أن أهل الحجاز وقريشا يقفون بالهاء، وكذلك عامة القراء 0قال بعض العلماء: إنما جعلوها تاء في الوصل لئلا يلتبس (شجرة) في حال النصب بقولهم: {شجرها}، وذلك أنهم لو تركوها هاء في الوصل لقالوا في حال النصب:" رأيت شجرها" كقولك:" رأيت زيدا" لأنها حرف إعراب كالدال من زيد فيؤدى ذلك إلى الإلباس فأبدلوها في حال الوصل تاء خشية الإلباس لأنها حال تعاقب الحركات ولما أمن الإلباس في الوقف تركت على حالها إذ لا حركة، وهذا مذهب ثعلب وغيره
قالوا: الهاء هي الأصل في الأسماء المؤنثة وقصد بها الفرق بين الأسماء والأفعال لتكون الأفعال بالتاء،
والأسماء بالهاء لئلا يلتبس تاء (شجرة بشجرت) مثلا، ودليل صحة ذلك أن أكثر هذا الباب في المصحف مكتوب بالهاء، وأما في غير المصحف فيكتب جميعه بالهاء ولأنها تسمى هاء التأنيث و التي في نحو ضربت تسمى تاء التأنيث و مذهب سيبويه و الفراء و أبن كيسان و غيرهم أن التاء هي الأصل
لأن الإعراب يلحقها دون الهاء 0 قال سيبويه: وإنما أبدلت هاء في الوقف لأن التاء قد تكون من نفس الحرف ـ[كعفريت ـ، وملكوت] ففرقوا بينهما بإبدالها هاء. قال ابن كيسان إنما أبدلت لأن الوقف يلزمها السكون فلو قالوا: شجرت لأشبه
ضربت وهذه التاء مخالفة لتاء (ضربت) لما يلحقها من الإعراب فأبدلوا منها الهاء لتكون فصلا بينهما، وقال الفراء: التاء هي الأصل والهاء داخلة عليها لأنك تقول: قامت فهذا هو الأصل الذي بني عليه ما فيه الهاء، قال: وعلى ذلك لغة طىء في الوقف
يقولون: امرأت، وجاريت وصالحت، وشجرت، وكذلك حكي سيبويه عن أبى الخطاب عن العرب وأنشد أبو الخطاب شاهدا على ذلك:
الله نجاك بكفي مسلمات ... من بعدما وبعدما وبعدمت
صارت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرة أن تدعى أمت. ا. هـ ا/ 551، 552
المراد بهاء التأنيث الهاء التي يلحق الأسماء وقفا بدلا من التاء مثل (الجنة) وهي قسمان: قسم رسم بالهاء المربوطة (كالصلاة (وقسم رسم بالتاء مفتوحة. وهذا ما اختلف فيه القراء هل يوقف عليها بالتاء أم بالهاء؟
أما بالنسبة للتاء المقبوضة (المربوطة (فهذا لا يدخله روم ولا إشمام ألبتة وهذا بالإجماع. وعلة ذلك قال السخاوى في شرحه للشاطبية" وما وقف عليه بالهاء لم يدخل فيه روم ولا إشمام لأنها مشبهة في الوقف بألف التأنيث فالسكون لازم لها كما يلزم الألف ولأن الحركات التي بينها الروم والإشمام إنما هي في التاء لا في الهاء و التاء معدومة في الوقف."
فائدة: ما رسم بالتاء يكون بها روم وإشمام لأنها تاء محضة و هي التي كانت في الوصل لذلك قال
الشاطبى:وفي هاء تأنيث ولم يقل: في تاء تأنيث. أ.هـ المنح الفكرية للملا على القارئ
قلت: وهذا على مذهب من وقف من القراء بالتاء.
المانع الثالث: ميم الجمع عند من يصلها بواو وصلا فلا يدخلها الروم والإشمام أيضا، وأما من يقرؤها بالسكون وصلا ووقفا فلا يتأتى فيها دخول الروم والإشمام عنده.أ. هـ. الوافي في شرح الشاطبية للقاضي.
وعلة من وصلها بواو أنك لو ضممتها لظن أنها تضم لغير ذلك أي أن ضمها لأجل صلة الواو
فقط فعند انتفاء الصلة تنتفي علة الضم.
هذا وقد أجاز مكي الروم و الإشمام بها على قراءة من ضمها لغير الساكنين واحتج بأن النحاة
والقراء لم يفرقوا في الروم والإشمام بين حركتي الإعراب والبناء قال: وليس صلتها بواو بمانع
من ذلك فيها كما لم تمنع هاء الكناية إذا انفتح ما قبلها في نحو) قدره-أنشره (ووصل ذلك بكلام أطاله.وللفائدة أنقل إليك كلام مكى:
قال مكي: (ميم الجمع أغفل القراء الكلام عليها والذي يجب فيها على قياس شرطهم أن يجوز فيها الروم والإشمام , لأنهم يقولون لا فرق بين حركة الإعراب وحركة البناء فى جواز الروم والإشمام , فالذي يروم ويشم حركة الميم على النص غير مفارق له , للإجماع والذي يروم حركة الميم خارج عن النص بغير رواية , اللهم إلا أن يوجد الاستثناء منصوصا , فيجب الرجوع إليه إذا صح , قال: وليس ذلك بموجود، ومما يقوى جواز ذلك فيها نصهم على هاء الكناية بالروم والإشمام ,فهي مثل الهاء لأنها توصل بحرف بعد حركتها كما توصف الهاء ويحذف ذلك الحرف فى الوقف كما يحذف مع الهاء فهي مثلها فى هذا غير أن الهاء أخفى منها فلذلك امتنعت الهاء عند القراء من الروم والإشمام إذا كانت حركتها مثل
¥