[قصة اسم الصدر (أه) والرد على من زعم أنه من أسماء الله الحسنى للشيخ علي حشيش نصره الله]
ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 05, 01:11 ص]ـ
قصة اسم الصدر (أه)
إعداد / الشيخ علي حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذا الاسم الذي جعلته المتصوفة اسمًا من أسماء الله الحسنى يدعون الله به ويذكرونه به، متخذين من هذه القصة الواهية دليلاً على ذكرهم باسم الصدر (اه).
أولاً: متن القصة:
رُوي عن عائشة أنها قالت: دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعندنا عليل يئن، فقلنا له: اسكت فقد جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: "دعوه يئن فإن الأنين اسم من أسماء الله يستريح إليه العليل".
ثانيًا: التخريج:
هذه القصة أخرجها الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (4 - 272) من طريق إسماعيل بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن بهية عن عائشة به، وأوردها السيوطي في "الجامع الكبير" (ح14049) وعزاها للرافعي عن عائشة.
ثالثًا: التحقيق:
هذه القصة واهية وإسنادها مسلسل بالعلل:
الأولى: إسماعيل بن عياش.
1 - أورده الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (2 - 207 - 466) وقال: "إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي أبو عتبة الحمصي".
2 - أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (1 - 241 - 923) ونقل قول الإمام البخاري فيه: "إذا حدث عن أهل بلده فصحيح وإذا حدث عن غيرهم ففيه نظر".
قلت: ولقد قال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص504): "وللبخاري في كلامه على الرجال توق زائد وتحرّ بليغ يظهر لمن تأمل كلامه في الجرح والتعديل فإن أكثر ما يقول سكتوا عنه فيه نظر تركوه ونحو هذا". وقول الإمام البخاري في إسماعيل بن عياش: "إذا حدث عن غيرهم ففيه نظر". يفسره السيوطي في "التدريب" (1 - 348) حيث قال في "التنبيهان": "البخاري يطلق: فيه نظر وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه".
3 - وأورده الإمام ابن حبان في "المجروحين" (1 - 125) وقال: "إسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي العنسي من أهل الشام لما كبر تغير حفظه، فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن، وهو لا يعلم ومن كان هذا نعته حتى صار الخطأ في حديثه يكثر، خرج عن الاحتجاج به فيما لم يخلط فيه".
4 - أخرج ابن عدي في "الكامل" (1 - 291) (127 - 127) عن أحمد بن حنبل قال: "إسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين فهو صحيح، وما روى عن أهل المدينة وأهل العراق ففيه ضعف، يغلط".
5 - ونقل الذهبي في "الميزان" (1 - 243) عن مضرس بن محمد الأسدي قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش فقال: عن الشاميين حديثه صحيح، وإذا حدث عن العراقيين والمدينيين خلط ما شئت.
قلت: وهذه القصة من رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين فهي غير صحيحة ومتروكة وقد غلط وخلط.
والدليل على أن القصة من روايته عن غير الشاميين أن ليث بن أبي سلم أورده الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (15 - 449 - 5603) وقال: "ليث بن أبي سُليم بن زُنَيْم القرشي أبو بكر الكوفي". فهو كوفي عراقي.
العلة الثانية: ليث بن أبي سليم:
1 - قال الإمام ابن حبان في "المجروحين" (2 - 231):
"لَيْثُ بن أبي سليم بن زنيم الليثي: أصله من أبناء فارس، واسم أبي سليم أنس، كان مولده بالكوفة، وكان معلمًا بها، وكان من العباد ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدِّث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، كل ذلك كان منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين". اه.
2 - لذلك قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (1 - 138): "اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك". اه.
3 - "لم يرو له مسلم احتجاجًا ولذلك ترجم له الإمام الذهبي في "الميزان" (3 - 420 - 6997) قائلاً: "الليث بن أبي سُليم (عو، م- مقرونًا) ".
قلت: (عو) يظهر معناها من هذه القاعدة التي أوردها الإمام الذهبي في "مقدمة الميزان" حيث قال فيها:
¥