قد يسأل سائل لماذا أبدلنا همزة الوصل في هذه الأسماء, ولم تبدل في الأفعال مثل (أتخذناهم ......... الكلمات السبع)؟ والجواب: لأننا إذا حذفنا همزة الوصل في الأسماء يلتبس الخبر بالاستفهام مثلا ألله بدون إبدال الهمزة لنطقت بالاسم كأنك تخبر به لأن همزة الوصل فى هذه الأسماء مفتوحة كهمزة الاستفهام أما الأفعال فالهمزة مكسورة ففتح الهمزة دليل على الاستفهام لا الخبر.
وكذلك الأحرف المقطعة في أوائل السور، الراجح فيها أن هذه الحروف ليست للمعانى كالأدوات للأسماء والأفعال، بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما وليست بمؤتلفة وفى كل واحد منها سر من أسرار الله –تعالى – الذى استأثر الله (عز وجل) بعلمه ووردت مفردة من غير عامل ولا عطف فسكنت
كأسماء الأعداد إذا وردت من غير عامل ولاعطف،فتقول: واحد اثنان ثلاثة وهكذا .....
فالذى يعنينا فى هذه الأحرف هي التى تمد مدا مشبعا وهى مجموعة في (كم عسل نقص) سبب مد هذه الأحرف التقاء الساكنين،وذلك لاجتماع حرف المد والساكن معا،فمثلا حرف (كاف) فيها ثلاثة أحرف عند كتابتها (الكاف والألف والفاء) فالتقى ساكنان الألف والفاء فيمد مدًا مشبعًا.
وهى في القرآن تكون على ثلاثة أحرف ماالتقى فيه حرف المد والساكن وقبل حرف المد حركته المجانسة له فهو ممدود بلا خلاف، وذلك في سبعة أحرف , للألف أربعة: صاد، قاف، كاف، لام.
وللياء اثنان: سين، ميم
وللواو واحد: نون
والقسم الثاني مثل ذلك أي – التقى فيه حرف المد والساكن – إلا أنه عُدِم مجانسة الحركة للحرف، ففي مده خلاف وهو حرف واحد وهو (عين)
الثالث والرابع لا مد فيهما لفقد الساكن في (حي طهر) لأنها على حرفين
(حا – يا – طا – ها – را) ولفقد حرف المد في (ألف) مع وجود الساكن
ووجه الخلاف في (عين) انفتاح ما قبل الياء، فلم يقو المد فيها قوته في الياء لينكسر ما قبلها.
معنى أن الحروف المقطعة ليست للمعانى أن الحروف تنقسم لقسمين:
1 - حروف مبنى أى (من بنية الكلمة) مثل الكاف من كتب والباء من كتب.
2 - حروف معنى مثل الكاف من (كمثله) فالكاف للتشبيه والباء من (بالله) للقسم.
فالحروف المقطعة ساكنة الأواخر غير مؤتلفة.
لطائف حول الحروف المقطعة
• الحروف المقطعةعلى حرف (ص، ق، ن) وحرفين (طه، طس , حم)
وثلاثة (الم , الر , طسم) وأربعة (المص ,المر) وخمسة (كهيعص، حم عسق)
ولاتزيد عن خمسة أحرف، لإنه لا توجد كلمة في العربية أصولها زائدة عن خمسة أحرف.
قال ابن جنى: (اعلم أن الأسماء التى لا زيادة فيها تكون على ثلاثة أصول: أصل ثلاثى , وأصل رباعى، وأصل خماسى، والأفعال التى لا زيادة فيها تكون على أصلين
ثلاثى , ورباعى ولا فعل على خمسة أحرف لا زيادة فيها) أ.ه
• الحروف المقطعة (أربعة عشر حرفا) أى نصف الحروف (الثمانية والعشرين) وهى الحروف بالنسبة لأهل اللغة.
قسمت لثلاثة أقسام:
1 - التسعة الأولى أخذ حرفين (الألف والحاء) وترك سبعة.
2 - التسعة الأخيرة أخذ سبعة (قاف وكاف ولام وميم ونون وهاء وياء) وترك اثنين.
3 - العشرة المنتصفة: أخذ المهملة (بدون نقط) وترك المعجمة
(المنقوطة)
• لا يوجد إدغام النون الساكنة والتنوين من كلمة , قال الجمزورى:
إلا إذا كان بكلمة فلا تدغم كدنيا ثم صنوان تلا
بينما في الحروف المقطعة نحو (طسم) أدغم القراء النون من (سين) في الميم بعدها بغنة، إلا ما كان من حمزة فإنه أظهرها، وكذا أبى جعفر لسكوته على الحروف المقطعة وذلك يوجب الإظهار.
• (يس والقرآن، ن والقلم) فيه الإظهار من الشاطبية بالرغم من أن النون في كلمة والواو في أخرى، وهى من مسوغات الإدغام.
ولا توجد نون ساكنة أو تنوين وبعدها حرف من حروف (ينمو) في كلمتين وأظهرت إلا في هاتين السورتين (يس، والقلم)
كل الحروف المقطعة في أوائل السور تُعدُّ (رأس آية) ماعدا ما كان علي حرف واحد مثل (ص، ق،ن) وما كان فيه راء مثل (الر، المر) وأيضاً (طس) النمل.
فصدق من جمعها في قول: (نص حكيم قاطع له سر)
ثانيا: التخلص بالحذف
الحذف لغة:
: حَذْفُ الشيء وإسقاطه و حَذَفَهُ بالعصا رماه بها و حَذَفَ رأسه بالسيف إذا ضربه فقطع منه قطعة والحَذَفُ بفتحتين غنم سود صغار من غنم الحجاز الواحدة حَذَفةٌ بفتحتين وفي الحديث {كأنها بنات حَذَفٍ}
¥