشاركات ونفع بكم الأمة

ونرجو ممن لديه المزيد أن يتحفنا به وجزيتم خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير