تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما معنى " إبتغاء وجه الله "]

ـ[أحمد فاطمي]ــــــــ[21 - 06 - 05, 08:44 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

كثيرا ما نسنع هذا القول: " فلان فعل ذلك لوجه الله , إبتغاء وجه الله "

فهل معنى الوجه الصفة لله؟

أو التوجه و القصد؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:42 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله

قصدهم بذلك إخلاص العمل و ابتغاء الأجر والثواب من الله تعالى، وليس المقصود منها صفة الوجه.

كما قال تعالى (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (272) سورة البقرة

ويقول كذلك {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (38) سورة الروم

ويقول تعالى {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} (39) سورة الروم

ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 05, 12:46 ص]ـ

ألا يحتمل مع ما قلتم يا شيخنا أن يراد به النظر إلى وجهه الكريم ذي الجلال والإكرام أقر الله عيني وعينك به؟

ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[27 - 06 - 05, 02:20 م]ـ

فإن قلت: هل كل ما جاء من كلمة (الوجه) مضافاً إلى الله يراد به وجه الله الذي هو صفاته؟

فالجواب: هذا هو الأصلى، كما في قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الأنعام: 52]، {وما لأحد عنده من نعمة تجزى (19) إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى (20) ولسوف يرضى} [الليل: 19 - 21]. . . وما أشبهها من الآيات.

فالأصل أن المراد بالوجه المضاف إلى الله وجه الله عز وجل الذي هو صفة من صفاته،

لكن هناك كلمة اختلف المفسرون فيها، وهي قوله: تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115]: {فأينما تولوا}، يعني: إلى أي مكان تولوا وجوهكم عندا لصلاة. {ثم} أي: فهناك وجه الله.

فمنهم من قال: إن الوجه بمعنى الجهة، لقوله تعالى: {ولكل وجهة هو موليها} [البقرة: 148]، فالمراد بالوجه الجهة، أي: فثم جهة الله، أي: فثم الجهة التي يقبل الله صلاتكم إليها.

قالوا: لأنها نزلت في حال السفر، إذا صلى الإنسان النافلة، فإنه يصلي حيث كان وجهه، أو إذا اشتبهت القبلة، فإنه يتحرى ويصلي حيث كان وجهه.

ولكن الصحيح أن المراد بالوجه هنا وجه الله الحقيقي، أي: إلى أي جهة تتوجهون، فثم وجه الله سبحانه وتعالى، لأن الله محيط بكل شيء، ولأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصلي إذا قام يصلي، فإن الله قبل وجهه (7)، ولهذا نهى أن يبصق أما وجهه، لأن الله قبل وجهه.

فإذا صليت في مكان لا تدري أن القبلة، واجتهدت وتحريت، وصليت، وصارت القبلة في الواقع خلفك، فالله يكون قبل وجهك، حتى في هذه الحال.

وهذا معنى صحيح موافق لظاهر الآية.

والمعنى الأول لا يخالفه في الواقع.

إذا قلنا: فثم جهة الله، وكان هناك دليل، سواء كان هذا الدليل تفسير الآية الثانية في الوجه الثاني، أو كان الدليل ما جاءت به السنة، فإنك إذا توجهت إلى الله في صلاتك، فهي جهة الله التي يقبل الله صلاتك إليها، فثم أيضاً وجه الله حقاً. وحينئذ يكون المعنيان لا يتنافيان.

واعلم أن هذا الوجه العظيم الموصوف بالجلال والإكرام وجه لا يمكن الإحاطة به وصفاً، ولا يمكن الإحاطة به تصوراً، بل كل شيء تقدره، فإن الله تعالى فوق ذلك وأعظم، كما قال تعالى: {ولا يحيطون به علما} [طه: 110].

فإن قيل: ما المراد بالوجه في قوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88]؟ إن قلت: المراد بالوجه الذات، فيخشى أن تكون حرفت وإن أردت بالوجه نفس الصفة أيضاً، وقعت في محظور ـ وهو ما ذهب إليه بعض من لا يقدرون الله حق قدره، حيث قالوا: إن الله يفنى إلا وجهه ـ فماذا تصنع؟!

فالجواب: إن أردت بقولك: إلا ذاته، يعني: أن الله تعالى يبقى هو نفسه مع إثبات الوجه لله، فهذا صحيح، ويكون هنا عبر بالوجه عن الذات لمن له وجه.

وإن أردت بقولك: الذات: أن الوجه عبارة عن الذات بدون إثبات الوجه، فهذا تحريف وغير مقبول.

وعليه فنقول: {إلا وجهه}، أي: إلا ذاته المتصفة بالوجه، وهذا ليس فيه شيء، لأن الفرق بين هذا وبين قول أهل التحريف أن هؤلاء يقولون: إن المراد بالوجه الذات، لأن له وجهاً، فعبر به عن الذات. اهـ

نقلته بطوله للفائدة من شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (1/ 290)

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 06 - 05, 03:22 ص]ـ

ألا يحتمل مع ما قلتم يا شيخنا أن يراد به النظر إلى وجهه الكريم ذي الجلال والإكرام أقر الله عيني وعينك به؟

حفظكم الله وبارك فيكم وأجاب دعائكم

المعذرة على التأخر فلم أر ردك إلا الآن

الكلام حفظك الله على سؤال الأخ عما يقصده عامة الناس بهذا القول، فلو سألت أحدهم عن ذلك لأجابك بأنه يقصد الإخلاص لله ورجاء الثواب منه ونحو ذلك، وأما تفسير الآيات التي وردت فيها صفة الوجه فهي على ظاهرها في إثبات الوجه لله تعالى، ولكن إذا كان الرجل من أهل السنة مقرا بهذه الصفة وفسر بعض الآيات التي ورد فيها (وجه الله) مثل الآيات المذكورة سابقا بأن المقصود بها الإخلاص لله وطلب الثواب منه فهذا سائغ، مع أنها تدل كذلك على صفة الوجه، وتجد في تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله أمثلة لذلك، فمن كان مثبتا لصة اليد لله تعالى على ما يليق بجلاله ولكنه فسر قوله تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يدالله فوق إيدهم) بأن القصد منها التأييد ونحو ذلك كان ذلك سائغا، على أنها كذلك تدل على صفة اليد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير