تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذلك هو موقفنا من العقل. فما موقف أصحاب الأهواء؟ لقد أجاب أئمة أهل السنة عن هذا السؤال بكثير من التفصيل فيما يتعلق بأصحاب الأهواء في عصرهم وبقي علينا نحن أن نفعل الشيء نفسه بالنسبة لمن في عصرنا، ولا نكتفي بوصفهم بالعقلانيين للأسباب التي ذكرتها. وقد أبلى بعض مفكرينا العاصرين في هذا بلاء حسنا، وقد كنت أنا رددت في مقال سابق في هذه الزاوية على مفهوم بعضهم الغالط لقاعدة صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان. وربما تعرضت في مقالات لاحقة إلى بعض دعاواهم ومبادئهم الأخري، إن شاء الله تعالى. وإذا كان لبعض إخواننا القراء من اقتراحات في هذا المجال فأرجو أن لا يبخلوا علينا بها ولهم منا الشكر ومن الله الأجر إن شاء الله. "

المصدر: http://www.jaafaridris.com/Arabic/aarticles/laisoo.htm

ـ[عبدالله بن أسامة]ــــــــ[02 - 09 - 06, 06:50 م]ـ

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 10 - 06, 12:44 م]ـ

المنهج العقلاني هو منهج قديم يتعامل مع الأمور من خلال وجهة نظر معينة تقوم على أساس الاستدلال (وهو البناء على معلومات سابقة للوصول إلى معلومات جديدة من خلالها!)، ومن هنا نرى الخلل الذي أصاب المنهج العقلاني! فمن خلال ما ذكرت عن الاستدلال نجد أنهم يحاولون البناء على (المعلومات) المتوفرة لديهم ليصلوا إلى (حقائق) جديدة، مع العلم بأن الحقائق مصدرها الواقع وليست الصور الموجودة في الدماغ والتي ليست من الواقع بالضرورة بل قد تكون متصورة أو متخيلة أو متوهمة، بل قد تكون مأخوذة من الواقع لكنها انتهت في الحقيقة ولم يعد لها وجود، أما العقلانيون فهم يبنون على ما يتوفر لديهم من معلومات (أو صور) ويحاولون استغلالها واستثمارها قدر المستطاع ليخرجوا منها بمعلومات جديدة! ولذلك نراهم يجهدون أنفسهم في عمليات التجريد التي أفرزت الرياضيات، وعمليات التقعيد (إطلاقاً أو تعميماً) التي أفرزت العلوم بأنواعها، مع العلم بأن التجريدات مهما كانت (منطقية) كما يسمونها فإنها تبقى غير واقعية حتى تثبت في الواقع أي حتى تشاهد على أرض الواقع، وكذلك التقعيدات فكلها محتملة ولا شيء منها يستطيع الإنسان الجزم بها على إطلاقها أو عمومها، وإن كان يلاحظ أن أتباع هذا المنهج من المحدثين بدؤوا يتوجهون نحو الواقع فيستكشفون ويجربون ويحصون ويحسبون، ويصنعون المقاييس الدقيقة ويستخدمونها وقد نجحوا في أمور كثيرة لم يكن غيرهم لينجح بها مما يدل على أنك كلما اقتربت من الواقع المشاهد المباشر كلما كنت أكثر دقة وأكثر علماً وأكثر حكمة! فالحكمة هي الأخذ من الواقع وليست هي في محاولة التقعيد على ما بلغته من العلم وتفرح بما عندك منه! (ومن هنا كان خطأ تسمية الفلاسفة بالحكماء فهم ابعد الناس عن الواقع وعن العلم وعن الحكمة)!

ومن أشد أخطاء (العقلانيين) أنهم أرادوا أن يحكموا على كل شيء حتى الأمور الإنسانية من خلال ما لديهم من صور أو تصورات! مع أن الأمور الإنسانية ليست منضبطة كالطبعيات فلكل وجهة هو موليها، ولن تجد مجتمعاً مهما كان عدد أفراده قليلاً يجتمع على أشياء بعينها بحذافيرها حتى لو بدا لنا ذلك بادي الرأي! نعم قد يجتمع أفراد المجتمع على تلك الأمور الثلاثة التي يشكلها المجتمع عادة أو يتفق أفراده عليها وهي: الدين، واللغة، والتقاليد، ولكن لا يعني ذلك أنهم متفقون في كل شيء بحذافيره! ولكل أن يجرب ذلك بنفسه فسوف يجد اختلافاً كثيراً بين أفراد المجتمع الواحد في المنطلق والأولويات والاهتمامات وطريقة التفكير ... الخ ومن هنا نجد أنه من الصعب جداً إخضاع جميع الناس لقاعدة معينة أو إخضاع جميع الأفعال الإنسانية إلى قاعدة منضبطة.

ومن هنا نصل إلى خطأ (العقلانيين) الذين يريدون تحكيم ما توصلوا إليه من علم يخالطه تصورات معينة وتخيلات قد لا يكون لها أساس من الواقع في نصوص الشرع التي يفترض أنها جاءت من لدن حكيم خبير الذي أحاط بكل شيء علماً كيف لا وهو الذي خلق كل شيء وهو بكل شيء عليم! فهؤلاء يريدون أن يكون علمهم القاصر حكماً على علم من أحاط بكل شيء علماً! ويريدون أن يغيروا معاني الشرع ويحرفوها لتوافق ما يريدونه هم مع أن دين الله تعالى الذي يبغون غيره يقوم على الإسلام المطلق لله رب العالمين وليس على التفكير أو الاقتناع كما يزعمون! بل إن هناك تناقضاً بين الإسلام والاقتناع! فالإسلام يعني أن تسلم لله تعالى في كل شيء دون حرج أو تردد أو تفكير أو روية بل تسلم تسليماً أما الاقتناع فيعني الحرية أصلاً في الأخذ والرد!

ولذلك ينبغي أن يعلم العقلانيون أن الأخبار التي تضمنها الشرع جاءت من لدن من أحاط بكل شيء علماًن أما الأحكام فقد جاءت من لدن من لا إله إلا هو أي من يخضع له كل شيء وأمره له يحكم فيه كيف يشاء وليس لنا إلا الإسلام المطلق له فأحكامه لا تخضع للتفكير ولو خضعت فإن التفكير لا يقدم ولا يؤخر إذ لا بد في النهاية من الخضوع المطلق لله رب العالمين وعلى هذا الأساس أسلمنا له سبحانه. و قد تكون هناك تتمة إذا شاء الله تعالى ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير