[الحافظ ابن بطال المالكي: طيب الرجال لا يجعل فى الوجه بخلاف طيب النساء. هل وافقه أحد؟]
ـ[الأجهوري]ــــــــ[14 - 06 - 05, 03:11 ص]ـ
في "فتح الباري" جـ 10 قرأت هذا الكلام في كتاب اللباس باب الطيب في الرأس واللحية.
كتاب اللباس
بابُ الطِّيبِ فِى الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ.
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ (أبي ذر: نَجِدُ)، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ.
قال الحافظ رحمه الله تعليقا على ترجمة الباب:
إن كان باب بالتنوين فيكون ظاهر الترجمة الحصر في ذلك وإن كان بالإضافة فالتقدير باب حكم الطيب أو مشروعية الطيب.
قلت (الأجهوري):
لم يجزم الحافظ بأيهما وأطلق الخلاف ولكن في السلطانية 7/ 212 بابُ الطيب بالإضافة ولم يذكروا أي خلاف للمثبت مع تحري هذه الطبعة لنقل الفروق التي جمعها الحافظ اليونيني لنسخ الصحيح. وبه يتبين أن الوجه الثاني من كلام الحافظ هو المتعين لما يأتي إن شاء الله.
ثم قال الحافظ في التعليق على الحديث:
ولعله أشار بالترجمة إلى الحديث المذكور فى التفرقة بين طيب الرجال والنساء.
قلت (الأجهوري): لم يتبين لي وجه هذه الإشارة وسيأتيك حديث التفرقة إن شاء الله.
وقال ابن بطال: يؤخذ منه أن طيب الرجال لا يجعل فى الوجه بخلاف طيب النساء، لأنهن يطيبن وجوههن ويتزين بذلك بخلاف الرجال، فإن تطييب الرجل فى وجهه لا يشرع لمنعه من التشبه بالنساء.
اهـ النقل عن فتح الباري
قلت (الأجهوري):
حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في كتاب الحج وترجم له النووي في الشرح: باب الطيب للمحرم عند الإحرام، ولفظ الإمام مسلم رحمه الله مقيد بالإحرام. وأخرجه الإمام النسائي رحمه الله في كتاب مناسك الحج وترجم عليه: باب موضع الطيب أي عند الإحرام كما يفهم من ترجمة الباب السابق له (باب إباحة الطيب عند الإحرام).
وهذا يشعر أن الإطلاق في ترجمة الإمام البخاري رحمه الله للحديث هكذا في كتاب اللباس باب الطيب في الرأس واللحية، ليس كذلك عند غيره من الأئمة.
لأن أول ما يتبادر إلى ذهنك إذا راعيت ترجمة الإمام البخاري رحمه الله في كتاب اللباس مع اللفظ المطلق الذي رواه رحمه الله أن هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم وهديه الدائم. وهذا ما عبر عنه الحافظ ابن بطال رحمه الله كما في نقل الحافظ ابن حجر لكلامه.
وقد تكلم العلماء في شمايل النبي صلى الله عليه وسلم في كتب كثيرة وذكروا تطيبه وتعطره صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أحد منهم معنى ما ذكره ابن بطال رحمه الله.
كذا تكلم العلماء في الفصل بين الطيب المذكر والطيب المؤنث ولم يذكروا ما استنبطه ابن بطال رحمه الله.
ولم يذكروا فصلا بينهما إلا الفصل المدلول عليه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه) وهو في مسند أحمد وجامع الترمذي وسنني أبي داود والنسائي رحمهم الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ووذكر الأئمة أن في سنده رجلا مجهولا اسمه الطُفاوي وفي الباب عن عمران بن حصين وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما. والحديث حسنه الترمذي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
وقد أخرجه الترمذي رحمه الله في كتاب الأدب وترجم عليه: باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، وأخرجه النسائي في كتاب الزينة وترجم عليه: باب الفصل بين طيب الرجال وطيب النساء.
قال الشيخ عبد الرءوف المُناوي رحمه الله في شرح الشمايل 2/ 5:
¥