[أسماء الله تعالى من حيث إطلاقها على غيره]
وأسماء الله منها مالا يطلق على غيره البته,
[أمثلة ذلك]
مثل الله فهو أعرف المعارف وأخص أسماء الرب تعالى به, وقريب منه الرحمن ولهذا جاء في الحديث (أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن) فهذان الاسمان هما أخص أسمائه تعالى به,
ومثل رب العامين فلا يطلق هذا الإسم على أحد, ويقال أنه من أخص أسمائه سبحانه خلافا للذين قالوا إن أخص أوصاف الإله القِدَم,
وهكذا الأسماء الأخرى منها مالا يكاد يطلق على غيره, مثل القدوس ومثل القيوم
ومثل الألفاظ التي فيها التفضيل المطلق كخير الراحمين والغافرين والرازقين والناصرين فكل هذه مختصة بالله, فتقول يا خير الراحمين وياخير الغافرين تارة كذا, وتارة تقول اللهم أنت خير الراحمين واللهم أنت خير الغافرين (أنت ولينا فاغفرلنا وارحمنا وأنت خير الغافرين).
[لا يشتق لله من كل صفة أو فعل إسم]
ومن القواعد أنه لا يشتق لله من كل صفة أو فعل إسم,
[أمثلة توضح ذلك]
فلا يقال إنه الغاضب أو الغضبان أو الراضي,
كما من باب أولى أنه لا يشتق له من فعل المكر ماكر, لكنه خير الماكرين,
وهكذا مدَمْدِم من (فدمدم عليهم ربهم) و مدمِّر من (فدمرناها تدميرا) ,
فلا يشتق لله تعالى من هذه أسماء,
[بعض الأفعال يمكن أن يشتق منها اسماء ومثال ذلك]
لكن بعض الأفعال يمكن أن يكون الأمر فيها أوسع مثل المنعم فقد يقال إنه صحيح, لأنه من معنى الرب فالرب هو المنعم ومن معانيه المنعم فيتضمن أنه المنعم مطلقا بجميع النعم,
والمحسن يذكر أنه ورد, وهو من جنس المنعم, فالمحسن مطلقا هو الله تعالى,
فهو المنعم بجميع النعم وهو المحسن الى عباده بكل أنواع الإحسان,
وبهذا الإعتبار تكون الأسماء كثيرة جدا فيدخل في ذلك الرفيق (إن الله رفيق) والجميل والمسعر (إن الله هو المسعر) والقابض والباسط والرازق فهو الرازق وهو الرزّاق وهو أسرع الحاسبين.
و للعلماء كلام كثير في الأسماء ومصنفات وشروح وتوسعات ومنها تأليف الشيخ لهذا الكتاب فإنه ضمن هذا الكتاب سرد الأسماء الحسنى.
[مذهب الجهمية والمعتزلة في أسماء الله]
والجهمية والمعطلة نفوا أسماءه تعالى والمعتزلة نفوا ما تدل عليه من المعاني وكل ذلك تعطيل وهو من جملة الأباطيل والقول المبني على الأوهام والظنون الكاذبة.
[توضيح لقول المؤلف]
قول الشيخ (جناية في حقه تعالى) التعبير بجناية عندي منه شيء,
لكن يمكن أن يقال: الممتنع أن يقال جنى على الله فهذا لا يجوز وهذا مثل أن يقال هذا ظلم لله وإساءة الى الله, لكن قوله (جناية في حقه تعالى) يعني جناية من العبد على نفسه في حق الله, فالعبد العاصي إنما يجني على نفسه (ومن أساء فعليها).
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:43 ص]ـ
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
القاعدة السادسة:
أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح.
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.
إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في "الفتاوى" ص 383 جـ6 من "مجموع ابن قاسم":
تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه. أهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ص215 جـ11 ط السلفية:
¥