تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال حماد سالمي والدكتور ربيع جان" 4 - قواعد اللغة العربية للصف الثالث المتوسط (الفصل الثاني)؛ يورد الكتاب قصة تراثية عن زياد بن أبي سفيان (ص 74)، إذ مرض بمرض عضال في يده، فنصحه الأطباء ببترها لإنقاذ حياته، فاستشار القاضي شريح الذي قال له: (لا تقطعها، فالرزق مقسوم، والأجل معلوم، وأنا أكره أن تقدم على ربك مقطوع اليد، فإذا قال لك: لم قطعتها؟ قلت: بغضاً للقائك، وفراراً من قضائك. فمات زياد من يومه، فقال الناس لشريح: لم نهيته عن قطعها؟ فقال: استشارني، والمستشار مؤتمن). ويعزز المقرر هنا؛ تغييب العقل عن طريق السؤال الرابع: (هل العلاج يؤخر الأجل؟) (ص 74) ".

قلت: وماذا في هذا من عدم التسامح؟ وماذا فيه من نشر ثقافة الموت؟.

الموت ليس ثقافة، بل هو حق مثلما أنكم تقولون على الله بغير علم، وهل وجدت مقرراتنا الدراسية كلها تتكلم عن الموت؟ أليست مقرراتنا الدينية التي تعلمنا معنى الآخرة والجنة وما فيها من الثواب وغير ذلك تعلمنا البيوع والزروع والنكاح والعبادات، تعلمنا كيف نحافظ على صحتنا وحياتنا وتعلمنا أن قتل النفس المعصومة حرام حرام، وأن المنتحر ولو كان مريضا مرضا شديدا حرام عليه قتل نفسه؟ لماذا لم تبرزوا هذه الأمور، ومع ذلك فالحديث عن الموت حق، فالله تعالى علمنا أن نتحدث عنه وكذا نبينا صلى الله عليه وسلم فهل أنتم اعلم أم الله؟. ومع ذلك فزياد بن أبيه استشار الأطباء فلماذا سأل القاضي شريح؟ لأنه يريد أمرا آخر ليس موجودا عند الأطباء فما المنكر في هذا؟ وأطباء العصر الحديث إذا علموأ أنه لا برء لمريض من مرضه نصحوه بالعودة إلى أهله ليستوفي أجله، رغم أن الله تعالى على كل شيء قدير فقد يشفى المريض ويخيب تقدير الأطباء، فماذا عساكم تقولون لهؤلاء؟.

قال حماد سالمي والدكتور ربيع جان "5 - الأدب العربي للصف الأول الثانوي (الفصل الأول)؛ يقدم الكتاب تغييب العقل لدى شعراء العصر الجاهلي دون نقد. ومنهم على سبيل المثال: طرفة بن العبد (ص 38)، الأعشى (ص 43)، وزهير بن أبي سلمى (ص 58)، وخاصة البيت الخامس عشر الذي يقول فيه: (ومن لا يظلم الناس يظلم) (ص 60)، والذي يتبعه الكتاب بشرح المقولة بشكل يوحي بتأييدها؛ أنه: (إذا لم يكن المرء قوياً قادراً على ظلم الناس؛ فإن الناس يظلمونه) (ص 61).

قلت: وقول زهير ليس حجة لنا ولا علينا، ولكن الموضوعية تذبح هنا أيضا فزهير لا يدعو للظلم ولكنه يدعو إلى أن يستعد المرء لحماية نفسه من الظالمين فالبيت كاملا يقول:ومن لايذد عن حوضه بسلاحه ** يهدم ومن لايظلم الناس يظلم. وهو هنا يعني أن الظلم واقع بالمرء لا محالة حتى لو حجز ظلمه عن الناس، وهل يعقل أن زهيرا المعروف بسعيه لكف الحروب ومدح هرم بن سنان لتحمله ديات عبس وذبيان داعية ظلم؟ لا ريب أن هذا ناتج من عدم الفهم السليم والإدراك العميق للأمور وهنا تتدخل الثقافة والوعي للحكم على الأشياء وهو ما يفتقر إليه المقال. ومرة أخرى تقتل الموضوعية.

قال حماد سالمي والدكتور ربيع جان "6 - البلاغة والنقد للصف الأول الثانوي (الفصل الأول)، في درس عن التشبيه؛ يورد الكتاب آية قرآنية في شأن بني إسرائيل، ويتبعها بحديث من صحيح مسلم (ص 28): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى). ويعيد الكتاب في درس عن التشبيه التمثيلي؛ إيراد آيات قرآنية يقدمها على أنها عامة (في شأن اليهود) (ص 36) و (ص 55)، رغم أن الوصف مخصص في القرآن الكريم.

قلت: الحديث الذي أورده السالمي وربيع جان تشريع لأنه صادر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا جاء عن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم فليس للمسلم الحق إلا التسليم، قال الله تعالى " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) الأحزاب ماذا يعني هذا؟ هل بلغ الحال ببعض الصحف السعودية وكتابها والاستخفاف بدين الله هذا المستوى من اعتبار الحديث النبوي الصحيح قيمة سلبيية؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير